الحكيم من يفكر في الحياة لا في الموت المعلم ايكهارتما يحدثه رمضان من حالة انقلاب مفاجئة لا يعد موتاً..كما قد يراه الكثيرون..إنما هو حياة أخرى تعكس مدى التأقلم المفاجئ والسريع الذي يمكن أن نعيشه نحن كشعوب تصبح في ليلة وضحاها مختلفة تماماً عما كانت قبل يوم فقط!! حالة الموات التي نعيشها في رمضان ليست موت على أية حال..إنما حالة تعايش مع أجواء روحانية جعلناها تتناسب وحاجة للنوم أو “للترانزيت” السنوي الذي يجب أن نعيشه في رمضان باعتبار رمضان مهيأ لأن يكون شهر نووووووووووم بامتياز..! وللأسف الشديد لا يقتصر الأمر على كبار السن أو “العجائز” بل يمتد ليشمل صغار السن..وأصحاب الطاقات الجبارة والمذهلة “الشباب”.. كل مؤسسات الدولة في إجازة..وأكثر المؤسسات الثقافية تعيش حالة موت ولا تفاعل في هذا الرمضان..الشباب يغطون في نوم عميق..ونحن نتفرج..لا من هؤلاء..ولا من هؤلاء!!.. رمضان شهر لا يجب أن يكرس للنوم فقط.. الشباب الذين عانوا من النوم طيلة عام..عادوا ليفترشوا الأرض طولاً وعرضاً غير آبهين لما سينتجه هذا النوم مستقبلاً.. النوم كأي شيء آخر يستهلكنا تماماً ويشل من قدرات العطاء لدينا..ويؤثر ذلك على مستقبل بلد بأكمله!.. لم أجد شهراً مهيئاً للقراءة كما رمضان.. حيث الوقت مناسب لالتهام مكتبة بحالها..شريطة أن تكون فائضة بالكتب،والمجلدات!..كما يفعل الآخرون تماماً حين يلتهمون أسواقاً..من الأكل!! رمضان فرصة لأن نمارس رياضة التغذية الفكرية..والرياضة الصباحية كما يفعل الكثير ممن يجيدون استغلال دقائق رمضان بشراهة!!. حين هم شعبان بالمغادرة سألت أحد الأصدقاء ونحن نتجول في ساعة متأخرة في أحد شوارع صنعاء عن رمضان؟.. قال لن يختلف كثيراً عن شعبان..الفارق أننا في هذه اللحظة لن نتمتع بهذا الهدوء..بل سيمتلئ الشارع بأجسام الناس..وبضجيجهم المزعج!!. رمضان لن يهبنا جرعات من الهدوء المحبب..والتجول بعيداً عن التزاحم!.. رمضان شهر لا نجيد استغلاله البتة.. ما نجيده فقط هو قتله باحترافية مذهلة..ونمضي نحو التفكير بالحياة..ونحن على مشارف السقوط في حفرة الموت العميقة! قفلة..! انتظرني قليلاً.. سأسبق نفسي لأصل إليك!!.. لحظات ويبدأ العد التنازلي للنهاية[email protected]