للحمل والولادة طقوس بين الشعوب ، ففي كل دولة عادات خاصة بها تختلف كثيراً عن عادات الدول الأخرى، ومن هذه العادات ماهو غريب جداً ، ومنها ماهو غير منطقي وضار جداً.. وفي بحث شمل كوكب الأرض بكل ما عليه من بشر ، ونشرته مجلة «الأهل» الانجليزية نجد أغرب العادات وأصعب المعتقدات، التي كثيراً ما تثير الدهشة والاستغراب والغضب، كونها يمكن أن تتسبب في مصاعب جمة للحامل ويمكن أن تخسر حياتها بسبب هذه العادات.. مالي: موت الحوامل ومنع الصغار من الرضاعة الولادة في هذا الجزء من القارة الأفريقية هي قمة الخطر، لأن %10 من النساء يفقدن حياتهن من الصعوبات التي تواجههن أثناء الحمل أو الولادة، أي بمعدل أكثر بحوالي 600 مرة من معدل وفيات في الدول المتقدمة. يرضع الأطفال المياه الممزوجة بالسكر أو الشاي المصنوع من أوراق الكاكاو، لأن أمهاتهم يعتقدن خطأ أن هذه المواد تستطيع شفاء الأطفال، كما أنها تعزز جهاز المناعة عندهم، وترفض النساء هناك إرضاع أطفالهن، معتقدات أن الحليب غامق اللون الذي يحتوي عليه صدورهن غير نظيف ولا يعرفن مدى القيمة الغذائية التي يحتوي عليه الحليب، وهناك معتقد غريب في مالي وهو أنه يجب تحميم المولود بمجرد ولادته وإلا ستبقى رائحته كريهة طوال عمره. الهند: المرأة وحيدة عند المخاض مازالت الولادة غير نظيفة وغير آمنة، خصوصاً في شمال الهند، حيث ترسل الأم إلى الغرفة الخلفية من المنزل، أو تبعد لتضع مولودها في أي مكان ناءٍ وبعيد، ولكي تستطيع المرأة في الهند أن تصبح أماً عليها شرب كوب كامل من الماء بعد أن تضع حماتها أصبع قدمها الكبير فيه. عادة دفن الحبل السري مع المشيمة تحت أرض المنزل في الطين، هي إحدى عادات سكان شمال الهند.. معتقدين أن هذه الأشياء تمتلك روحاً يجب عليهم تكريمها بدفنها بهذه الطريقة مع إقامة احتفال يليق بها. أما العائلات المتوسطة من السيخ، فيقوم أحد أفراد العائلة المشهود له بالحكمة والذكاء أو أحد الأفراد المفضلين عن العائلة بتبليل لسان الطفل بنطفة من العسل، لكي يشب حديثاً على نفس قيمه ومبادئه، وتكون بمثابة تمرين من هذا الشخص للطفل لكي يرثه في صفاته الطيبة. فرنسا: نزيف وإجهاض.. والسر في كأس النبيذ الفرنسيات المغرمات بجوانب الحياة ومتعها لا يمنعهن الحمل من احتساء كأس من النبيذ الفرنسي الفاخر كل يوم معرضات حياتهن للقلق الدائم، مما يترتب عليه، وفقاً لآخر احصائية، تعرض الكثير من الفرنسيات إلى حالات نزيف شديدة تؤدي إلى الاجهاض، أيضاً بين هذه الطبقة الغنية هناك نساء مثقفات ومقتنعات قناعة راسخة ببعض العادات الخاصة غير الصحيحة، وعلى سبيل المثال، معظم الفرنسيات يقسمن بأن التوقف عن الرضاعة يجعل الأم تفقد وزنها بشكل أسرع، وهذا الكلام غير صحيح، فالرضاعة تساعد الأم على فقدان الوزن الزائد. بوليفيا: قطع الحبل السري بقطعة من الزجاج يؤمن الكثير من السكان في بوليفيا، أفقر الدول الواقعة في جنوب أمريكا، بالكثير من المعتقدات الخاطئة حول الحمل والولادة.. فنجد النسوة يعتقدن أن التفكير في الإنجاب يجعل المرأة عرضة للإجهاض وأن لا يحيا لها طفل أبداً، وتعد الولادة في المنزل هي السائدة في المجتمع البوليفي بين سكانه الفقراء الذين لايستطيعون تحمل نفقات العيادات، ويحظى المولود بترحيب كبير، حيث يجتمع كل أفراد العائلة حول المرأة الحامل حتى تضع المولود أمام أعينهم ثم يقيمون احتفالاً ليرحبوا به. وتقتضي العادات والتقاليد هناك عدم قطع الحبل السري بالمشرط؛ لأن هذا سيجعل الطفل كثير الكلام، وهذا بالطبع غير حقيقي، وليس له أي أساس من الصحة، ولكنه من المعتقدات السائدة التي لا تقبل النقاش، ويستخدم الناس شريحة مكسورة من مزهرية استخدمت في احتفال سابق ليقطعوا بها الحبل السري، ولم يفلح أطباء بعثات التوعية في إبعاد هذا الشعب عن معتقداته، لذا طالبوهم فقط بغلي قطعة الزجاج قبل استخدامها. باكستان: عجز دائم يسبب المخاض: معظم حالات الوضع تتم داخل جدران المنزل دون أية رعاية طبية، ورغم ذلك كل عائلة في باكستان لديها خمسة أطفال.. وتؤكد الاحصاءات أن كل ساعة تمر تفقد ثلاث نساء حياتهن، في حين أن 40 امرأة يصبن بالعجز الدائم أثناء المخاض. تعتقد الفتيات الشابات في هذه الدولة عالية الكثافة السكانية أن مجرد تلامس الأيدي أو تبادل القبل يؤدي إلى الحمل، والبعض الآخر يعتقد أن من السهل على المرأة أن تصبح حاملاً قبل الزواج، وذلك بسبب انخفاض التعليم، ويعتقد سكان باكستان أن احتساء المرأة الحامل للقهوة يجعلها تلد مولوداً غامقاً مثل القهوة، كما أن شرب المشروبات المثلجة تجعل المرأة تلد مولوداً ذا رأس كبير، غير أنهم يؤمنون برضاعة الطفل رضاعة طبيعية حتى إن الإحصائية تشير إلى أن %65 من النساء يرضعن أولادهن حتى سن 23 شهراً. النرويج: أسعد أطفال، وأفضل أمهات أطفال النرويج هم الأسعد حظاً على الإطلاق، وهذه الدولة الاسكندنافية من أرقى الدول على كوكب الأرض ومن أفضلها لتضعي فيها مولودك.. ووفقاً لآخر احصائية أجريت عام 2005م تعتبر النرويج أقل وفيات، إذ تحصل الأم الحامل على 26 أسبوعاً لرعاية طفلها مدفوعة الأجر بالكامل، كما يمكنها إذا أرادت أن تنعم بعام كامل تحصل مقابله على نسبة %80 من الراتب، ولا تحصل على إجازة الأمومة الأمهات فقط، ولكن الآباء أيضاً يحصلون على 4 أسابيع مدفوعة بالكامل لأنهم آباء.. وتقدر نساء النرويج الرضاعة وأهميتها لذا أكثر من %80 من النساء يقمن بإرضاع أطفالهن على الأقل حتى نهاية الشهر السادس. لا يعرف سكان النرويج سوى الابتسام، كما أن المرأة الحامل أو التي تمسك بطفلها في يدها يقابلها الجميع بابتسامة وتحية جميلة حتى لو لم يعرفوها والقانون هناك يجبر رؤساء الشركات على أن يسمحوا لكل أم جديرة بساعتي رضاعة يومياً للمحافظة على صحة الطفل. الصين: رفض الاستحمام والإنجاب يحكم القانون الصيني كل شيء هناك، فلا يسمح بالإنجاب سوى بطفل واحد لكل عائلة صينية، وفي حال أرادوا طفلاً آخر يجب عليهم التقدم إلى المحكمة بطلب رسمي، وهو عادة إجراء يتطلب الانتظار كثيراً حتى ينظر فيه. معدل الإجهاز في الصين من أعلى المعدلات في العالم كله، وعلى كل امرأة أن تنجب طفلاً واحداً فقط. يصرف للأم دائماً مبلغ نقدي كعلاوة استثنائية للأم الجديدة في معظم الوظائف هناك. تحصل الأم على راحة لمدة 30 يوماً بعدما تضع المولود تبعاً للقانون الصيني، بعد الولادة يكون للأم قائمة محدودة من الطعام عليها تناولها وتتمثل في حساء مصنوع من مفاصل أصابع الخنزير، أو حساء من رؤوس الأسماك، ليعوض الكالسيوم المفقود لدى الأم، كما أن عليها تناول الزنجبيل ليقلل من الغازات. هناك خرافة في الصين تقول إن الأم الوالدة حديثاً عليها أن لا تستحم لمدة شهر كامل؛ لأن الاستحمام يجرها من عافيتها وقوتها، لذا تحرص الكثير من الأمهات على عدم الاستحمام طوال الشهر كامل بعد الولادة. المكسيك: شرف المرأة في بطنها في المكسيك يعد الحمل شرفاً للمرأة، وتنتظر كل النساء الوقت الذي يلقبن فيه باسم الحامل.. والأم الحامل العاملة تحصل على 6 أسابيع إجازة مدفوعة قبل الولادة، و6 أسابيع بعد الولادة مدفوعة أيضاً. المرأة الحامل في المكسيك عليها أن تبتعد عن كل لفظة تحمل الموت، فلا تزور أي مدفن لأي شخص، ولا تحضر مراسم دفن، فالتقاليد هناك تقتضي إبعادهن التام عن هذه الأشياء حتى يضعن المولود ويضعن قطعة قماش تلف بها منطقة البطن بشدة لاعتقادهن أنها تساعد على عودة أجسامهن إلى شكلها الطبيعي. غانا: الولادة أمام أبواب البيوت تؤمن نساء غانا بأنه على المرأة الحامل أن تقف على مدخل أي باب لأن هذا يسهل عملية الولادة ويبعد عنها آلام المخاض، نساء هذه الدول الأفريقية الساحلية يقذفن أنفسهن ويتزاحمن بقوة أمام البوابات طمعاً في ولادة سهلة، والقابلة تلعب دوراً مهماً هناك وعليها زيارة المرأة الحامل طوال فترة حملها. أزواج هؤلاء النسوة لا يعتمد عليهم ولا يكونون مساندين لزوجاتهم أبداً أثناء الحمل، ولكنهم يتقنون إقامة الحفلات بعد مولد الطفل. والنساء لا يستعملن المخدر أبداً، حتى لو أن المرأة ستلد في المستشفى، فتجد شرطها الأول هو أن لا تتعاطى أي مخدر على الإطلاق، وهذا يرجع لمعتقداتهن الشائعة بأنه كلما تألمت أحبت طفلها أكثر وأن الولادة دون ألم تعني عدم الاهتمام بالمولود وعدم حبه.