حظيت المرأة اليمنية باهتمام القيادة السياسية الأمر الذي مكنها من تعزيز مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية وتبوء مكانة رفيعة في مختلف مناحي الحياة حيث نافست أخاها الرجل على مقاعد المجالس المحلية وتمكنت العديد منهن من الوصول إلى عضوية المجالس المحلية على مستوى المحافظات والمديريات والمشاركة بفاعلية في رسم خطط التنمية المحلية والإشراف على تنفيذ المشروعات الملبية لاحتياجات المواطنين.. الأخت سعيدة محفوظ سعيد عضوة المجلس المحلي لمديرية قلنسيا بجزيرة سقطرى اخترقت الجدار الذكوري وصعد نجمها واعتبر فوزها بعضوية المجلس المحلي حدثاً تاريخياً خصوصاً في منطقة نائية ووسط مجتمع محافظ تتحدث عن تجربتها قائلة : جاء ترشيحي لعضوية المجلس المحلي بالمديرية بناء على اختياري من قيادة المؤتمر الشعبي العام بالمديرية لترشيحي لعضوية المجلس المحلي بمديرية قلنسيا كوني من العناصر النسائية الفاعلة في المجتمع، وتحملت العديد من المهام في إطار العمل التنظيمي للمؤتمر وكان لي عدد من الاسهامات الوطنية مثل رئيسة مراكز اتحاد نساء اليمن فرع المديرية والتحقت بعدد من الدورات والمشاركات التي عززت من قدراتي المهنية والقيادية ومشاركاتي في الفعاليات الوطنية داخل المديرية وخارجها، وكان لعملي في سلك الصحة دور كبير في ثقة المواطنين بالنسبة لي وخاصة نشاطي العملي في مجال التحصين الصحي في عموم مناطق وقرى المديرية، وعليه تمكنت من الفوز وأمام عدد من المرشحين وجميعهم من الرجال وكان ذلك بمثابة تعبير عن ثقة جماهير المديرية والناخبين والناخبات في عملي وجهودي الرامية خدمة أبناء المديرية وأهلي والسعي لتحقيق مصالح أبناء هذه المديرية. إنجاز لكل امرأة أنت المرأة الوحيدة العضوة في أحد المجالس المحلية بالنسبة لعموم مجالس المحافظة كيف تنظرين إلى ذلك التفرد والإنجاز؟ - نعم أنا المرأة الوحيدة التي تمكنت من الفوز بعضوية المجلس المحلي ليس في قلنسيا فحسب بل وفي عموم محليات محافظة حضرموت وأعتبر ذلك تعزيزاً لجهود الدولة والقيادة السياسية بأهمية المرأة في الحياة العامة وكما قلت سلفاً إن هذا الإنجاز جاء مكسباً لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة ومكسباً للمرأة لتحقق لنفسها موقعاً و قدراً كبيراً من النجاح، وأي قصور في نشاط المرأة السياسي والاجتماعي لا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق حلمها وإرادتها بتولي منصب مهم وتبوء مركز وموقع إداري متقدم. ولكن الصورة ليست بتلك القتامة فقد بدأت المرأة في محافظة حضرموت تدرك أهمية قيامها بواجبها خاصة وأن الفرصة متاحة أمامها لكن المهم أن تتفاعل مع جهود الدولة وبرامجها السياسية والاجتماعية والثقافية فإذا كانت المرأة نشطة وتشارك في الفعاليات الوطنية وتعبر عن رأيها وتدخل في المنافسة فإنها ستحقق قدراً كبيراً من طموحاتها وتخرج من عزلتها الاجتماعية. النهج الديمقراطي أعظم المنجزات مارأيك في التجربة الديمقراطية في بلادنا؟ - لاشك أن التجربة الديمقراطية في بلادنا خطت خطوات واسعة قياساً بالمدة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لبلادنا.. كما تحققت الكثير من المنجزات في هذا المجال ولعل أهم دليل على ذلك هو الانتخابات الرئاسية والمنافسة الحرة النزيهة بين مختلف المرشحين علاوة على انتخابات مجلس النواب لثلاث دورات أي ثلاث تجارب بالإضافة إلى التجربة الجديدة الرائعة المتمثلة في انتخابات المجالس المحلية للمديريات والمحافظات لمرتين وأعتبر كل ذلك زخماً سياسياً كبيراً لم تشهده دول مجاورة خليجية وعربية كثيرة تفوقنا في الإمكانات المادية ولكن الإرث التاريخي الكبير والمجد الحضاري هو الذي أعطانا النجاح الكبير والمشرف والذي أكده المراقبون الذين تقاطروا من بلدان ومنظمات دولية شتى وشهدوا على نزاهتها، وشكلت أنموذجاً للنهج الديمقراطي الصحيح، وعليه اعتبر أن أعظم وأكبر المنجزات الوحدوية هو النهج الديمقراطي الذي ترسخ سلوكاً وخياراً وطنياً وقد واكب الحراك الديمقراطي إفساح المجال لحرية الصحافة مما أعطى التجربة الديمقراطية تعزيزاً كبيراً، ولا شك أن كل ذلك سيلقي بظلاله على عملية التنمية وسيعد رافداً مهماً لدفع عجلة التطور والاستقرار. كيف ترين مبادرة الأخ رئيس الجمهورية بتخصيص مقاعد للمرأة في المجالس المحلية والنيابية؟ - بالفعل بحسب التعديلات الدستورية الجديدة والدعوة التي أطلقها الرئيس من أجل إحداث نقلة نوعية في الأوضاع السياسية الراهنة فإن ذلك إذا ما تم سيكون خطوة جبارة وسيزيد من قاعدة المشاركة النسائية في صنع القرار، كما أن هذا دليل على الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في تعميق وترسيخ وتطوير التجربة الديمقراطية الحديثة