رن جرس التلفون في المنزل الجديد الذي يحتوي على عروسين حديثي الزواج، اتصل به هاتفياً،كان الوقت ظهراً، الهدوء والسكينة يخيمان على المنزل الصغير، عندما استلمت زوجته المكالمة لاتعلم من هو المتكلم يتوقف رنين التلفون، في بادئ الأمر انزعجت الأسرة الصغيرة التي لم تعتد على مثل هذا الرنين من آلة التلفون يعود الرنين مرة ثانية، مما أحدث تساؤلات في نفس الزوجين، استقبلته الزوجة حديثتي العهد لمنزلها الجديد، فهي عروس جديد في هذا المنزل حديث التكوين، بدأ أحمد يفكر بالمتكلم. المتكلم: هذا منزل الأخ أحمد؟ نعم .. من المتكلم؟ المتكلم :سالم. أخذت الزوجة التلفون وأعطته زوجها فهي لا تعرف أصدقاء زوجها معلنة أن المتكلم صديق أو قريب.. لا أحد يعرف رقم تلفونه بعد زفافه. أحمد:من المتكلم.. ظل أحمد يسرد الأصدقاء وكأن شريطاً سينمائياً استعرض أمامة. المتكلم: أنا صديقك سالم، هل عرفتني..؟ الشريط السينمائي مازال أمامه استعرض أحمد الشريط الذي في فكره الباطني.. قال له: عد إلى الماضي قليلاً «للشلة» هل عرفت، توقف قليلاً وتوقف معه الشريط السينمائي. أحمد: سالم عرفتك الآن، قال في نفسه إنه ... وراح يطوي الزمن الماضي. سالم: أريدك بأمر خاص، هز أحمد رأسه بعد أخذ موعد معه، ثم أغلق التلفون. الزوجة: أحمد احذر من هؤلاء الأصدقاء. قال: صديق قديم، يريدني بأمر خاص. ظل أحمد يحسب كلام زوجته وكلام صديقه سالم الذي لم يره منذ فترة طويلة «خمس عشرة سنة» في المكان المحدد وجد سالم مع مجموعة من الاصدقاء عرفه على بقية الأصدقاء قال له :لم تتغير يا أحمد.. سكت.. تعرف على أصدقاء لم يعجبه حالهم، تذكر كلام زوجته ووضع عليها علامة استفهام؟؟ قال سالم: عريس جديد ولا أحد يعرف من أصدقاؤك «لم يكلمه بالموضوع الخاص الذي اخبره» اقترح أحمد أن يكون الغداء غداً في منزله ويكفر عن ذنبه من ناحية أصدقاؤه الذين لم يحضروا العرس. وسنتكلم عن أشياء كثيرة عن الماضي والحاضر والمستقبل وافق الجميع، ترك أحمد تلك الشلة، كان يسير في الشارع وهو مشتت البال يضع أسئلة ثم يطرح أجوبتها، كانت الأسئلة مزعجة له طرد كل شيء من خاطره،استمر في قطع المسافة المتبقية من منزله. وفي المنزل أعلم زوجته أن له أصدقاء سيتناولون طعام الغداء في المنزل تهلل وجه الزوجة،واستعدت للقيام بواجبها. في المنزل اجتمع الأصدقاء وكان العتاب.. قام أحمد باحضار الغداء «تخافت الاصدقاء بينهم وأحمد لا يعرف مايخبئ له أصدقاؤه» رحب بهم في المنزل وأعد لهم غداءً يليق بهم، انشرح أحمد مع أصدقائه وهم يلتهمون الغداء، قفز أحمد عندما طرقت زوجته الباب لاستكمال ماتبقى من مائدة الطعام. عاد أحمد ليجد أصدقاءه في طرف المكان مكممين أنوفهم تاركين بقية الأكل على المائدة،استغرب أحمد مما رأى! كان الأصدقاء يتغامزون بينهم، أشاروا إلى شيء في ركن المكان لايليق بضيوفه،نهض أصدقاؤه مودعين أحمد،قال لهم:لحظة سأكون معكم مكث الأصدقاء ينتظرون أحمد لكن صديقه سالم كان قد خرج قبل وصول أحمد. عاد أحمد مسرعاً يعتذر لأصدقائه لما حصل من إهمال من قبل زوجته وقال لهم:حتى تكونوا مرتاحين لقد طلقت زوجتي.. ذهل الأصدقاء وخيم الصمت بينهم وهم لايصدقون. قالوا:نحن نمزح معك وما رأيته ليس إلا مقلب أردنا أن نضحكك به. .تغير وجه أحمد وكأن صاعقة سقطت عليه أو زلزال اجتثه من فوق الأرض، سحابة خيمت على المكان أخذت الزوجة نفسها مكسورة الخاطر إلى الخارج قبل خروج أحمد، حاول أصدقاؤه الاعتذار وعودة الحياة إلى مجاريها وما عملوه من مقلب. قال أحمد:لكن بعد فوات الأوان. انصرفوا بعد أن خربوا منزلاً كان ينعم بالهدوء والسعادة وهو ينظم إليهم باحتقار.