استغرب العديد من التربويين تسرب بعض نماذج أسئلة الامتحانات لمواد العلوم والاجتماعيات والرياضيات للصف التاسع «الثالث الإعدادي» لامتحانات الشهادة الأساسية.. الخبر كان في البداية مجرد إشاعة وأوراق مطبوعة على الكمبيوتر توزع بين الطلاب خصوصاً في المدينة تعز إلا أنه سرعان ما راود البعض الشك عندما رأوا الإجابات النموذجية والأسئلة المطبوعة بطريقة الامتحانات العامة وأنه ليس مجرد إعداد طالب أو تربوي عادي.. الدكتور مهدي علي عبدالسلام مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة قال إن البداية كانت بتلقي بلاغ من مدرسة 22مايو في مديرية صالة وإن هناك تسرباً للأسئلة وإنه تم العثور على ورقة إجابة نموذجية لنفس نموذج الأسئلة الموزعة لمادتي العلوم والاجتماعيات.. مضيفاً في سياق تصريحه ل«الجمهورية» بأنه تم على ضوء ذلك استدعاء كافة مديري التربية بالمديريات وإجراء تحقيق موسع وتشكيل لجنة لفحص المظاريف وتبين على إثرها مكامن الخلل. وشدد الدكتور مهدي عبدالسلام رئيس اللجنة الفرعية للامتحانات بتعز بعدم التهاون مع من تسول له نفسه الإخلال بالعملية التربوية والتعليمية بأي شكل من الأشكال. من جانبه أكد الأخ عبدالباري البركاني نائب رئيس اللجنة الفرعية للامتحانات رئيس شعبة التوجيه والمناهج بمكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز أنه تم تكليفه رئيساً للجنة التحقيق في تسريب أسئلة امتحانات بعض مواد الشهادة الأساسية. حيث تبين بعد فحص المظاريف التي مع رؤساء المراكز الامتحانية اكتشاف تسريب أسئلة الامتحانات في مديرية الشمايتين بالمحافظة، وبعد التحقيق مع عبدالرحمن العثماني رئيس المركز الامتحاني الأول اعترف بقيامه بسحب ورقة امتحانات لمادة العلوم ونقلها إلى دفتر وإعادتها إلى المظروف الخاص بها وكذا نفس الشيء تم عمله في مادة الاجتماعيات وعمل محضر إثبات حالة اعتراف بذلك موقع عليه من قبل الحاضرين من رؤساء المراكز الامتحانية. مضيفاً: وعلى إثر استدعاء رؤساء المراكز الامتحانية تخلف عنهم جلال فارع عبده فارع رئيس المركز الامتحاني الثاني في الزعازع بنفس المديرية «الشمايتين» مايثبت تورطه في تسريب أسئلة مادة الرياضيات كون التحقيقات والفرز لمظاريف الأسئلة المماثلة لأسئلة هذه المادة أكدت أنها سليمة ماعدا رئيس المركز المتخلف عن الحضور الأمر الذي أثار الشك حوله. واختتم البركاني تصريحه: لقد تم إحالة المتهمين إلى النيابة العامة لينالوا جزاءهم الرادع، وتم إلغاء امتحان مادة الاجتماعيات وتأجيله إلى يوم السبت القادم، وأن الجهود متواصلة لطباعة الأسئلة البديلة وضبط أي مخل بالعملية الامتحانية حيث تم شراء طابعة لطباعة الأسئلة حتى لا تتسرب مرة أخرى. الجدير بالذكر أنه تم استدعاء كافة مديري التربية ورؤساء المراكز الامتحانية بمديريات المحافظة وإجراء تحقيق موسع حتى الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأحد الأمر الذي أربك العملية الامتحانية بالمحافظة.. ورغم ضبط المتسببين في تسريب الامتحانات للشهادة الأساسية في المحافظة أو هكذا قال المسئولون بمكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز إلا أن هناك العديد من علامات الاستفهام التي مازالت أمام المسؤولين على سير العملية الامتحانية في عدم الدقة في اختيار رؤساء المراكز الأكفاء، ولماذا في تعز بالذات مازالت هناك كثير من السلبيات التي ترافق سير العملية الامتحانية بمراكز الامتحانات بالمحافظة سنوياً ولم تحل بعد بل على العكس كل عام يأتينا بجديد ولا ندري ما تخبئه لنا الأيام المتبقية من الامتحانات الأساسية وكذا الثانوية العامة؟!. والسؤال الأهم الذي يطرح على القيادات التربوية بالمحافظة: هل هناك فعلاً من يقوم بإدخال نماذج الإجابات أو السماح «للطالبات بالذات» في بعض مراكز امتحانات المدينة بالغش أو المساعدة كما يسميها البعض؟!. وهل فعلاً أن اختيار رؤساء المراكز الامتحانية لم يخضع للمعايير التربوية الحقيقية التي تضمن انتظام ودقة أداء سير الامتحانات في المحافظة؟!. ولماذا لا تجرى زيارات ميدانية مكثفة لتلك المراكز الامتحانية التي في المديريات البعيدة للمراقبة والإطلاع عن كثب لأحوال الطلاب أو بالأدق المراقبين. أسئلة عديدة نتمنى أن لا يقف أمامها مسؤولو التربية والتعليم بالمحافظة مكتوفي الأيدي لأن المتضرر بالأول والأخير هم أبناؤنا الطلاب والطالبات.