يتخطفني الغياب الجموح، يحتويني من نبوءة البياض ظل الآتي، كالغريب يأتيني، أتقمص وهجي، أخاتله في اشتداد الجرح، إلى سلالتي البعيدة يأخذني، إلي ينخطف من عمق الفجوة، يجاري اشتعالي، من فداحة العمر أنسل، إلى طفولتي الغابرة في اختلاسات الزمن أتوق، من أحقر الجغرافيات، حيث كثير من شرفاء الوطن ينامون على انكسار الحلم خرجت، خرجت وفي القلب يعسكر الأمل، أجيء على صهوة ذاكرة لا تغادر أشياءها، أعانق صحوي في وهج الخيبة، أتحسى ما تبقى لي من خراب الرؤية، لاشيء لاشيء يأخذني إلى ثكنات الخراب، غير سفن المحو، لي اشتعال الرؤى يا صدى يظللني، كن دليلنا في توقظ الضيم، احرس ذاكرتنا ضد النسيان، هيئ محيانا بما يشتهي الأحبة، توحد في رؤانا، رتل فاتحة الغياب لما يدثرنا القلق، بدفق التوحد يتلبسني جموح الغياب، إلي يجيء بنوارس مخاتلة، أبادلها قوس الحضرة في موسم الغياب القاسية، خلف المدى برج الغياب يقرؤني فاتحة السعد المُعنَّى، يا غيابي الذي يختصر المسافة بين اكتوائي وبين انخطافي، خذني إلى مطلق الأشياء، إلى دفق رؤاي خذني، لا تعتذر إلَّي بالذي فعله الماكرون في سهرة الاختلاس، خذني ياغيابي الجموح، فلي من عمق الكمون شهقتان: شهقة تعتصر خراب الزمن وتأتلق وشهقة تفتح القلب باكرا على ظل مشتهاي، إلى بهاء الآتي تجرفنيتحاصر غربتي الشاسعة، كن سيد مداي، يا غيابي المتوحد في ظلال الأبجدية إني فيك أمارس احتراقي وأتصاعد.