العليمي : انشاء مركز للفحص الفني للسيارات وقريباً تعديل قانون المرور اختتم مجلس الشورى مناقشاته لموضوع السلامة المرورية في الجلسة التي عقدها أمس الأربعاء برئاسة رئيس مجلس الشورى الأخ عبد العزيز عبد الغني..وفي جلسة أمس أجرى أعضاء مجلس الشورى مناقشات مستفيضة لما جاء في تقريري لجنة الحقوق والحريات ومنظمات المجتمع المدني والصحة والسكان بالمجلس حول موضوع السلامة المرورية.. مؤكدين أهمية هذا الموضوع بالنظر إلى صلته الوثيقة بحياة الناس وسلامتهم واقتصادياتهم. وفي حين رأى أعضاء المجلس في السلامة المرورية انعكاساً لمستوى الحس الحضاري وتعزيزاً للمكانة السياحية لليمن، اعتبروا أن الحوادث المرورية تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمع..وأكد الأعضاء في مناقشاتهم أهمية العناية بالعنصر البشري على المستويين المادي والتدريبي، وتخفيف ساعات العمل وبما يؤمن أداء أفضل لشرطة المرور والقيام بدورهم على الوجه الأكمل. وأكدت المناقشات أهمية تطبيق المواصفات والمعايير المرعية دولياً فيما يخص سلامة الطرق، ودعت إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة من الداخلية والإنشاءات والنقل لتقييم حالة الطرق ووضع معايير للتقيد بها أثناء إنشاء الطرق وتطبيقه على الطرق الموجودة. وطالبت المناقشات على هذا الصعيد أيضاً بتزويد الطرقات بأجهزة الرقابة الفنية لرصد التجاوزات في السرعات القانونية المحددة، وتأمين سيارات الإسعاف اللازمة للتخفيف من تأثير الحوادث المرورية على حياة وسلامة الناس. وشددت المناقشات على أهمية إجراء أعمال الصيانة على الطرقات، والعمل على تحديد أماكن لتوقف السيارات على الطرقات والشوارع وبما يحد من الحوادث التي يتسبب بها الوقوف العشوائي. وطالبت المناقشات بإعادة النظر في قانون المرور، وبما يكفل تشديد العقوبات على مرتكبي المخالفات المرورية..وأكدت المناقشات أهمية الثقافة المرورية، وضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها في التوعية المرورية من خلال حصص يومية تقدم للمواطنين في إطار الخدمة الاجتماعية للإعلام. كما طالبت في هذا السياق بإقامة حدائق مرورية نموذجية في المدن الرئيسية يرتادها الأطفال لتثقيفهم مرورياً، كما طالبت بدور تكاملي بين الجهات المعنية والمجتمع فيما يخص التوعية المرورية وإرساء ثقافة مرورية في أوساط المجتمع. وتحدث أمام مجلس الشورى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد محمد العليمي، الذي علق على ما ورد في مداخلات أعضاء المجلس ومناقشاتهم، وأوضح بشأن القضايا المتضمنة في التقريرين المقدمين إلى المجلس حول الموضوع. وأكد في هذا الخصوص اهتمام الحكومة ووزارة الداخلية بموضوع السلامة المرورية.. مشيراً إلى أن هناك تعديلات في قانون المرور سيتم إنجازها قريباً، ولافتاً إلى النشاط التدريبي الذي تبنته الوزارة لتأهيل شرطة المرور من خلال قسم المرور في مدرسة الشرطة، ومن خلال الدورات القصيرة التي تعقد لضباط الشرطة العاملين في المرور في كلية التدريب بأكاديمية الشرطة. وأكد حرص الوزارة على تنمية الوعي لدى جهاز المرور، وتعزيز كفاءته، والعمل في الوقت نفسه على تعزيز الوعي الاجتماعي بقضايا المرور والسلامة المرورية. وأوضح نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية بأن وزارته قد شرعت في إنشاء مراكز للفحص الفني للسيارات في مختلف محافظات الجمهورية ، وأنها بصدد إنفاذ مشروع لتغيير أرقام السيارات بأفضل المواصفات يترافق مع إجراءات لمنع نقل الأرقام من سيارة إلى أخرى. وخلص الوزير العليمي إلى التأكيد أن مؤشرات الحوادث المرورية في اليمن هي الأدنى على مستوى الإقليم. كما تحدث أمام المجلس مدير عام المرور العميد عبدالله شبيل، الذي قدم إحصاءات حول الحوادث المرورية، موضحاً أن اليمن شهد خلال العام 2007 م 14 ألفاً و 740 حادثاً مرورياً تسببت في وفاة 2781 شخصاً و 10 آلاف و 150 حالة إصابة بسيطة، و9148 حالة إصابة جسيمة. وبين الشبيل أسباب تلك الحوادث، مشيراً إلى أن السرعة هي المسئولة عن 32 بالمائة من جملة الحوادث يليها إهمال السائقين بنسبة 12 بالمائة والخلل الفني بنسبة 8 بالمائة، وعوامل طبيعية وقيادة أطفال وفقدان الوعي بنسبة 1 بالمائة. وقرر المجلس في ختام المناقشات تشكيل لجنة لصياغة التوصيات حول الموضوع من لجنتي الحقوق والحريات ومنظمات المجتمع المدني والصحة والسكان بالمجلس وممثلين عن وزارة الأشغال العامة والطرق ووزارة النقل، والإدارة العامة للمرور..وكان المجلس قد استعرض في مستهل الجلسة محضر جلسته السابقة وأقره. حضر جلسة أمس وكيل وزارة الداخلية لقطاع الشرطة اللواء عبدالرحمن البروي، ووكيل وزارة النقل المساعد أحمد أحمد معياد، ومدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية المقدم صالح هادي، ومدير عام شركة المتحدة للتأمين طارق عبد الواسع هائل سعيد، وعدد من المسئولين في الجهات ذات العلاقة.