تحتفي الجمهورية اليمنية مع سائر دول العالم اليوم الخميس للمرة التاسعة عشرة بعد المائة بعيد العمال العالمي الذى يصادف الأول من مايو من كل عام، لتبقى هذه الذكرى مناسبة كفاحية في سبيل تكريم العامل وتقديراً لجهوده أينما كان موقعه في مجالات العمل المختلفة .. على الصعيد الوطني تكاد هذه المناسبة تأخذ نمطاً خاصاً وحالة منفردة «الجمهورية» استطلعت قبيل ساعات من حلول هذه المناسبة آراء ومشاعر نماذج عمالية عديدة، إزاء هذه المناسبة.. وخرجت بالحصيلة التالية : تشاؤم وخيبة أمل بداية ولسبب ما كان لقاؤنا بالشاب كمال « 27 عاماً» يعمل في ورشة لميكانيك وإصلاح السيارات وقال : هل تعلم أني أعمل بشكل مستمر يصل بي الوضع إلى حد العمل في مناسبتي عيدي الفطر والأضحى المباركين، وأردف متشائما : وجئت تسألني عن عيد العمال. ظروفنا لا تسمح وف حين تتباين الأسباب والظروف التي تحول دون احتفاء العامل اليمني بهذه المناسبة، فان هناك من يضع العامل الاقتصادي على رأس هذه الأسباب.. منوهين إلى أن دخلهم المادي يومي وإن توقفوا عن العمل فلن يحصلوا على المال لتغطية احتياجاتهم المعيشية. بشرى المطري - بائعة ملوج أمام أحد المطاعم - قالت: انها لا تعرف عن هذا العيد شيئاً، كما لاتعرف اليوم الذي يوافق تاريخه.. وبعد ايحائنا لها انه يصادف يوم الاول من مايو من كل عام.. أكدت أنها ستأتي ألعمل في هذا اليوم كضرورة حتمية حتى لايفوتها المبلغ المادي الذي قد تخسره جراء انقطاعها عن العمل في بيع الملوج أمام هذا المطعم .. منوهة أن ربحها اليومي يشكل بالنسبة لها ولأولادها مصدراً لاقتناء مواد ومتطلبات غذائية يومية . منال أحمد - ممرضة بمستشفى خاص قالت: من الجميل أنهم وضعوا لنا عيداً لكن مع الأسف لانشعر به ..وتؤكد منال: أنا أؤيد أن يحظى العامل في هذا اليوم بلفتة من الجهات المعنية لأوضاعه خاصة الاقتصادية منها، وهذا اليوم أنا أنتظر قدومه بالرغم من عدم راحتنا فيه كوننا بقطاع خاص فيعتبر يوماً مثل باقي الأيام وبالنسبة لي لا مشكلة لأني أيضاً محتاجة من الناحية المادية لمبلغ الإضافي المخصص للعمل في هذا اليوم . معاتبون في يوم عيدهم الحاج احمد الشرفي - حارس بوابة بإحدى الشركات الخاصة - قال :أنا أعتبر هذا اليوم زيادة لمشاكلي وهماً جديداً فوق همومي فإجازاتي كلها أيام عمل إجبارية بما فيها هذا اليوم المفروض من حقي آخذ راحتي فيه أو على الأقل صرف مستحق إضافي لنا أو حتى مكافأة بمناسبته . وأضاف : إنني أستغل هذه المناسبة وعبر صحيفتكم لأوجه نداء لكل أرباب العمل وأصحاب الشركات الخاصة بصرف مكافآت وإكراميات لكافة العمال ولو من باب عين الرحمة باعتبارنا من ذوي الدخل المحدود.. معرباً عن تمنيه ان يرتفع راتبه الشهري .. منوهاً الى انه يعمل حارساً منذ ما يزيد عن خمس سنوات وبراتب لايزيد عن 18.000 ريال . صبري «عامل نظافة» بأمانة العاصمة يمسك بمكنسته مجتهداً في مزاولة عمله تنظيف مخلفات الشارع، فيما قطرات العرق تصب من جبهته في خضم الجهد الذي يبذله في حر الشمس قال: أنا مضطر للعمل يومياً حتى في يوم عيد العمال وهو يوم كسائر الايام من أيام الأسبوع .. فالوضع لا يمكننا من التوقف عن تنظيف الازقة والشوارع العامة، كما ان المواطن لا يمكنه الاستغناء أبداً عن خدماتنا ومع هذا فانه ومع الاسف لا نجد غير قليل من المواطنين يتعاونون معنا ويقدرون ما نبذله من جهد. أما خالد الوصابي عامل في مخبز فيؤكد أن يوم الاول من مايو ( آيار ) من كل عام لا يعني له شيئاً فهو يوم كسائر الأيام وانه لاتوجد لديه أية ارتباطات بهذا اليوم .. مشدداً على أنه سوف يعمل اليوم وغداً وبعد غد وما الى ذلك لأن المخبز سيصاب بالخلل في إنتاجه من الخبز في حال إذا تم أخذ أجازة هو وبقية زملائه في هذه المناسبة أو غيرها . ويقول عامل المخبز : إن العمل في هذا اليوم هو أمر ضروري أولاً بالنسبة لصاحب المخبز وثانياً بالنسبة للعامة من مرتادي المخبز يومياً لشراء الخبز فنحن نعد الخبز لعدد كبير من الناس.. منوهاً الى ان هذه المناسبة تحظى باهتمام في الدول الغربية اما في بلادنا فلا يوجد سوى عيدين فقط هما الفطر والأضحى حسب ذكره . أمل وتواصلاً مع الصعيد العمالي وما يخالجه من مشاعر إزاء هذه المناسبة العالمية، فإن ثمة بارقة أمل لدى فئة وان كانت قليلة، ترى في عيد العمال مناسبة حتمية تقتضي الاحتفاء بها كونها تشهد لهم بالجهود التي يبذلونها من أجل خدمة المجتمع . عامل البناء والتشييد «عامر مجلي» رغم أنه كان يجلس على الرصيف بطريقة وهيئة توحي انه يعيش أيام أعياد كثيرة .. إلا أنه يؤكد بأن هذا اليوم هو يوم مختلف بالنسبة له، رغم وضعه وظروفه حسب ذكره.. فانه يفضل ألا يذهب الى سوق الحراج « حراج العمال » ولن يعمل في هذا اليوم مهما بلغ الأجر المعروض عليه حسب تأكيده . ويقول عامر: طالما وهو عيدنا فلن نذهب إلى أي سوق أو أي عمل، لن اشتغل فهو عيد العمال يوم عطلة رسمية. أما الحاجة « نعمة » عاملة نظافة بمؤسسة حكومية- في حين تؤكد علمها ومعرفتها بهذه المناسبة «عيد العمال» والتي هي يوم إجازة رسمية ..الا انها تؤكد في ذات الوقت انها ستذهب إلى عملها .. مشيرة الى أنها تعتبر هذا اليوم مختلفاً من خلال ساعات العمل القليلة التي ستعمل فيها حيث بقية الوقت ستعود لقضائه مع أطفالها. أرباب العمل وفيما كانت هذه مجموعة من النماذج العمالية اليمنية التي كشفت عن مشاعر متباينة تخالجهم ازاء هذه المناسبة العمالية العالمية، فماذا يقول أرباب العمل ؟ علي محمد الهادي « مدير عام شركة الهادي للتجارة والمقاولات وخدمات حقول النفط» يتحدث عن الوضع العمالي الساري في الشركة في مثل هذا اليوم.. موضحاً أن العمال الذين يتزامن حضورهم في مثل هذا اليوم الأول من مايو/ آيار من كل عام في اعمال ضرورية وحساسة ذات صلة بمهام الشركة او في سفريات فانهم يحظون بامتيازات ومكافآت عينية ومادية خاصة دون سواهم ممن يأتي هذا اليوم وهم في إجازات سواء اعتيادية أم مرضية أو منقطعين عن العمل . وينوه مدير عام شركة الهادي الى أنه توجد كوادر عمالية أجنبية تعمل ضمن الطاقم العمالي للشركة من مهندسين وفنيين وغيرهم والذين يعد هذا اليوم بالنسبة لهم يوماً مقدساً، يقيمون بمناسبته احتفالية خاصة يتناولون خلالها المشروبات الغازية والحلويات وهذا من حقهم . من ناحيته رمزي مبارك « المدير التنفيذي لشركة ومصانع المبارك للصناعات الغذائية الخفيفة» يؤكد أن هذا اليوم الذي يوافق الأول من مايو ( آيار ) من كل عام هو يوم إجازة رسمية استناداً على ما ينص عليه قانونا العمل والإجازات الرسمية المعمول بهما في البلاد.. مؤكداً أنه لاضير من توقف العمل وكذا الإنتاج بالشركة في هذا اليوم فهو يوم واحد.. حسب تعبيره.. مؤكداً حق جميع العمال والموظفين بالشركة أن يقضوه مع عائلاتهم كل بحسب رؤيته . مناسبة عالمية هذا ويعد هذا اليوم الأول من مايو أيام مناسبة عالمية تقام فيها احتفالات تكريمية في معظم دول العالم سيتم من خلالها تكريم المبرزين فى مختلف ميادين العمل والإنتاج كتقليد سنوي تأكيداً على الدور الذي تلعبه شريحة العمال في رفاهية المجتمع وتطوره..ويعود فضل تأسيس عيد العمال العالمي لمنظمة «فرسان العمال» التي كانت أول من طالب بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات، وفي سنة 1886 وعلى إثر إضراب من أجل تحديد ساعات العمل، اعتبر اليوم الأول من مايو يوم العمال العالمي..وتقرر إقامة الاحتفالات في الأول من مايو لأول مرة في التاريخ من قبل مجلس الأممية الثانية المنعقدة في باريس عام 1889م، وكانت أول حكومة تحتفل رسمياً بالأول من مايو بعد الاتحاد السوفيتي كانت حكومة أدولف هتلر النازية.