لم تعد مشكة المياه والانقطاعات المتكررة للكهرباء الهم الذي يؤرق أبناء تعز ويحشرهم في دوامة التفكير بما يمكن للمعنيين فعله في مواجهة أزمة المياه وانطفاءات الكهرباء. اليوم ينشغل أبناء تعز أو معظمهم في البحث عن حلول لمشكلة أخرى هي الأفظع من سابقاتها كما تحدث بذلك الكثيرون ؛ فعصابات الليل وبلاطجة الأسواق مصدر قلق ورعب لكثير من الآمنين المنشغلين بإدارة احتياجاتهم اليومية وتوفير دخل يؤمن متطلبات أبنائهم .. يؤكد الكثير من القاطنين في منطقة باب موسى والحصب وصينة ووادي القاضي والحوبان والمناطق القريبة من مفرق شرعب بأن عصابات تكون ليلاً أشبه بغابات الحيوانات المتوحشة حيث تعشعش في أماكن متفرقة ؛ مر يوم واحد فقط على عراك حدث في منطقة وادي القاضي بدأ بالأيادي والحجارة وانتهى باستخدام الأسلحة النارية ولم يتوقف لفترة، أبطاله عصابات تتهجم على أراضي المواطنين ومنازلهم .. يقول أحد المواطنين القاطنين في ذات المنطقة طلقات الرصاص تفزعنا كل يوم، وغالباً نعرف مغزاها غير أننا في أحايين كثيرة لا نعلم مصدرها، وهذا ما لا يحمد عقباه.. قبل أسبوع طاردت دورية الشرطة في منطقة الحصب أحد الفارين من وجه العدالة ؛ حيث تلقى قسم شرطة الجديري عشرات البلاغات عن المذكور الذي يتزعم عصابة «يتعاطون المخدرات» بالإضافة إلى إقلاقهم للآمنين بتصرفات هوجاء ، المذكور رمى على دورية الشرطة بقنبلة يدوية وفر هارباً إلى اتجاه مجهول لم تصل إليه دورية الشرطة حتى اليوم ، كما تحدث بذلك شهود عيان. منطقة الحوبان نالت حظاً وفيراً من مشكلات الأراضي والمواجهات المتكررة بين عشرات المتخاصمين على الأراضي وباستخدام الأسلحة النارية ويدفع المواطنون الساكنون هناك أمنهم ثمناً لتجاهل الجهات المعنية لكل ذلك العبث.. في العديد من أسواق تعز يسرح العديد من البلاطجة ويفرضون إتاوات على الباعة المتجولين وأصحاب البسطات وحتى في الأسواق المغلقة بدون وجه حق كما تحدث بذلك ل «الجمهورية» العديد من الباعة المتجولين ومن يرفض الدفع يتعرض لإهانات لا قبل له بها ، حينها يخضع لطلباتهم تحت شعار «مجبر أخوك ...» غير أنهم يناشدون الجهات المختصة بتعقب هؤلاء وردعهم في تلك الممارسات المقلقة. ملحق الإنسان نشر لفترات متقاربة قصصاً لضحايا عصابات تراوحت بين قتل واختطاف ومحاولة اغتصاب أطفال، والجهات المختصة تدلي بتصريحات معتادة: سوف نتعقب الجناة ولن يفلتوا من وجه العدالة، غير أن الضحايا بحاجة لأكثر من ذلك، ومواطنو تعز المتفائلون بوضع أفضل يناشدون الجهات المعنية بجهودً جادة لإحلال الأمن والسكينة.