ان وفاة الشاعر اليمني والصحفي الفحل حسين محمد البار تركت فراغاً كبيراً في محيطنا الأدبي والفكري ليس لدينا من يشغله .. أقولها بكل حسرة وألم فهو بحق الشاعر الحضرمي الوحيد الذي ظل إلى أن فارق الحياة لسان حضرموت الناطق المعبر عن أفراحها وأتراحها المترجم لآمالها وآلامها في حين صمت أدباء نابعون من الحضارم في الوطن والمهاجر أحوج مانكون إلى صيحة حق تنطلق من حناجرهم تقوي من عزيمتنا وتدفعنا إلى الصمود في معارك النضال والكفاح. المؤرخ اليمني الكبير المرحوم/سعيد عوض باوزير في كتابه الموسوم «الثقافة وسيلتنا إلى الكفاح» يذكرنا أن الشعب في حضرموت مازال حتى الآن يردد أبيات آخر قصيدة قالها شاعرنا البار حين وقفت دار المستشار البريطاني بكل وقاحة وعناد تحول دون دخول المدرسين المصريين إلى حضرموت يصف في هذه القصيدة تخاذل المسؤولين أمام العنجهية الاستعمارية ويقول في قصيدته: وضح الصباح وأن صوت الحق في الأسماع داوى وروى الحقيقة من خلال الزيف مستمع وراوى أنتم عرائس مسرح في ظل مغتصب مناوى فدعو الحديث عن السياسة والدسائس والشكاوى ما إن لكم في الأمر أو للشعب شيء بالتساوى هذي حقيقتكم فخلونا نضج بما نقاسى في الاستشارة نعمة لكمو وللشعب المآسى ولشاعرنا الكبير حسين بن محمد البار قصيدة عصماء قالها في وفاة العلامة محسن بن جعفر بوتمي فبراير 0691م ومطلع هذه القصيدة العصماء التي قالها في حفل التأبين بغيل باوزير: العبقرية فيك تنتحب والعلم والأخلاق والأدب لقد كان البار هو الابن البار كما وصفه المؤرخ باوزير الذي اعطى لشعبه من موهبته وفنه وفكره وانتاجه الصحفي والشعري عبر ارهاصاته الغنائية الجميلة قمرية الوادي، قال بن هاشم انا قلبي سلي- هيضين قلبي خضيرات الوشام ياحضرموت أفرحى.. ياراد ياعواد، وعدد آخر من الأغنيات وهو إلى هذا الحد لايدخر وسعاً أو جهداً ولكن ستظل آثاره الأدبية والفكرية أشعاراً نظمها أو أغاني ألفها أو مقالات كتبها دليلاً حياً على أنه أدى واجبه كاملاً في حدود طاقته قبل أن يستريح من عناء هذه الحياة الفانية ويذهب إلى عالم الخالدين في الحادى عشر من مارس عام 5691م عن خمسين عاماً على وجه التقريب وقد اختلف الناس في الحكم على اتجاهاته الفكرية أو آرائه السياسية أو مفاهيمه الأدبية ولكنهم اتفقوا على أنه أديب مثقف وشاعر موهوب قل أن انجبت حضرموت واليمن مثله في العصر الحاضر رغم دراسته المحدودة وظروفه التي حالت بينه وبين التفرغ للاستزادة من العلم والثقافة ويعتبر شاعرنا حسين بن محمد البار أحد الروافد الرئيسة للأغنية اليمنية والحضرمية فقد شكل الثنائي الفني والغنائي مع فناننا الراحل الكبير محمد جمعة خان رائد الأغنية الحضرمية.