سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب الرئيس : على نساء اليمن الإسهام في توحيد الصفوف وتجسيد الرؤية الوحدوية قال إن بعض القوى السياسية تنصلت عن مسئوليتها تجاه المرأة واكتفت ب«المراوغات الخطابية»
أكد نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حرص الدولة على أن تكون الشراكة بين الرجل والمرأة قائمة على حراك سياسي واقتصادي وثقافي ملموس يضمن للمرأة المناخ المناسب والأرضية الملائمة للتمكين السياسي.. ودعا نساء اليمن إلى الإسهام في المشاركة الجدية الفاعلة لتوحيد الصفوف وبلورة وتجسيد الرؤية الوحدوية الراسخة في منظومة القضايا الوطنية. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر العام الثاني لاتحاد نساء اليمن الذي بدأت فعالياته أمس بصنعاء تحت شعار « نحو تعزيز مشاركة المرأة في جميع نواحي الحياة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. وطالب نائب الرئيس بالوقوف أمام القوى الظلامية والضلالية والمناطقية والتجزيئية التي تحاول إقحام نتوءاتها البغيضة في المسار الآمن المثمر للتوجهات السياسية والاقتصادية لليمن.. منوهاً إلى أن القيادة السياسية تبنت منح المرأة %15 من الشراكة والدعم في الانتخابات القادمة للبرلمان ، في حين تنصلت بعض القوى السياسية عن مسئوليتها التاريخية والوطنية تجاه المرأة ، واكتفت بالترويج الكلامي والمراوغات الخطابية والسجال الهامشي الذي حمل في طياته هروباً مكشوفاً من الالتزام السياسي والحزبي والأخلاقي.وأكد الأخ نائب الرئيس أن مرور أربع سنوات منذ انعقاد المؤتمر العام الأول في العام 2003م حتى انعقاد المؤتمر العام الثاني هي فترة حافلة تحققت فيها للمرأة مكاسب مهمة في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي. وقال: فقد اتسع أمام المرأة مجال واسع لتأكيد شراكتها السياسية والتحاقها بكل المناشط السياسية واندماجها الإيجابي الفعال في التنمية الوطنية، وحصولها على مكاسب ديمقراطية مهمة مكنتها من أداء دورها ورسالتها في المجتمع اليمني، جعل كل القوى السياسية والاجتماعية تنظر إليها بعين التقدير والإجلال والإكبار.. وتدرك المرأة في بلادنا أنها قد حظيت بمساندة ودعم من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي لم يألُ جهداً في منح هذه القطاع النسوي كل رعاية ودعم ومساندة. وأضاف: وغني عن الإشارة والتوضيح تبني القيادة السياسية منح المرأة 15 بالمائة من الشراكة والدعم في الانتخابات القادمة للمجلس النيابي، في حين تنصلت بعض القوى السياسية عن مسؤوليتها التاريخية والوطنية تجاه المرأة، واكتفت بالترويج الكلامي والمراوغات الخطابية والسجال الهامشي الذي حمل في طياته هروباً مكشوفاً من الالتزام السياسي والحزبي والأخلاقي تجاه المرأة وتجاه فاعلية شراكتها السياسية. وتابع نائب رئيس الجمهورية: إن أمام نساء اليمن في هذه المرحلة الحاسمة والحساسة مهاماً غاية في الأهمية، لا تنحصر في تنفيذ البرامج النسوية المتخصصة، وإنما عليهن مسؤولية الإسهام في المشاركة الجدية الفاعلة لتوحيد الصفوف، وفي بلورة وتجسيد الرؤية الوحدوية الراسخة في منظومة القضايا الوطنية التي تشهدها الساحة الوطنية من أجل الوصول إلى مشارف متقدمة من بناء اليمن وتخليصه من الشوائب التي تحاول أن تعلق بمساراته من جراء سعي قوى ظلامية وضلالية ومناطقية وتجزيئية إلى إقحام نتوءاتها البغيضة في المسار الآمن المثمر للتوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية الحكيمة ليمن الإيمان والحكمة، في سعي ميئوس لإعاقة تقدم القطار الوطني الذي اختار وجهته وسِكّته، وسار عليها بعنفوان وبإنجازية وإدراك، وبالتأكيد لن توقفه كل تلك المساعي لمن اختاروا أن يخرجوا على الإجماع الوطني وعلى الثوابت الوطنية، وسيصابون بالخسران والوهن والخذلان، وسيرتدون على أعقابهم مندحرين يلعقون مرارة الانكسار.. وأردف نائب رئيس الجمهوية عبدربه منصور هادي: إن المجتمع اليمني ينتظر أن يخرج مؤتمركم هذا برؤية تجديدية وتحديثية، باعتباركم أحد الأعمدة الأساسية للمنظومة القائمة لمنظمات المجتمع المدني، باعتبار اتحاد نساء اليمن الإطار الكبير الذي يحتوي كافة القدرات النسوية، وهو حامل مشعل التطوير والثقافة، والناظم الفعلي الذي تنتظم فيه محددات الشراكة السياسية بين المرأة والرجل، باعتبارها المفصل الرئيس في هذه العلاقة التي نسعى ونعمل لأن تكون قائمة على المشاركة الفعّالة بما يسهم في بناء الوطن. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يكتسب أهميته من هذا الحضور الكريم، وفي المقدمة منه حضور ممثلات لثماني عشرة دولة عربية شقيقة ودول صديقة، يمثلن الاتحادات النسوية العربية ومنظمة الأسرة العربية والعالمية، وجمعية سيدات الأعمال اللبنانيات، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة في جمهورية مصر العربية. ونوه بأن هذا الحضور يؤكد مدى الترابط الوثيق بين قضايا المرأة عامة والمرأة اليمنية خاصة، كما يؤكد النموذجية والريادة لاتحاد نساء اليمن. مؤكداً أن هذه المكانة المشرفة قد تحققت للمرأة اليمنية بفضل الدعم الكبير الذي قدمته القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية.. معتبراً أن هذه المكانة تحمل في ثناياها شهادة على مصداقية توجهاتنا الديمقراطية. وقال: لقد حرصنا على أن تكون الشراكة بين المرأة والرجل قائمة على حراك سياسي واقتصادي وثقافي ملموس، يضمن للمرأة المناخ المناسب والأرضية الملائمة للتمكين السياسي والاقتصادي للمرأة، انطلاقاً من قناعتنا وإيماننا بأن المرأة هي نصف المجتمع، وهي الشريك الفعلي في العملية التنموية والسياسية، واثقون من قدرات المرأة في اليمن على أن تسهم في أداء الدور والمسؤولية الملقاة على عاتقها بكفاءة وبالتزام وبفاعلية أكبر. متمنياً لأعمال المؤتمر النجاح والتوفيق.. معرباً في ذات الصدد عن ثقته في أن يعمل الاتحاد على تعزيز مساره المستقبلي ليتجه بثقة وفاعلية نحو مزيدٍ من البناء ومزيدٍ من تعزيز الروح الديمقراطية وبناء اليمن المزدهر الجديد. وألقت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق حُمّد كلمة، أكدت فيها أهمية انعقاد المؤتمر الذي يأتي تتويجاً للنهج الديمقراطي الذي ارتضته اليمن ليسهم في تحقيق التقدم والتطور والنماء.. مشيرة إلى أن المؤتمر ينعقد في موعده ووفقاً لما نص عليه النظام الأساسي، وملتزماً بكافة مراحل العملية الديمقراطية بانتخابات مباشرة بدأت على مستوى المراكز والفروع في المديريات والمحافظات، مما يؤكد أهمية الشراكة بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني من أجل تنمية مجتمعية شاملة تحقق التقدم والنماء. وعبّرت حُمّد عن أملها في أن يمثل المؤتمر محطة تقويمية لأنشطته وبرامجه خلال السنوات الأربع الماضية.. ونوهت بأهمية الوقوف أمام الإيجابيات لتطويرها، ورصد السلبيات لتجاوزها ومعالجتها، لينطلق بعد مؤتمره هذا إلى وضع استراتيجيات واضحة وخطط مستقبلية تواكب التطورات والمستجدات وتلبية احتياجات وأهداف المرأة. وطالبت من المشاركات أن يكنّ جادات في انتخاب قيادة جديدة تحمل على عاتقها أمانة نهضة اتحاد نساء اليمن، وتترجم الخطط إلى برامج تتناسب مع أدوار المرأة الجديدة. كما ألقت رئيسة اتحاد نساء اليمن، الأمينة العامة لاتحاد النساء العرب، السفيرة رمزية الإرياني، كلمة أشارت فيها إلى أن الاتحاد منذ إنشائه يقوم بخدمة المرأة وتأهيلها وتوعيتها بحقوقها، ويسعى إلى تمكين المرأة اقتصادياً ومساندتها قانونياً. مشيرة إلى أن برامج ومشاريع الاتحاد امتدت لتشمل النساء في المحافظات عبر تنفيذ مشاريع مدرة للدخل، وبلغ عدد المراكز الإنتاجية 107 مراكز، يتم فيها تدريب النساء على المهارات الحياتية بهدف دمجهن في التنمية المستدامة من خلال دعم قدراتهن المؤسسية، وتوعيتهن بالحقوق الاجتماعية والتعليمية والقانونية، وتعريفهن بالقوانين الخاصة بالأسرة من أجل نشر الوعي بها والدفاع، وكذا برامج محو الأمية. وأكدت الإرياني أن الاتحاد ناضل من أجل وصول النساء إلى مناصب قيادية على مستوى اتخاذ القرار، وخلق شراكة بينه وبين المجتمع المدني المحلي والدولي والحكومة لتنفيذ ومتابعة مشاريع تنموية، والمشاركة في برامج وخطط التنمية على المستويين البعيد والقريب. ونوهت بأن اتحاد نساء اليمن استطاع أن ينفذ إلى العالم العربي، ويجمع شمل البيت النسائي العربي، ويعيد وحدة الاتحاد النسائي العربي، ويجعل مقر اتحاد نساء اليمن مقراً لاتحاد النساء العرب، وتمكّن الاتحاد من أن يكون مستشاراً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة بدرجة تميز، كما أنه مراقب في الجامعة العربية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وعضو في منظمة الأسرة العربية. وأوضحت أنه على المستوى الدولي وقّع على شراكة بينه وبين منظمة كير العالمية، ومنظمة أكسفام البريطانية ومنظمة اليونيسيف، ومجلس الأمم المتحدة للنشاط السكاني، وأنه ينفذ أنشطة بالتعاون مع المنظمات الدولية في عدد من المحافظات. وأشارت إلى أن الاتحاد شريك لعدد من المنظمات المانحة لدعم برامج تنموية وتوعوية تدعو إلى تعزيز تعليم الفتاة، ومناهضة العادات الاجتماعية السلبية التي تضر الفتاة والمجتمع، عبر إنتاج أفلام كرتونية وبروشورات ووثائق تعليمية تم نشرها عبر الفروع في جميع المحافظات، كما تم تنفيذ مشروع الحماية القانونية والمناصرة لتقديم الاستشارات والخدمات القانونية للنساء المعنفات، وتسعى إلى وصول النساء إلى المجالس المحلية والبرلمانية ومحو الموروث الثقافي والنظرة الدونية للمرأة. كما أُلقيت في افتتاح المؤتمر كلمات من الوفود العربية المشاركة ألقتها رئيسة الاتحاد الوطني النسائي التونسي عزيزة حثيرة، ورئيسة الاتحاد النسائي الأردني نهى مطايعة، وعضوة المجلس القومي للمرأة المصري أمينة الجندي، أشادت في مجملها بما وصلت إليه المرأة اليمنية من تطور ومشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأشارت الكلمات إلى ما تحقق للنساء في بلدانهن من إنجازات أتت بعد نضالهن في سبيل الوصول إلى حقوقهن، وأكدت أن محو الأمية هو السبيل الأول لوصول المرأة ومشاركتها بفاعلية في كل مناحي الحياة. وتناقش المشاركات، من عضوات المجلس المركزي ومندوبات الهيئات الإدارية في محافظات الجمهورية، ومندوبات من المؤتمرات الفرعية في المحافظات، على مدى يومين ما تم إنجازه للمرأة خلال الأربع السنوات الماضية. كما سيناقشن الوثائق الإدارية والمالية للاتحاد، وتقرير الرقابة والتفتيش، والتعديلات المقترحة على النظام الأساسي واللائحة الداخلية للاتحاد. ومن المقرر أن تنتخب العضوات على هامش أعمال المؤتمر المجلس المركزي لعدد 121 عضوة، والرئيسة والهيئة الإدارية للمكتب التنفيذي، ولجنة الرقابة والتفتيش، كما من المقرر أن تعقد على هامشه ورشة عمل حول حقوق المرأة في الصحة الإنجابية. تخلل الافتتاح إلقاء قصائد شعرية وفقرة فنية عبّرت عن المناسبة ونالت استحسان الحاضرين.
