ارتفع عدد زوار قرية «الحويمي» خلال الأيام الرمضانية الماضية لما يزيد عن الخمسة آلاف زائر وقد يرتفع هذا العدد مع الأيام الرمضانية المتبقية من الشهر الكريم إلى ثلاثة أضعاف أو أكثر وبقدر ماتكتسبه الحويمي من شهرة وترويج كونها تنافس بمياهها المعدنية الكبريتية الحارة العديد من المناطق اليمنية ذات التميز بالسياحة العلاجية كدمت في محافظة الضالع والسخنة في محافظة الحديدة وآنس في محافظة ذمار إلا أنها أمام رهان قد يجعلها تفتقد لهذه المنافسة طالما الحويمي مازالت لاتمتلك شيئاً ممكناً أن تقدمه لزوارها وكل ماتقدمه جمع من كل زائر مائة ريال للإذن بالاستحمام بمياهها الحارة في وضع ينافي ذلك المثل الذي يقال في مياه نهر النيل في أرض الكنانة وذلك عندما استرقت مسامعنا إحدى المقولات لأحد الزائرين العرب لمنطقة الحويمي حين قال: «من يستحم بمياه الحويمي لايعد لها مرة ثانية» كيف ذلك؟ أولاً - لتلك الحالة التي يصادفها الزائر وهو في حالة مفاجأة حين يجد لاشيء عن ماكان يتوقعه في الحويمي من خدمات وغير ذلك من مستوى يليق باستقبال هذا العدد من الزائرين لهذه القرية التي يجب أن تكون في ذلك المكان قرية علاجية بكل المقاييس وليس بذلك الحال الذي تسير به مياه الحويمي بمجرى السواقي الترابية لتتجمع في بركتين مكشوفتين متنافية في بنائها وتصميمها إلى المعايير الفنية والصحية وكل مافي الأمر أن يستحم الزائر بمياهها مقابل مائة ريال يتناوب في جمعها من الزائرين ثلاثة مجاميع من شباب الحويمي وحصيلتها تتوزع في ختام كل مناوبة كحصص يتقاسم فيها وجهاء ومشايخ منطقة الحويمي دون أي معيار آخر يوحي بتحسين خدمة العلاج بالمياه الحارة في الحويمي هذا من جانب. منابع الخير تكسر خطوط التماس من جانب آخر قرية الحويمي هي إحدى القرى المقفرة التي تتبع في تقسيمها الإداري منطقة كرش حوتبعد في منحنى ترابي يصل إلى الكيلو أو الاثنين كيلو متر من مركز منطقة الشريجة والمنطقتان كانتا من أهم نقاط التماس الحدودية إبان فترة التشطير وكانت منطقة «الحويمي» بينهما، هي الخط الناري المشتعل الذي كان الداخل والخارج ميتاً لا محالة والساكن لايعرف إلا هلاكه لأنه كان يعيش في فوهة بركان وظلت بهذه الشطرية إلى حين تم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يوم ال 22 من مايو عام 1990م ومن هذا التاريخ المجيد يتحدد وجه جديد لقرية «الحويمي» لتكون في ذلك المكان الواقع بين الشريجة وكرش ملتقى ومتنفساً لكل أبناء اليمن بحتمية طبيعية باركها الله تعالى بهذه المنطقة بالمياه المعدنية الحارة تكسر في شريانها التشطير إلى الأبد كون منابع مياهها المعدنية تمثل الديمومة الأبدية للوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً وهذا ماينعكس اليوم على رواج وشهرة الحويمي في استقبال هذا التوافد اليومي المتزايد لها في رمضان وغير رمضان من جميع انحاء الوطن. مورد اقتصادي وسياحي مهمل مع هذا المتنفس والحركة السياحية الداخلية والخارجية التي تشهدها منطقة الحويمي إلا أنها تعاني الكثير من الوصول إلى دائرة الاهتمام ومازال أهلها يفضلون بقاء مياهها المعدنية مهدورة من أي استثمار يذكر ويفضلون بقاءها بهذا الوضع الحالي الذي يستفيد منه أساساً كم نفر من أهالي الحويمي دون غيرهم ودون قبول لتحويل الحويمي كمنطقة سياحية علاجية سيكون لها من الايجابيات في المستقبل القريب ما يعمل بكل تأكيد على تحسين دخل الفرد وإخراج المنطقة من دائرة الفقر والغائية وغير ذلك من الجوانب الحياتية المتأخر نتيجة طالما الحويمي تمتلك المياه المعدنية الحارة التي تعتبر في وفرها بالمنطقة مورداً اقتصادياً وسياحياً هاماً لأبناء المنطقة وأيضاً رافداً هاماً لتطوير الحياة الاجتماعية والتنمية المحلية في هذه المنطقة بل لمحافظة لحج بشكل عام. آراء وانطباعات الجمهورية في اليومين الماضيين استطلعت العديد من الانطباعات الزائرة لمنطقة الحويمي بالسطور الآتية. جلال عبده يحيى الحبشي مغترب في المملكة العربية السعودية يقول: منطقة الحويمي تمتلك شهرة في أوساط المغتربين والاشقاء في المملكة العربية السعودية أكثر من أي منطقة يمنية مشهورة بالمياه المعدنية الحارة وكما سمعنا أن مياهها الحارة تعالج كثيراً من الأمراض الجلدية وكذا امراض الروماتيزم وألم المفاصل وغير ذلك.. وهناك ناس اخبرونا في وطن الاغتراب أن بعض الحالات لأقربائهم سافروا بها لليمن للاستحمام بمياه الحويمي قد شفيت وتحسنت حالاتها المرضية ووفقاً لهذه السمعة وفدنا اليوم إلى الحويمي.. لكن ونحن في الحويمي تفاجأنا بهذا المستوى المتردي من الخدمات.. يعني الخدمة مقصورة فقط بأن تدفع مائة ريال وأن تكمش نفسك بالمياه المجمعة بالبرك المكشوفة وكما تشوف ينعدم مكان استقبال الزائر ومكان سكن للزائر يؤمن فيه ملابسه وحاجته وخصوصاً أننا بقينا مع كبار السن لغرض العلاج، لم نجد إلا العناء في الحويمي. خدمات مفقودة وليد سليمان غالب العقيدي يقول: قدمت من المحويت مع أفراد اسرتي إلى الحويمي بعد أن نصحنا بأخذ والدنا للعلاج بمياه الحويمي الحارة حيث يعاني من ألم مزمن في المفاصل ونصحنا كثيراً من الاطباء اللجوء لمثل هذه المياه وخصوصاً في منطقة الحويمي بكرش وكان مفروضاً بقاؤنا يزيد على خمسة أيام ولكن لعدم وجود ابسط الخدمات بالحويمي والمناطق المجاورة اختصرنا بقاءنا لساعات مضطرين العودة إلى المحويت. حركة سياحية نشطة صالح محمد علي جديب من أبناء منطقة الحويمي يقول: منطقة الحويمي تزخر بمياه طبيعية كبريتية اكتشفت منذ فترة طويلة وتعالج كثيراً من الأمراض مثل الروماتيزم والحساسية والحبوب والبهق وظلت الحويمي غير معروفة لسنين طويلة تعود للفترة الماضية قبل الوحدة المباركة وكان المترددون على هذه المياه بعض المسئولين وبعض المواطنين من المحافظات الجنوبية حيث كانت الحويمي في فترة التشطير ضمن مناطق التماس الحدودية وكانت تحت اشراف حرس الحدود وتتكثف فيها الرقابة والدوريات ولا يسمح فيها بالمرور في تلك الفترة لأي مواطن كان من المحافظات الجنوبية أو المحافظات الشمالية ومن كان يقبض عليه يواجه المساءلة والعقاب وكان أبناء المنطقة يعيشون في حالة فقر مدقع يعتمدون على حياتهم على رعي الاغنام وبعد إعادة الوحدة اليمنية أعادت الحياة للناس وبدأت تشهد الحويمي حركة وقدوماً لكثير من الناس لغرض العلاج بالمياه المعدنية المتواجدة بشكل ينابيع.. لكن في الخمس السنوات الماضية ازدادت حركة الناس للحويمي بشكل متزايد طوال العام ولم تقتصر هذه الحركة على اخواننا اليمنيين من المحافظات بل تزايدت بمواطنين من السعودية ودول الخليج وكما تشوف لا يقتصر الاستحمام على الرجال بل هناك قسم للنساء وهناك مناوبة من الأهالي يقومون بخدمة الناس من الطرفين النساء والرجال. خدمات متنوعة ويضيف صالح جديب حول قبول أبناء المنطقة لإقامة مشروع استثماري في الحويمي: لا نحب قدوم أي استثمار بالمنطقة هذا يضمن لأبناء المنطقة في تأمين ارزاقهم اليومية والمياه المعدنية كما تشوف هي النشاط الرئيسي لأبناء المنطقة لكن عندما تسلم للمستثمر من سيكون المستفيد طبعاً المستفيد المستثمر. تجارة الشامبو والصابون وعن الخدمات التي يقوم بها أبناء المنطقة يقول: بدأ بعض أهالي المنطقة بالاتجاه لتجارة الصابونات والشامبو والبيع والشراء لبعض الملابس والبضائع المطلوبة للزبائن المترددين على الحويمي وهذه الحاجات مثل ماتشوف المناشف بأنواعها والترنكات والسراويل الداخلية لكن في محلات مكشوفة وليس بدكاكين واسواق ونبيع بالقطعة كما أن هناك داخل البرك تقدم خدمة الغسيل بالحناء من قبل ماهرين من أبناء ونساء المنطقة مقابل ثلاثمائة ريال فالحمدلله المياه المعدنية بالحويمي تعتبر كنزاً ثميناً لنا ولها مردود اقتصادي كبير على أبناء المنطقة. حياة أطفال الحويمي أما الطفل صابر علي جديب يقول: أطفال الحويمي لم يحرموا من التعليم مثل آبائهم الذين حرموا من التعليم نتيجة لعدم وجود مدارس.. فاليوم المدارس موجودة بالحويمي وبجميع القرى المجاورة للحويمي وفي أيام الدراسة يقسم أطفال قرية الحويمي أوقاتهم بين أوقات الدراسة وبين استقبال الزائرين للحويمي.. فمنهم من يبيع مساوك الاراك للزائرين حيث المنطقة تنتشر فيها شجرة الاراك بشكل كثيف ومنهم من يقوم برعي الاغنام وفي أيام العطل والأعياد أهل القرية اطفالاً وكباراً يتكثف نشاطهم في استقبال الزائرين ويحصلون مقابل ذلك على أجرهم أو بما يعطى لهم من (بغشيش) وهذا هو حال أطفال الحويمي. ويقول الطفل صابر: يوجد في المنطقة ينابيع مياه حارة كثيرة والجميع يستفيد منها ولكن أهالي الحويمي يصرفون فلوسهم بالقات والسيجارة.