بعيداً عن معطيات طاحونة الثواني ونتاجات الجهود المستعرة في طياتها ، شباب وجدوا أنفسهم يحتلون رقما ً بمحض الصدفة، ويشغلون حيزاً استراتيجياً على خاصرة الهرم السكاني – حزام أمان المجتمع- ، وبلا وعي يتلون العبث حيثما ذُهبَ بهم ، ولو في حقائب الإبداع ، غير عابئين بدفء الأحضان وحرمة الأروقة والمساحات بين الأسوار ، كما لا شأن لقداسة المكان ولا شيء للخصوص المُناط بالأخر سواهم...، فلا حرج أن تلقاهم أقل من فهم العتب ودون استيعاب مقتضيات الأخلاق والمدلولات الآدمية للمرحلة التي أطرتهم بصفتها الأيام عبر مشوار انصراماتها على اضطراد والغفلة التي تسمهم ..، وإن لم يكن ذلك ، فما القول إزاء القهقهات المفتعلة والضوضائية الخواء بلا مبرر؟! - كثيراً ما تفصح الوقوقات عن بيض صالح للاستهلاك البشري أو بها تبشر ، وأسفاً تعكس وقوقات الكم من الشباب ضجيج مسعى كاذب هَدّهُ التداول المفرط فأُجهض من كل داعٍ لافت للاعجاب أو حري بالاستمالة ، ولا شيء لشباب الأكشن عدا أن يُسخر منهم إضافة إلى العياذ بالله من دود على هيئة بشر مُنحط...، ثم ماعسانا نقرأ من غوغاء تأفها قردة اليوم ؟!. وماذا في أصوات وعبارات تشمئز لسماعها حناجر النهيق؟!. وسبحانه ما أبشع خزي البهائم المتنكرة بجلود الأنسنة ، وما أسف قدرها في أعين الكائنات حال التحقق من ماهيتها وبطلان الإدعاء ..!!. -هناك من يتبختر بخلقته البائسة على كل شبر داخل وحول أبنية كليات الجامعة، رغم أنه أحوج مايكون إليه هو البحث عن أقرب سبيل لحتفه وامتطاء أسرع وسيلة تأخذ به إلى باطن الأرض في زمن قياسي... -شباب يأبون إلا أن يختلقوا من وفي كل حيث وحين ذريعةً لشقشقة فضاءات الآخرين ، فيمسخون ضحكات ، ويسرفون في الصفير والتصفيق ، ويتفانون في طمر أجسادهم بالسبهللة ، وشأنهم بذلك التعبير عن ابتهاج مزعوم ومتعة معدومة لا نجدها في طابور الوجدانيات المتجذر في الماضي والممتد في الحاضر إلى أبعد من المستقبل الطموح والمجهول، ولا حتى في هذيانات المحمومين ...! - قاعات المحاضرات والمتنفسات المعدة لأكثر من فرد أو جماعة (أماكن عامة) وغيرها من الأماكن لا تُعفى من الإبتذال ،كما لا تسلم تأملات الهادفين وحلقات الحوار الجاد من ذبحات اعتراضية يشنها أحبار الزعيق – الشباب القواقع-- ، أولئك الذين يسوقون لأنفسهم على نحو مُزرٍ بحكم إصابتهم بوباء التقليد الأعمى ، ومدسوسيتهم في سلك المحاكاة بلا بصيرة .. فأصبحوا عاجزين ولا تسعفهم أرصدة الوعي على البروز كنماذج معبرة عن معتركهم الراهن كما ينبغي... -وبالمختصر الختام فكل ما أرجوه أن يأبه مثل هكذا طلاب لما صاروا إليه وأن يستوعبوا تداعيات المرحلة ويدققوا في أخلاق الكبار ، وأن يجتهدوا من أجل تحرير ذواتهم من أغلال المراهقة وفراغية الصفوف الأولى، حتى تكون استجاباتهم السلوكية للمثيرات بمنهجية تنساق والبيئة التي فيها يبلورون شخصياتهم ، والحرص الدائم على البدء بالأهم قبل المهم ، كالتفكير والركض خلف مطلوبات المحور التكويني لثقافتهم قبل الإنصراف نحو الاشتغال على قصات الشعر وأطوالها ولون الأظافر وبريقها وشكلية الحذاء ، ونغمة الموبايل وغيرها الكثير ...، ولنتذكر مراراً، بأن صلاح العرض الظاهر لا يأتي إطلاقاً على حساب الجوهر ، وإن كان لا يزال في جعبتي ما أود قوله إلا أنني أترك لكل مخصوص بالذم ليعتمد على نفسه بما تبقى على درب الإنتقاد البنّاء ولوجاً في نِعمَ وحبذا ولله درك.......