عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ال 7 من يوليو تجسيداً للإرادة اليمنية الواحدة في وجه الانقلابيون
نشر في عمران برس يوم 06 - 07 - 2012

تشهد الساحة اليمنية العديد من المتغيرات والمستجدات والتحديات المحلية والإقليمية والدولية وآخرها ما حدث تحت مسميات (الربيع العربي) الذي يستهدف تمزيق الأمة العربية وإضعاف قوتها وإفشال الجهود العربية المبذولة لتوحيد الصف والكلمة العربية .
ولعل ما شهدته اليمن من تحديات ومؤامرات في العام الماضي 2011م والتي لازالت مستمرة إلى اليوم ليست بغريبة على أبناء اليمن الذين يواجهون تلك المؤامرات والمخططات الرامية لتمزيق صفهم وتستهدف وحدتهم وأمنهم واستقرارهم ، ونحن اليوم إذ نعيش في غمار هذه الأزمات والتحديات فإن التاريخ يجعلنا أن نعيش احتفالات هي كانت نتاج لانتصارات الإرادة اليمنية الواحدة بعد تحقيق وحدتهم الوطنية في ال 22 من مايو 1990م بعد جهود طويلة وقوية وحثيثة بذلها الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام ورئيس الجمهورية اليمنية في تلك الحقبة الزمنية التاريخية ، وذلك مواصلة للجهود السابقة لقادة اليمن الذين سعوا لتحقيق الوحدة اليمنية ولكنها بأت بالفشل ، إلا أن الرئيس علي عبدالله صالح وقف أمام تلك التحديات والمؤامرات حتى تحقق الحلم المنشود لكل أبناء اليمن في الشطرين الشمالي والجنوبي آنذاك .. وما يؤكد أن الوحدة كانت تمضي في طريقها الصحيح والذي لم يكن على حسبان العناصر المتآمرة من داخل أبناء الوطن سوى أنهم انصدموا بواقع حقيقي للوحدة الوطنية وتآمروا عليها من بعد إعلان نجاحها وتحقيقها وبذلوا كل جهودهم لإفشال الجهود الملزمة للدمج للمؤسسات المدنية والعسكرية من خلال خلق المشاكل والأزمات .
وتتالت تلك الأحداث حتى جاء العام الرابع من تاريخ الوحدة اليمنية وأفصحت فيه العناصر الانفصالية بقيادة الخائن علي سالم البيض بإعلان الانفصال وحربه ضد الشعب اليمني وأي منجز يتحقق تحت اسم الوحدة اليمنية .. ولكن كانت القيادة السياسية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح قائد الوحدة اليمنية والشرعية الدستورية ، واقفة بصمود قوي أمام تيارات الانفصال والمخططات الخارجية التي أزعجتهم الوحدة اليمنية وأغلقت عليهم مصالحهم الشخصية والحزبية ، ووقفت بجانبها الإرادة الشعبية اليمنية التي هبت للدفاع والحفاظ على الوحدة اليمنية بجانب القوات المسلحة والأمن ضد العناصر الانفصالية وانتصرت في 7 يوليو 1994م هذا اليوم العظيم الذي ترسخت فيه الوحدة اليمنية بالدماء اليمنية الزكية الطاهرة بعد أن تآمر عليها أعداء اليمن وأشعلوا الحرب في 4 مايو 1994م وأعلنوا الانفصال في 21 مايو 1994م بزعامة الخائن / علي سالم البيض وعصابته الانفصالية ، ولكن الشعب اليمني كان لهم بالمرصاد ودافع عن الوحدة حتى أخر قطرة من دمائهم وقال الشعب كلمته (الوحدة أو الموت) وبالفعل ترسخت الوحدة اليمنية بالدماء وسيظل الشعب اليمني يدافع عنها جيل بعد جيل والوحدة اليمنية مهمة وضرورية لإفشال المخططات الاستعمارية الرامية للإبقاء على تمزيق الشعب اليمني ، اليمني يدافع عنها جيل بعد جيل والوحدة اليمنية مهمة وضرورية لإفشال المخططات الاستعمارية الرامية للإبقاء على تمزيق الشعب اليمني ، والوحدة اليمنية مرتبطة بنضال الشعب اليمني ، على مدى العصور والوحدة اليمنية مرتبطة بتاريخ اليمن ومقوماته البشرية والاقتصادية والدينية وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } سورة آل عمران103

وللذين لم يقروا تاريخ اليمن بتركيز وتأني فعليهم أن يعودوا إلى أهداف الثورة اليمنية وبالتحديد الهدف الخامس الذي ينص على ما يلي : (العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة).

أن اليمن قد مرت على مدى الزمن بظروف سيئة وصعبة وتحديات ومؤامرات كثيرة راح ضحيتها قوافل من الشهداء تلو الشهداء ولكننا هنا سوف نخص نضال لأبناء اليمن على مدى الزمن إلا وهو (الوحدة اليمنية) وقبل أن أخط بقلمي موضوع الوحدة اليمنية أؤكد حقيقة هامة ربما تكون لها صلة بتجزئة اليمن ، وهو أن اليمن تقع في موقع استراتيجي هام فهي تقع على البحر الأحمر وتشرف وتتحكم في باب المندب وخليج عدن وهي ممرات هامة لها خطورتها في إستراتيجية الأمن القومي العربي ، لاسيما أن إسرائيل شرعت منذ فترة غير قصيرة في الثمانينات في تنفيذ عمليات تآمر ونفوذ على سواحل هذه الممرات بعقد صفقات سرية وعلنية مع دول تطل عليها خاصة أثيوبيا واريتريا ، ولكن القيادة اليمنية أصرت على المضي بقرارها التاريخي إلى النهاية ، وستتحمل مسؤولية القضاء على التجزئة وتراكماتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، وللتوضيح أكثر فإننا سنستعرض خطوات تحقيق الوحدة اليمنية التي هي موجودة منذ القدم وعبر مراحل عصور التاريخ .

الوحدة اليمنية في العصور القديمة :
هذا هو تاريخ اليمن القديم يمتد حوالي (1600 عام ألف منها قبل الميلاد وستمائة بعده) والتاريخ السياسي في الألف سنة الأولى قبل الميلاد تقريباً – يظهر أن هناك حوالي خمس دول عاصرت بعضها بعضاً واستطاعت كل واحدة منها أن تسيطر على زاوية معينة من اليمن – حضرموت في الشرق إلى ظفار ، ومعين في شمال اليمن حتى نجران وسبأ في شمال شرق اليمن في منطقة الجوف وقتبان وأوسان في القسمين الأسفل والجنوبي من اليمن ، ومنذ بداية القرن الميلادي الأول لم تعد هناك قتبان وأوسان ومعين بل أصبحت الساحة المينية مقسمة تقريباً بين سبأ وحضرموت ، وهكذا تسير البلاد خطوة أخرى نحو توحيدها ، فإذا وصلنا إلى حوالي القرن الثالث بعد الميلاد لم نعد نجد إلا حكومة مركزية واحدة لعموم اليمن هي دولة (سبأ وحضرموت وذو ريدان ويمنات والجبال والتهائم) وتبقى الصورة هكذا حوالي ثلاثمائة عام حتى ظهور الإسلام ، ولكن على الرغم من ظهور الصورة غير موحدة سياسياً على الأقل في الفترة الأولى إلا أنه كانت هناك أدلة على وحدة الشعب اليمني أرضاً وثقافة ، وكانت هناك لغة يمنية واحدة لا توجد خارج اليمن يتملكها التابع للملك القتباني أو السبئي أو الحضرمي ، كما أن نظام الحكم كان واحدة عند كل الدويلات اليمنية نظام (المزاود) أو ما يقارب نظام الشورى ، كانت هناك نظرة للكون واحدة عند كل اليمنيين أو ما يمكن أن نسميه (إيديولوجية) واحدة تتجسد أكثر ما تتجسد في الجانب الديني ونظام المكاربة والملوك ، ومن حيث نوع الحضارة المادية فقد كانت واحدة عند كل اليمنيين ، وهي تميز أهل اليمن كشعب واحد لا كدول سياسية عن بقية شعوب الأرض ، لقد كانت مواجهتهم للطبيعة مواجهة واحدة وتوصلوا إلى خبرة و احده في عمليات بناء السدود ومدرجات زراعية وقنوات الري وكل تلك النشاطات كانت تغطي الأرض اليمنية رغم وجود الوحدات السياسية المختلفة وقس على ذلك الجانب الاقتصادي والنشاط التجاري الذي كان يمارسه الشعب اليمني ، وكانت الأرض اليمنية ممراً (ترانزيت) لكل التجارة العالمية وتمثل ذلك في وحدة الشعب الاقتصادية ، ونكتفي بوحدة أجدادنا اليمنيين القدامى عندما تعرضت دما تعرضت اليمن للغزو الروماني قبل الميلاد ثم للغزو الحبشي والفارسي وكان هدف الغزاة هو موجهاً ضد كل أرض اليمن وشعب اليمن الموحد.

الوحدة اليمنية في العصور الإسلامية :
الصورة السياسية لليمن في العصور الإسلامية الممتدة حوالي تسعمائة عام فالوضع تقريباً على الشكل التالي :-
في الثلاث مائة عام الأولى كانت اليمن رغم تقسيمها إلى ثلاث وحدات إدارية هي (صنعاء – الجند – حضرموت) تكون ولاية واحدة تتبع الإمبراطورية العربية في المدينة المنور أو دمشق أو بغداد ، ومنذ القرن العاشر الميلادي تقريباً وحتى بداية العصور الحديثة في القرن السادس عشر نجد اليمن لا تختلف عن شقيقاتها الولايات العربية الأخرى من حيث خروجها عن طاعة الخلافة الإسلامية التي بدأت تدخل أدوار الاحتضار ، وكانت اليمن في الفترة (من القرن العاشر إلى القرن السادس عشر الميلادي – الدولة الزيادية ، والقرمطية والنجاحية والصليحية والمهدي والأيوبية "رغم أنها دخيلة ولكنها استطاعت ان تسيطر على كل اليمن في اول امرها" والرسولية والطاهرية) أما عن الوحدات الصغيرة الأخرى فكانت مشيخات في الأطراف والجبال لا تزيد مساحتها عن مساحة لواء أو محافظة في الوقت الراهن.
وبالمقارنة مع ما كان عليه الحال في بقية الدويلات المستقلة عن الإمبراطورية الإسلامية فان اليمن بقيت أكثر تماسكاً من غيرها وأهل اليمن أكثر وحدة من غيرها ، كما قد رأينا ملوك وأمراء الزيادين والنجاحين والصليحيين والمهديين والأيوبيين والرسوليين والطاهريين كانوا يشنون الحروب العنيفة من أجل توحيد اليمن او الجزء الأعظم منه وفعلاً حققوا الوحدة اليمنية .
وكان السبب الرئيسي في تمزيق الوحدة اليمنية في الفترة الإسلامية في بعض الأوقات هو الصراع المذهبي بين الخلافة السنية في بغداد والخلافة الشيعية في القاهرة ، وكل من الخلافتين كانت تحاول أن تبقي لها مركزاً على الأرض اليمنية ، وعامل تقسيم اليمن هو السنية والشيعية ... اللذان كانا عاملاً خارجياً ، ولكن كانت الوحدة اليمنية مرسومة في تاريخ اليمن والطويل عبر الفتوحات الإسلامية ومساهمة اليمنيين في هذا المجال – كان شعب يمني واحد مستجيب لدعوة الداعي ، على الرغم من وجود بعض الوحدات السياسية المختلفة والولاءات الطائفية المختلفة ، والسبب في ذلك بسيط وهو أن اليمنيين جميعاً كانوا ينظرون بعين حضارية واحدة ، ولهم هدف واحد موحد ، كما أن تاريخ اليمن يكتب لكل اليمن مع التركيز طبعاً في بعض الحالات على هذه الدولة أو تلك ، ثم قضية الأعراف اليمنية وهي من بقايا الأنظمة اليمنية القديمة التي لا تزال باقية إلى اليوم إلى جانب الشريعة الإسلامية وهي أعراف واحدة في كل المناطق اليمنية .

الوحدة اليمنية في العصور الحديثة :
الصورة السياسية لليمن الحديث خلال الأربع مئة سنة الماضية كانت على الشكل الآتي :
غزو برتغالي في مطلع القرن السادس عشر ثم غزو مملوكي وغزو عثماني يستطيع أن يسيطر على كل اليمن من عدن إلى صعدة ومن المخا إلى ظفار ، ويبقى اليمن موحداً تحت سلطة أجنبية واحدة حوالي مئة عام ، ثم ينحسر الاستعمار التركي ، وتسيطر الدولة الزيدية على كل اليمن الطبيعية مدة مئة عام حتى منتصف القرن الثامن عشر ، ثم يبدأ ظهور الأمارات والمشيخات في المناطق الجنوبية تهامة والحجرية وهذا التفتت الطارئ سببه بدء تحلل السلطة الأمامية في صنعاء والصراع الذي كان يدور بين أفراد العائلة الأمامية الذين كانوا موزعين كأمراء على المناطق اليمنية وهذا الانقسام أدى إلى زيادة المطامع الخارجية لاحتلال أجزاء مختلفة من البلاد بالإضافة إلى أن الدول الأوروبية كالهولنديين والفرنسيين والأمريكيين والانجليز استطاعت ان تسيطر على التجارة اليمنية في المخا بالذات الميناء الطبيعي آنذاك وبقية المدن الأخرى تعرضت للغزو الوهابي ثم تبعته في النصف الأول من القرن التاسع عشر جيوش محمد علي باشا ، وفي الأخير جاء الاستعمار البريطاني واستطاع ان يسيطر على المناطق الجنوبية ، كما عاد الاستعمار التركي واستطاع هو الأخر ان يسيطر على كل المنطقة الشمالية منذ 1872م وحتى 1918م ، وهكذا قسمت اليمن إلى قسمين مستعمرين أجنبيين بقوة السلاح ، ومنذ العهد وبالذات من تاريخ توقيع اتفاقية الحدود بين المستعمرين الاثنين عام 1914م يمكن ان ترجع جذور انشطار الإقليم إلى شطرين ، ويستمر الوضع كما كان عليه في المناطق الجنوبية تحت سلطة الاستعمار البريطاني حتى الاستقلال أما في الشمال فيرث الأمام يحيى حميد الدين سلطة الأتراك مع انسلاخ عسير ونجران وجيزان في الثلاثينات ، واهم ما يبرز وحدة الشعب اليمني في هذه الفترة الحديثة في النضال المشترك ضد الغزاة البرتغاليين فترى عدن تتعرض للغزو فيهب لنجدتها أبناء الشحر ، وكذا يافع تنجد حضرموت عندما يطلب منها ذلك ، كما أننا نرى حكاماًَ انجليز مثل : (كليفير ، وهنتر ، وجاكوب ، وأنجراهز) يشهدون في كتاباتهم على وحدة الأرض اليمنية والشعب اليمني .

الوحدة اليمنية في العصور المعاصرة :
لقد ساهم الجميع في أعادة اللحمة اليمنية وإعادة الرأس للجسد وساهم العرب أيضاً والجامعة العربية والشعب اليمني صاحب الكلمة الأولى والأخيرة مساهمة قوية وجادة وبذلت جهود عظيمة وجبارة في توحيد شطري ا ليمن في دولة واحدة ، لتستطيع اليمن الموحدة القضاء على التخلف الذي خلفه الحكم الإمامي الملكي في الشمال والاستعماري في الجنوب ، وأهم الخطوات اليمنية الوحدوية هي كما يلي :
- في منتصف سبتمبر 1972م أجتمع رئيسا شطري الوطن اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة وخرجا ببيان عرف (باتفاق القاهرة) وتضمن اقتراح تشكيل لجان مشتركة لتوحيد الأنظمة والتشريعات القائمة في شطري اليمن .
- في أواخر شهر نوفمبر 1972م عقد رئيسا الشطرين اجتماعاً في طرابلس بليبيا عرفت قراراته باسم (بيان طرابلس) وبحضور العقيد/ معمر القذافي ، وتضمنت هذه القرارات جوانب هامة كالدعوة لتوحيد اليمن ، وحددت فيه ألوان العلم لليمن الموحد ، كما تم الاتفاق على أن تكون (صنعاء) عاصمة دولة الوحدة ، وعلى أن الدين الإسلامي هو دين الدولة ، واللغة العربية لغدة الدولة الرسمية .
- في أواخر شهر مارس 1979م اجتمع رئيسا الشطرين في الكويت ، وخرجا ببيان عرف ب(بيان الكويت) أكد فيه على جملة بنود هامة عززت العمل الوحدوي بعد ان قام الرئيس علي عبدالله صالح حينها بتوحيد كل فئات العمل السياسي والقبلي والعسكري في شمال اليمن واخذهم معه إلى الكويت وجعل القرار قرارهم على توقيع بيان الكويت كأهم الخطوات لتحقيق الوحدة اليمنية وعدم معارضة خطوات التنفيذ الفعلية وقال لهم (قول لي أوقع أو لا اوقع .. لأنني لا أريد أن يزايد علي أحد عندما نعود إلى صنعاء أو يحتج علي أحد ومن له رأي فليقله الآن) ويقصد بهذه الكلمة عندما كان نظيره في اللقاء الوحدوي عبدالفتاح اسماعيل وبحضور أمير الكويت آنذاك ..، وهنا يتأكد لمن يتابع خطوات تحقيق الوحدة اليمنية بأن الرئيس علي عبدالله صالح كان يدرك المخاطر والتحديات التي تواجها خطوات إعادة تحقيق الوحدة الوطنية وكان صريحاً وشفافاً في مهامه للمضي بتسريع اعلان الوحدة اليمنية وإنهاء كل الخلافات بين أبناء الشطرين .
- في منتصف شهر سبتمبر 1981م اجتمع رئيسا الشطرين في تعز ، واتفقا على جوانب هامة منها تنفيذ بيان طرابلس .
- في أواخر شهر نوفمبر وأوائل شهر ديسمبر 1981م تم تشكيل المجلس اليمني الأعلى ، كما تم التنسيق السياسي والاقتصادي والتربوي والثقافي بين شطري اليمن ، وكذا على مستوى السياسة الخارجية ، وفي خلال الفترة 1986م تأخرت الوحدة اليمنية وإعلان قيامها بسبب أحداث يناير الدامية في عدن .
- في أوائل شهر مايو 1988م تم الاتفاق على تسهيل حركة انتقال المواطنين بالبطاقة الشخصية ، كما تم الاتفاق على تسهيل ربط الطرق والمواصلات بين شطري اليمن وتم استبدال النقاط العسكرية بنقاط مشتركة .
- في نهاية شهر نوفمبر 1989م وتتويجاً للخطوات السابقة واللقاءات الوحدوية المستمرة التقاء رئيسا شطري اليمن في 30 نوفمبر 1989م ، وسمي هذا اللقاء (بلقاء عدن التاريخي) وصادقا رئيسا الشطرين على مشروع دستور دولة الوحدة المعد من قبل اللجنة الدستورية في 30 نوفمبر 1981م تنفيذاً لما ورد في بيان الكويت ، واتفق على استكمال الإجراءات المتفق عليها في اتفاقية القاهرة ، وإحالة مشروع الدستور إلى الهيئتين التشريعيتين في الشطرين (مجلس الشورى – مجلس الشعب) للموافقة على عليه خلال مدة أقصاها ستة أشهر ، وعلى أن يقوم رئيسا الشطرين بتفويض من السلطتين التشريعيتين بتنظيم عملية الاستفتاء على مشروع دستور دولة الوحدة ، وانتخاب سلطة تشريعية موحدة طبقا للدستور ، وذلك يتم من خلال قيام رئيسا الشطرين بتشكيل لجان وزارية مشتركة تقوم بالإشراف على هذه الأعمال خلال ستة أشهر على الأكثر ، وقد نص الاتفاق على دعوة رئيسا شطري اليمن للجامعة العربية للمشاركة في أعمال اللجان المذكورة .

إعلان الوحدة اليمنية :
تحقيق الحلم وأصبح حقيقية وخسر أعداء اليمن الرهان وأشرقت شمس الوحدة اليمنية في الساعة الثانية عشر ظهراً يوم الثلاثاء الموافق 22 مايو 1990م وأعلن في عدن الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية ، هذا اليوم العظيم الذي طال انتظاره سنين وأعوام متتالية تحقق وسجل في تاريخ اليمن إنجاز حضاري عظيم لليمن وللأمة العربية وسجل بأحرف من نور وحقق الحلم الذي راود أذهان أبناء وشعب اليمن منذ مدة طويلة ، وعلى أثر إعلان الوحدة اليمنية تم تشكيل حكومة يمنية واحدة عاصمتها التاريخية (صنعاء) وعاصمتها الاقتصادية والتجارية (عدن) وتم انتخاب صانع الوحدة اليمنية ومحققها الرمز الوحدوي/ علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة ودخلت اليمن مرحلة تاريخية هامة وهي مرحلة البناء الوطني المزدهر .
أعلن الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في خطابه الموجه الى الشعب في الذكرى الثالثة عشرة لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، أعلن عن عفو رئاسي شمل القائمة المعروفة بالستة عشر + واحد التي ضمت عناصر أدينوا بموجب أحكام قضائية بجريمة الحرب وإعلان الانفصال عام 1994م يقف في رأس القائمة علي سالم البيض الذي كان يشغل من قبل نائب رئيس الجمهورية وأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني.
وللتذكير بسماحة وعظمة القائد الوحدوي علي عبدالله صالح لمن انقلبوا على الوحدة اليمنية ومنجزاتها فإنه لم يحمل الحقد في قلبه والانتقام من كل رفقا العمل السياسي في الحزب الاشتراكي اليمني الذي خرج من داخله المتآمرون على الوحدة اليمنية ، حيث أعلن في خطابه الموجه الى الشعب في الذكرى ال13 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، أعلن عن عفو رئاسي شمل القائمة المعروفة ال16 المتسببين في استهداف وتمزيق وحدة اليمن أرضاً وانساناً ودعاهم للعودة إلى الوطن وهذا ليس بغريباً عنه فإنه بعد دحر فلول الردة والانفصال وإفشال مخططهم التآمري أثبت للعالم بأنه لا يقصي أبناء الجنوب من المساهمة في التنمية واتخاذ القرار فبادر باصدار قرارات لكبار المسئولين من ابناء المناطق الجنوبية في المناصب القيادية العليا في الدولة وكان ابرزها في ذلك الوقت تعيين عبدربه منصور هادي نائباً رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة لقيادي من ابناء المناطق الجنوبية إلى جانب انه اتجاه بالتنمية السياسية والمشاريع الحيوية للمناطق الجنوبية أكثر وذلك أدراكاً منه ببناء اليمن الحديث سواءً في الشمال أو في الجنوب وعدم استخدامه عقوبات بسبب أعمال قام بها أفراد في الحزب الاشتراكي وان الوطن هو وطن الجميع ومتسعاً لكل أبناء اليمن

لجنة شباب اليمن الإعلامية ساهمت في الاحتفاء بالذكرى الوطنية ال 22 لتحقيق الوحدة بإصدار فيلم وثائقي بهذه المناسبة تحت عنوان (الزعيم/ علي عبدالله صالح صانع الوحدة.. باني اليمن الحديث .. رائد الديمقراطية العربية) ولأهمية ما جاء فيه فإننا نعيد بثه ونشره للاستفادة والتعرف أكثر لمن ينكرون صنيعة وانجازات رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي سلم السلطة سلمياً بعدما حاول الانقلابيون الوصول إليها عن طريق الفوضى والتخريب والاغتيالات وتدمير كل ما هو جميل وكل منجز صنعه رائد التنمية في اليمن الرئيس علي عبدالله صالح ومعه كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.