لا يعلم الجمل الذي يعمل في معصرة الحزيزي في قلب مدينة صنعاء القديمة أنه يدور في نفس المكان منذ ثلاثة أعوام معصوب العينين يدور حول صخرة يصل عمرها إلى مئات السنين تعمل على إنتاج الزيت الطبيعي الذي يعتبر علاجاً بالدرجة الأولى لكثير من الناس في اليمن. وقال صاحب المعصرة نبيل عبدالله إنه يعمل فيها منذ طفولته وهي إرث لأسرته منذ 150 عاماً.. مضيفاً إنه يقوم ببيع الزيوت الطبيعية كزيت الخردل والسمسم ويقبل الناس عليه، حيث يستخدم لعلاج أمراض كثيرة مثل الروماتيزم والحمى والأعصاب والحكة ونزلات البرد، كما يستخدم زيت السمسم للشعر والجسم وأحياناً للطعام. وأضاف: إن عدد المعاصر في صنعاء كان يصل لأكثر من 200 معصرة تعمل بالجمال؛ أما اليوم فلم تعد تتعدى الخمس معاصر في صنعاء بسبب دخول المعاصر الكهربائية التي تحتاج لجهد أقل لكنها لا تنتج زيوتاً بنفس جودة ونقاء المعصرة التي تعمل بالجمال. وحول طريقة عصر الزيوت قال نبيل عبدالله: إنه يتم وضع حبوب الخردل والسمسم التي تأتي بها من مزارع الحديدة وبني مطر وخولان ومناطق يمنية أخرى في حوض المعصرة ليقوم الجمل بالدوران حولها من ست إلى ثماني ساعات لطحن الحبوب وعصرها. وتابع: إن الجمل يدور وهو مغطَّى العينين لكي لا يعرف أنه يدور في نفس المكان فهو يظن أنه يمشي في صحراء. وأوضح: إن سعر الجمل يبلغ حوالي 120 ألف ريال يمني أي ما يعادل 600 دولار وهو يبقى في المعصرة أكثر من عشرين عاماً، كما أنه يعمر من 35 إلى 40 عاماً.. مضيفاً: إن الجمل يدور حول المعصرة من الصباح إلى المساء وهو قوي جداً ولا يتوقف إلا لتناول الطعام بين ساعة وأخرى.المصدر (كونا)