عاش في قديم الزمان سلطاناً من السلاطين مع زوجته وابنته التي لم يرزق بأطفال غيرها .... كان اسمها (( وسيلة )) ما أن بدأت تعرف نفسها حتى تسلط عليها طائر يقف على نافذتها كلما حاولت أن تأكل شيئاً ليقول لها: -- يا وسيلة ، يا وسيلة ، ما من المكتوب حيلة. يقو لها ذلك فينشق الجدار ليخرج منه عفريت يستولي على غذائها ويتركها جائعة ... استمر الطائر يقف على نافذتها ويخاطبها واستمر العفريت يخرج لها من الجدار ويأكل غذاءها حتى كبرت وغدت الفتاة ناضجة ، وكل يوم تزداد حيرة في أمر الطائر والعفريت وتتشوق لمعرفة ما هو المكتوب لها ومقدر عليها فقالت لأبيها ذات يوم: -- لابد من خروجي للسياحة في بلاد الله أبحث عن ما كتب لي وقدر علي. لم يستطع أبوها معارضتها رغم محبته لها وتعلقه بها فزودها بما تحتاج له من النقود في غربتها ، وودعها وهي تخرج من البيت بعد أن تنكرت وأخفت نفسها وارتدت ملابس الرجال.. أخذت وسيلة تتنقل من بلد إلى آخر . وكلما حلت في بلد عمرت فيه مسجداً وكتبت على واجهته اسمها (( وسيلة)) حتى حلت في بلدة وعمرت فيها مسجداًَ وحضر المواطنون يؤدون الصلاة فيه والسلطان معهم ، فسلم عليها السلطان وألح عليها في المبيت في قصره فقبلت ضيافته وعادت معه إلى القصر ، وهناك طلب منها أن تدخل لتنام في الجناح المخصص للرجال فرفضت ذلك وقالت له: -- سأدخل الجناح المخصص للنساء. اغتاظ السلطان من جرأتها وطلب منها دخول جناح النساء الذي لا يدخله أحد من الرجال غيره ، يظنها رجلاً إلا أنه كظم غيظه وعاود الإلحاح عليها في المبيت في جناح الرجال ، وبقيت هي مصرة على المبيت في جناح النساء قائلة له: -- لم أعتد على المبيت في جناح الرجال. لم يجد السلطان بداً من الإذعان لها فاستدعى أمه وأخبرها بقصته مع الضيف وطلب منها أن تقبله ينام في جناحها إذ لا خوف عليها منه ، وحذرها من ظهور النساء عليه.