تدشن اليوم السبت في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية عملية انتخاب محافظي المحافظات في أول تجربة يخوضها اليمن بالتزامن مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني ال18 للجمهورية اليمنية (22 مايو).. ويحظى هذا الحدث، الذي سيتم خلاله انتخاب أمين للعاصمة وعشرين محافظاً لأول مرة عبر الهيئة الناخبة ممثلة بأمناء عموم وأعضاء المجالس المحلية في المحافظات والمديريات، باهتمام منقطع النظير، وأحدث حراكاً سياسياً واسعاً على الساحة الوطنية لمختلف ألوان الطيف السياسي اليمني التي أجمعت معظمها على أهمية هذه الخطوة في وضع اللبنة الأولى لتأسيس حكم محلي واسع الصلاحيات يلبي احتياجات المجتمع في التنمية الشاملة.. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء برلمانيين وأعضاء من مجلس الشورى من ألوان سياسية متعددة.. وهنا التفاصيل:لبنة تأسيسية نائب رئيس مجلس النواب حمير بن عبدالله الأحمر، يؤكد أن خطوة انتخاب المحافظين تمثل اللبنة الرئيسة في الحكم المحلي، والمرحلة الأولى من تطبيق اللامركزية المالية والإدارية في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - بانتخابات محافظي المحافظات. ويضيف: هذه الخطوة جريئة، واليمن تمتاز بأشياء كثيرة في المجال الديمقراطي، وأيضاً نحن لا نؤيد أبداً بأن يكون لكل محافظة فدرالياتها أو جعل الحكم فيدرالياً كما يتوهم البعض، فانتخاب المحافظين يتمثل في الإدارة المحلية لا غير، ولا يتدخل مطلقاً في الأمور الأخرى. وإن شاء الله تتطور البرامج في الإدارة المحلية والمجالس المحلية، ويصبح الانتخاب مباشراً من الشعب.. وكما يقال: «إن غداً لناظره قريب». وفي شأن الخطوات القادمة يؤكد الأحمر أن البرلمان طلب من الحكومة الإسراع في تقديم القانون الجديد إلى المجلس، والذي يمثل البديل للقانون الحالي، الذي يشرع للمواطن أن ينتخب المحافظ ومدير المديرية مباشرة، وهذا يعتبر انتخاباً حراً ومباشراً، وهو ما يسعى إليه الجميع، وسيتحقق إن شاء الله بعد مرور الفترة الانتقالية في الحكم المحلي والمحددة بأربع سنوات، فالأمور تأتي خطوة خطوة. ومسألة انتخاب المحافظين تعتبر أساس الديمقراطية، والذي سيكون الحكم المحلي فيه كاملاً من المحافظ إلى مدير الناحية إلى مدراء المديريات، وتم إرسال مطالبة من هيئة رئاسة المجلس إلى الحكومة للتسريع بتقديم القانون الجديد في نفس اليوم الذي تم فيه التوقيع على التعديل الأخير للقانون. ويضيف: القانون البديل المقرر أن تقدمه الحكومة إلى مجلس النواب للمصادقة عليه العام المقبل من شأنه توسيع صلاحيات الحكم المحلي بحيث يكون نظاماً كامل الصلاحيات، بحيث تتم انتخابات المحافظين وأمين العاصمة عن طريق الانتخاب المباشر من الشعب. تجربة نموذجية عضو مجلس الشورى، عضو لجنة حقوق الإنسان في المجلس يحيى الكحلاني، يرى أن الخطوات التي حققها اليمن في مجال ترسيخ المسار الديمقراطي من خلال بناء دولة المؤسسات والسلطات المحلية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني كانت رائدة ومتقدمة، في حين أن خطوة انتخاب المحافظين تعد تجربة نموذجية تخطوها اليمن بغض النظر عما ترافقها من سلبيات أو عيوب، إلا أنها ستساعد على الاستقرار الاجتماعي والتداول السلمي للسلطة من خلال مشاركة كافة المواطنين في اختيار من يمثلهم سواء على مستوى المحافظين أم المجالس المحلية. ويضيف الكحلاني: هذه الخطوة ليست أهم من انتخاب رئيس الجمهورية الذي ينتخب من الشعب مباشرة، يجب أن نساعد على ترسيخ هذا المسار الديمقراطي وأن يفهم كل مواطن يمني أن هذا حق دستوري، وأن هذا من صلاحيات المجتمع في بناء الدولة الحديثة لكي نواكب العصر على مستوى الوطن العربي أو العالم، فاليمن بحاجة إلى البناء، إلى التنمية، إلى التعليم، وأشياء كبيرة تتطلب مشاركة كل المواطنين بمختلف فئاتهم وتكويناتهم. ويلفت الكحلاني إلى أن انتخابات المحافظين التي تنطلق اليوم السبت خطوة أولى.. فعلى سبيل المثال رئيس الجمهورية تم انتخابه من مجلس النواب، ثم تطورت المسألة إلى الانتخاب المباشر من الشعب.. مجلس النواب كان يعين عضو المجلس تعييناً، حتى الانتخاب لم يكن بالطريقة الديمقراطية، فكانت في البداية تعتمد على التزكية وما شابه ذلك، ومن ثم تطورت المسألة إلى أن أصبح عضو مجلس النواب ينتخب بالاقتراع المباشر.. وعملية انتخاب المحافظين الآن هي خطوة أولى أو مرحلة أولى يتعود الناس فيها على الاختيار والتمثيل. ويضيف: تعتبر خطوة انتخاب المحافظين تجربة نموذجية ينبغي على المواطن والناخب أن يتفهمها ويجب علينا أن نساعد في ترسيخ هذا المبدأ مهما كانت جوانب القصور والأخطاء فنحن حديثي تجربة، الناس سبقتنا من آلاف السنين، ومازالت توجد هناك خطوط حمراء، مازالت الانتخابات الأميركية والفرنسية فيها شوائب وفيها عيوب، كل هذه الأمور تتم من خلال الانتخابات، فلماذا نريد أن نسبق العالم ونحن نعرف مستوانا الثقافي والاجتماعي..؟ فلا داعي للمبالغة. رأي مغاير عضو مجلس النواب الدكتور عبدالملك القصوص - عضو لجنة الصحة العامة والسكان بالمجلس - يرى أنه رغم قناعته بأن انتخاب المحافظين تعتبر خطوة جيدة في سبيل تحقيق الحكم المحلي، إلا أن الانتخابات كان يجب أن يمارسها الشعب مباشرة بانتخاب المحافظين، وليس من خلال مجالس ناخبة فاز فيها الحزب الحاكم، فلا يعقل أن ينتخب رئيس الجمهورية أعلى منصب في البلاد من خلال الشعب مباشرة، وينتخب المحافظون في مستوى أدنى من خلال هيئات ناخبة، فيما كان الأولى أن يتم انتخاب المحافظين من خلال الشعب مباشرة بانتخابات حرة، حيث يختار الناس من يمثلهم، وحتى نشعر بأن البلاد تتجه نحو اللامركزية وتقليص السلطات المركزية وإعطاء سلطات أوسع للسلطة المحلية. ويضيف الدكتور القصوص: برأيي لو أن انتخاب المحافظين يتم عن طريق الشعب فمن المؤكد أن هذه الخطوة ستكون خطوة إيجابية لأنها تعطي صلاحيات لا مركزية للناس بحيث تتوسع مصالح المجالس المحلية، وبالتالي تتقلص المركزية التي تعيق كثيراً من المشاريع والتنمية. توسيع المشاركة لكن عضو مجلس الشورى وعضو لجنة حقوق الإنسان بالمجلس إبراهيم عبدالله صعيدي، يؤكد أن انتخاب المحافظين خطوة أولى وخطوة متقدمة جداً من أجل توسيع المشاركة الشعبية في نظام الحكم المحلي. ويضيف: أعتقد - أنا - جازماً بأن هذه الخطوة ستشكل مدخلاً صحيحاً لتعزيز نظام الحكم المحلي وتطويره بالأهداف المنشودة.. قد يقول البعض: لماذا ينتخب المحافظون من قبل أعضاء السلطة المحلية؟ فنقول لهم: أعضاء السلطة المحلية أولاً هم منتخبون من الشعب، وبالتالي نحن نبدأ بداية أولى.. وأنا أعتقد أنها بداية جيدة وممتازة وستعزز نظام الحكم المحلي. ويلفت صعيدي: نحن نشعر أن الإخوة في أحزاب المعارضة يتفهمون كل الخطوات الجيدة التي يتخذها النظام السياسي، وهذه خطوات مهمة جداً لتعزيز النظام السياسي لنناضل جميعاً من أجل هذا النظام، وأتمنى عليهم أن يراجعوا مثل هذه المواقف لأنها لا تخدم بالفعل السياسات التي هم حتى يطرحونها فيما يتعلق بنظام الحكم المحلي، ونتمنى لهذه الخطوة النجاح الكبير، لأنها بالفعل في تقديري هامة جداً لتعزيز نظام الحكم المحلي.. ويرى عضو مجلس النواب، مقرر لجنة الحقوق والحريات بالمجلس عبدالوهاب معوضة، قرار القيادة السياسية التاريخي بانتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات قراراً جريئاً وخطوة رائدة في سبيل ترسيخ مبدأ الديمقراطية والمشاركة السياسية التي تعيشها اليمن اليوم.. ويؤكد أن هذه النقلة غير المسبوقة على مستوى الوطن العربي سيكون لها الأثر الإيجابي على سمعة اليمن وإشراك كافة شرائح المجتمع في التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية في سبيل تحقيق تنمية شاملة تعم الحضر والريف، في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية.