علاوة على التأثير الكبير للأسرة، يلعب التلفزيون والمسجد والأصدقاء، أدواراً بارزة في صوغ توجهات الأطفال اليمنيين في اختيار نجومهم.. وتأثير أي من هذه العوامل يقوى ويضعف، تبعاً لطبيعة التوجه الثقافي والسياسي للأسرة. نوال عبدالله (10سنوات) تبدي إعجابها بالفنانة هيفا وهبي والقيادي الاشتراكي اليمني الراحل جارالله عمر.. في حين يعتبر بلال (12سنة) أسامة بن لادن وصدام حسين من شخصياته المفضلة. وللمنزل تأثير كبير في اختيارات الاطفال ما دون 10 سنوات، سواء من ناحية ما يدور فيه من أحاديث أو من ناحية مقدار ما يتاح للطفل من مشاهدة للتلفاز واستماع للتسجيلات. ويبرز تأثير أصدقاء اللعب والصحبة والمسجد على الأطفال الأكبر سناً (10 14 سنة)، فقد أظهر استبيان أجرته «الحياة» على 16 طفلاً وطفلة، بين الخامسة والرابعة عشرة، وينتمون إلى أسر ذات أحوال اجتماعية واقتصادية مختلفة، وجود تفاوت في تعلق الأطفال بنجوم الغناء والتمثيل والكرتون والرياضة، وكذا بالشخصيات الدينية والسياسة، تبعاً للظروف الاجتماعية والاقتصادية لأسرهم، وتوجهها الفكري والسياسي.. وتختلف الاختيارات مع اختلاف الأعمار؛ وتبين أن نسبة كبيرة من الأطفال تعلقوا بنجومهم المفضلين، من خلال مشاهداتهم التلفزيونية. وتذكر مريم منصور (5 سنوات) أنها تحب «الجاسوسات»، شخصيات مسلسل كرتون، وتوم وجيري والمطربة اليسا.. وتقول مي النصيري (13سنة) إنها معجبة بالمطرب المصري تامر حسني والعم لبيب (شخصية تلفزيونية)، وروبنسون كروزو (شخصية رواية). وبحسب الاختصاصية الاجتماعية رنا هايل «لا يحظى اختيار النجوم باهتمام كبير في الثقافة العامة»، مشيرة إلى أن هذا الأمر «لا يقتصر على الأسرة، بل إن قنوات التربية والإعلام تبدي تصرفاً مناوئاً لمثل هذا السلوك، باعتبار أن اختيار النجوم لا ينتمي إلى المجتمع اليمني وتقاليده». وتشير هايل إلى أن مدارس كثيرة «توبخ التلاميذ والتلميذات، ممن يحاولون تقليد نجومهم المفضلين، سواء من خلال قصة الشعر أو إلصاق الصور على الحقائب والكراسات». واللافت أن معظم الشخصيات التي تحظى بإعجاب الأطفال اليمنيين هي شخصيات غير محلية، فعدا «كشكوش» بطل مسلسل يمني للأطفال يحمل الاسم نفسه، لم ترد شخصيات فنية يمنية سوى الممثل التلفزيوني عبدالكريم الأشموري، بطل مسلسل «كيني ميني»، الذي وضعه إيهاب أحمد قاسم (14سنة)، في المرتبة الثالثة، بعد الممثل الأميركي توم كروز، ولاعب الكرة كريستيانو.. وأورد أحمد اسم شخصية فيلم الكرتون اليمني «عودة أحمد»، على ألسنة الذين أتيح لهم مشاهدة الفيلم. ولوحظ إعجاب أطفال كثيرين بالمطربتين نانسي عجرم واليسا والمطرب تامر حسني، وحلّوا في صدارة النجوم المفضلين لدى كل من رهف وملاك جازم، وآية وابراهيم صفوت، وهالة توفيق، وإيمان ومرح وألطاف علي، ومعتز عبد الكريم. وفي السينما احتل الممثلون أحمد حلمي ومحمد هنيدي ومنى زكي وغادة عادل الصدارة بين أطفال يمنيين.. وفي الإنشاد الديني جاء سامي يوسف وأحمد بوخاطر. ومن شخصيات الكرتون توم وجيري والمحقق كونان، وجون القناص.. ويبدي الحارث (7 سنوات) والبراء (6 سنوات) تعلقاً بشخصيتي سوبرمان وباتمان. وحظي بعض الرؤساء العرب بإعجاب بعض الأطفال، ويقول عبدالرحمن عادل (8 سنوات) إنه معجب بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح، إلى جانب سبايدرمان، وتعبّر ريم (10 سنوات)، التي أقامت في دبي، عن إعجابها برئيس دولة الإمارات العربية الراحل الشيخ زايد بن سلطان. وما يدعو إلى قليل من الاستغراب، بسبب الفارق الزمني، إبداء عدد من الصغار إعجابهم بالرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، إثر مشاهدة الفيلم الذي يروي قصة حياته، على الشاشة الصغيرة؛ وكذلك هي الحال مع الملك فاروق. وتعتبر هايل أن اختيارات الأطفال للرؤساء والزعماء السياسيين يعود إلى الميول السياسية لدى بعض الأسر، استناداً إلى أن بعض الآباء عادة ما يعلق صوراً لقيادات حزبية أو رؤساء أو زعماء. وتضيف: إن من بين الآباء من يصطحب أطفاله إلى مهرجانات طابعها سياسي.. وكانت الصغيرة نوال حضرت احتفالات أقيمت للزعيم الاشتراكي الراحل جارالله عمر الذي تعلّق صوره في منازل كثيرة. وبعض الآباء المتدينين يصطحب أبناءه إلى المسجد، لأداء الصلاة أو حضور حلقات درس.. وتشير هايل إلى أن قلة من الأسر اليمنية تتيح لصغارها طرح أسئلة عن نجومهم المفضلين.