مبخوت بن مهتم: المشروع القطري يهدف إلى حماية الآثار وتنميتها الحديث عن الآثار والحفاظ عليها وتنميتها جله شجون فهناك بعثات أثرية تقوم بأعمال التنقيبات والترميمات الأثرية في محافظة مارب ،وقد مضى على عملها في هذه المحافظة مايربو على ثلاثة عقود من الزمان ولكن هذه الأيام هناك حديث عن المشروع القطري لحماية الآثار اليمنية وهو مشروع استراتيجي هام. وحول هذا المشروع وأهدافه والابعاد الاستراتيجية له تحدث ل«الجمهورية» الأخ مبخوت بن مهتم القائم بأعمال مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة مارب والذي بدأ حديثه قائلاً: مهد الحضارات القديمة برنامج الآثار في محافظة مارب يعتبر من أهم البرامج التنموية الشاملة التي تخدم المجتمع في مجال تنمية الفرد والبيئة لما لذلك من أهمية بالغة..،حيث يركز العلميون والباحثون والدارسون جهودهم ويصبون اهتماماتهم وانظارهم سواء في الماضي أو حالياً نحو ماتكتنزه آثار دولة سبأ سواء في واحة مارب وصرواح أو في المناطق المجاورة لها. دعنا لانغوص كثيراً في عملية التسلسل التاريخي لمملكة سبأ ،ولكن أهم مافي الأمر هو التركيز على أهم المكتشفات الأثرية ودورها وأهميتها التاريخية وتأهيل هذه المكتشفات وبما يخدم واقع التنمية وتأهيل وتطوير هذه المواقع الأثرية لتصبح واحدة من أهم المرتكزات التنموية في البلاد.. الحقيقة أن هناك بعضاً من البلدان تعتمد بدرجة أساسية على السياحة وخصوصاً السياحة الأثرية «الاردن انموذجاً» فلماذا لانكون نحن كذلك واليمن كما يعرفها الجميع مهد حضارة سبأ وفيها الكثير من المآثر التاريخية العظيمة الشاهدة على عظمة وقوة الإنسان اليمني في ذلك الزمان الغابر. عرش بلقيس انموذجاً واضاف مهتم في حديثه قائلاً: طبعاً علم الآثار يثري معلوماته باستمرار ولازال يوضح الكثير من الحقائق والكثير الكثير من الغموض فمنذ مايقارب من ثلاثين عاماً وأعمال التنقيبات الأثرية مستمرة في واحة مارب فهناك الكثير من المآثر العمرانية اكتشفت والكثير منها مازال مطموراً تحت الرمال.. ولكن أهم مافي الأمر المكتشفات التي ظهرت حتى الآن خلال تلك الفترة الطويلة هو «معبد بران» والذي يطلق عليه في الأسطورة الشعبية ب«عرش بلقيس» ،حيث أنه لم يتضح بعد أنه عرش بلقيس ولكن الاسطورة الشعبية دائماً تلقي بظلالها على واقع الدراسات الأثرية في أكثر من معبد.. ومعبد بران كان أيضاً مخصصاً لعبادة الآله «المقه» في واحة سبأ ويعد هذا المعبد أحد أهم وثاني المعابد الدينية الموجودة في واحة سبأ والتي كانت موجودة اصلاً خارج المدينة «العاصمة» إلى جانب أهم وأكبر القطاعات الدينية والمعروف بمعبد أوام والذي كان يعتبر بمثابة محجاً للناس في جنوب الجزيرة العربية. والحقيقة أن مايهمنا هو التركيز على مستقبل تلك المواقع الأثرية في عملية التطوير والتنمية.. والسؤال هنا هو مامستقبل تلك البرامج العلمية في ضوء الدراسات المستقبلية؟ فنحن دائماً نسمع عن برامج تنموية تمولها البعثات الأثرية سواء «الامريكية الألمانية أو غيرها» فلقد وضعت هذه البعثات الأثرية لنفسها برامج محددة سنوياً يقومون بتنفيذها وفقاً لبرامجهم التي تخصهم وموضوع التمويل الخاص بهم. مشروع استراتيجي هام ماذا عن المشروع القطري لحماية الآثار اليمنية؟ سمعنا عن هذا المشروع والذي نعتبره بمثابة مشروع استراتيجي هام وحقيقة قد بدأت الاستعدادات والتحديدات لهذا المشروع مابين الدوحة وصنعاء وفقاً لاتفاقية زعماء البلدين ، وانطلاقاً من الأهداف المشتركة والعلاقات المتميزة بين البلدين.. وعلى مايبدو لي أن المشروع القطري هذا سيكون أهم وأكبر مشروع تنموي أثري ستظهر نتائجه من خلال الجهود والاكتشافات الأثرية في واحة مارب وكيفية تنميتها لتدخل في إطار العملية التنموية. قطاع إداري واحد هل ستنصب جهود المشروع القطري على مارب فقط أو أن هناك محافظات أخرى ضمن برنامج المشروع؟ حقيقة مارب ليست وحدها تستحق هذا القدر الكافي من الجهود والاهتمام بالجانب الآثري ولكن هناك أيضاً محافظات أخرى ستدخل ضمن جهود واهتمام المشروع وهي شبوة والجوف.. حيث سيكون هناك قطاع إداري واحد يتمثل ب«شبوة مارب الجوف» هذا فيما يخص تمويل المشروع لهذه المناطق.. وهذا انطلاقاً من وجود نواة الحضارة أو أهم معالم الحضارات أو مراكزها في تلك المحافظات الثلاث السابقة الذكر.. ونحن نعرف أنه بداية النشوء للمدن القديمة كانت في اطراف الصحراء ،حيث تركزت في وادي بيحان بشبوة وفي وادي ذنة بمارب وفي وادي الخارد بالجوف وعلى هذا الأساس يبدو أن التاريخ يعيد نفسه من جديد وسيظل هذا التمويل الجديد للمشروع القطري في الكشف عن آثار تلك الوديان ونشوء المدن الكبيرة التي أسست ممالك قديمة في المجتمع اليمني القديم. التنمية والتأهيل ما الذي يهمكم في هذا المشروع؟ التطلع إلى واقع افضل وعلى مايبدو أن المشروع لن يشمل فقط التنقيب والترميم وإنما سيدخل في صميم التنمية بكل ماتعنيه الكلمة.. حيث سيكون هناك مجال سياحي أكبر وتنمية أفضل للفرد وذلك من خلال انشاء منشآت تنموية سياحية بالقرب من المواقع الأثرية ، حيث ستكون هذه المنشآت ذات آلية متطورة تطويراً علمياً دقيقاً إضافة إلى تأهيل الكوادر الموجودة أثرياً داخل المحافظة وكذلك سيتم استغلال الكثير من المشاريع التي لها علاقة بالجانب التنموي الأثري السياحي. جهود علمية مشتركة هل البعثات الأثرية سواء الأوروبية أو غيرها العاملة في المحافظات الثلاث ستدخل ضمن منظومة المشروع؟ طبعاً لاشك أن البعثات الأثرية سواء الأوروبية أو الامريكية العاملة في المحافظات الثلاث في أعمال التنقيب والترميم ستكون ضمن المنظومة التي ستدخل في عملية تنفيذ آلية المشروع القطري ، حيث لن تستحوذ بعثة أو أخرى على المواقع الأثرية ،وإنما سيكون هناك جهد مشترك علمي والذي سيتم الاعداد والتنسيق له حالياً.. وستكون المواقع الأثرية ولاسيما أن تأخذ فيها نصيب الأسد «مدينة مارب القديمة» تدخل ضمن جهد علمي مشترك.. ولن نحدد بالرقم ولكن ستكون هناك اهتمامات مختلفة لبعثات وهيئات علمية ومؤسسات اثرية متعددة بحيث ستكون مشتركة في عملية البحث والتنقيب في واحة سبأ. الخارطة الأثرية أولاً هل ستدخل المواقع الأثرية والتي يتم التنقيب حالياً فيها من قبل البعثات الأثرية الامريكية والاوروبية ضمن دعم مشروع حماية الآثار اليمنية؟ نعم.. بالطبع المشروع القطري سيشمل كل قطاعات الآثار في مختلف المواقع الأثرية سواء التي في إطار المحافظة أو التي في المديريات وسيتم خلال تنفيذ المشروع بذل الكثير من الجهود لما فيه استكمال الخارطة الأثرية في المحافظة وهذه العملية إذ لم تدخل في نطاق عمل المشروع فلن ينجح المشروع وإذا لم تستكمل الخارطة الأثرية للمحافظة فلن تكون هناك جدوى لهذا المشروع. تفهم الفكرة وابعادها برأيك ماهي عوامل نجاح المشروع؟ عوامل نجاح المشروع تتم من خلال وجود تعاون متميز من قبل السلطة المحلية وتنسيق مشترك فيما الهيئات العلمية القائمة باعمال الحفر والتنقيب في المواقع المختلفة ولعل أهم عامل من عوامل نجاح المشروع هو تفهم الفكرة من قبل الجانبين فإذا ماتم تفهم الفكرة وأبعادها التنموية المستقبلية فلن يكون هناك نجاح ،والهدف من المشروع هو البحث عن الجذور التاريخية للعرب بشكل عام. التنمية الأثرية أليست هناك اهداف أخرى للمشروع؟ نعم.. إذا تمت المحافظة على الآثار التي تحويه المحافظة والاهتمام بها فلاشك أنه ستكون فيها تنمية في جميع المجالات.. فمنظومة التنمية تعد من العوامل المشتركة والنسيج المشترك يكون فيها العصب الأقوى في مجال التنمية الأثرية وكما تعرفون فإن محافظة مارب هي عمود التاريخ اليمني أصلاً ومن هناك ينصب هذا الاهتمام. العاصمة السبائية أولاً سمعنا كثيراً أن المشروع القطري تنصب الكثير من جهوده على مارب فماذا تشكل مارب بالنسبة لهذا المشروع برأيك؟ ابداً.. جهود المشروع القطري لم تنصب على مارب فقط وإنما بما أن مدينة مارب القديمة هي عاصمة المملكة السبئية فإنه سيتم التركيز عليها أكثر ولكن سيكون هناك اهتمام في بقية القطاعات المختلفة الأخرى ،حيث سيتعدى هذا الاهتمام كما قلت لك سابقاً إلى محافظات أخرى