يشهد التاريخ الإنساني اليمني بأن فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح ، كان المحاور والمبادر الأول إلى إنعقاد المؤتمرات واللقاءات الوحدوية إبتداء من عام 1979م وإنتهاء بعام تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990م / ومنذ أن تولى فخامته السلطة يوم ال 17 يوليو 1978م وهو يناضل من أجل القضاء المبرم على سياسة التشطير وإستبدالها بالوحدة اليمنية التي ستمكن الشعب اليمني من إصلاح شؤونه ويزيل عوامل الضعف السياسي والاستراتيجي .. ونتيجة لذلك أنعقد لقاء وحدوي في دولة الكويت الشقيقة بتاريخ 30 مارس 1979م والذي تم فيه التوقيع على إتفاقية الكويت والتي تضمنت عدة بنود وحدوية كانت أهمها القيام بوضع دستور موحد لليمن على أن يتم صياغة مواده وأحكامه ونصوصه ومن ثم الاستفتاء عليه من قبل الشعب اليمني في مدة زمنية لاتقل عن أربعة أشهر وبعد ذلك يتم مباشرة انتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة اليمنية الجديدة مع ضرورة الالتزام والتقيد الكامل ببنود اتفاقيتي طرابلس والقاهرة .. ويعتبر هذا اللقاء الوحدوي وبوجه خاص بادرة وطنية بشرت دلائلها ومؤشراتها السياسية والايجابية بقرب الوحدة اليمنية وإعادة تحقيقها من جديد .. ولقد أكد مؤرخو تاريخ اليمن الحديث على أن لأحداث 13 يناير 1986م ونضالات الجماهير اليمنية وتأثيرات المتغيرات الدولية وتجارب القيادات السياسية في السلطتين وفي الأحزاب الوطنية والوحدوية داخل السلطة وخارجها وفهمها للمعطيات الجديدة والتي طرأت على الأوضاع اليمنية والعربية والدولية كان لكل ذلك دور فاعل في تسريع الخطوات نحو الوحدة اليمنية والتي توجت بتوصل قيادات النظامين في الشطرين يومها لتوقيع اتفاقية عدن التاريخية في ال30 من نوفمبر 1989م والتي قضت باعادة الوحدة اليمنية سلمياً وربطها بإقرار ممارسة الديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية والاقتصادية في دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية) .. وفي يوم 22 مايو 1990م أعلن قيام الوحدة اليمنية وبذلك دق اليمانيون آخر مسمار في نعش عصور التشطير.. ختاماً فإن يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م كان من صنيع النضالات الوطنية المتراكمة عبر مختلف المراحل التاريخية والإرادة الجماهيرية المنطلقة من حقيقة التكوين الوحدوي للشعب اليمني وعمق جذوره الحضارية والتاريخية الواحدة.