تواجه الأجهزة الأمنية بمدينة الحديدة مشكلة حقيقية في توفير الحماية الأمنية الكافية للمواطنين من خلال ما يتعرض له المواطنون ما بين ساعة وأخرى من هجمات متلاحقة لتلك العصابات المتخصصة في نشل ولطش وسرقات لما يمتلكوه من أغراض خاصة حيث يتفاجأ العديد من ضحايا هذا النوع من الاعتداءات المتكررة بخطف أغراضهم وما يحملونه من أكياس تحتوي على أشياء ثمينة أو بداخلها نقود مالية أو هواتف وسيارات محمولة إلى جانب التخصص المفضل الذي يستهوي قلوب هذه العصابات من خلال لطش وسرقة الحقائب النسائية للحصول على ما تحتويها من نقود ومصوغات ذهبية حيث أصبحت هذه الظاهرة من الحالات المزعجة التي يتذمر منها المواطنون في مدينة الحديدة وغيرهم من المواطنين من الوافدين إلى هذه المدينة من خارج المحافظة أكان بقصد المتعة أم الزيارات الأسرية أم في حالات العمل الرسمية .. الغريب إن هذه الظاهرة أصبحت حالة فريدة تشتهر بها محافظة الحديدة عن سائر المحافظات الأخرى بسبب الكم الكبير للدراجات النارية في أوساطها على مستوى المدينة والمديريات وأغلبها بدون ترقيم غير رسمية.محترفو اللطش .. أنواع .. وضحاياهم دراجات ! تطورت وظائف الدراجة النارية (الموتور) حسب اللهجة الدارجة في الحديدة .. وتم تطويعها من قبل لصوص .. احترفوا تنويع سرقاتهم .. وتوزيع ضحاياهم بمنتهى الحرفية والاتقان. فهم (بواسطة الدراجات النارية التي انتشرت في الحديدة لهدف نبيل هو إعالة للأسر الفقيرة كونها تمثل مدخل رزق مضمون لكثير من المشتغلين بها إلا أن توظيفها من قبل هذه العصابات لأهداف دنيئة وتنوع صور وأشكال هذا التوظيف الدنيء .. الذي يتوزع بين لطش حقيبة يد نسائية تتنوع غنيمتها بين الحلي الذهبية ومبالغ التسوق .. وبين لطش جوال .. لحظة انشغال صاحبه بمكالمة مهمة.. وبين لطش علاقي أو كيس يحمل رزق الجهال يوقتون له أيام استلام المرتبات.. ظاهرة اللطش المخيفة التي تنتشر هذه الأيام في الحديدة من قبل عصابات منخصصة تستخدم الدراجات النارية لهذه الظاهرة المقرفة .. تضعنا أمام الكثير من الأسئلة التي تفرض مواجهتها . كون سرعة وخفة وحرفية الأساليب المتخذة في مثل هكذا عمليات .. تخلف النار وتؤجج اشتعالها في قلوب الضحايا .. ضحايا اللطش .. ضحايا ، لصوص الدراجات النارية ، ضحايا هذه الظاهرة المقلقة التي نطرحها في هذه التناولة مع كثير من الأسئلة التي تفرض للإجراءات كإجابات منطقية .. ينتظرها الجميع!! انتظار الضحايا خارج الأسواق تنشغل الأجهزة الأمنية في المحافظة بضبط الحركة وتنظيم رواد الأسواق الذين يتوافدون هذه الأيام لاقتناء حاجياتهم ومستلزماتهم خاصة مع مناسبات الأعياد ومواسم الرواج التجاري ، تكثف جهودها لمنع المضايقات والمعاكسات وحتى السرقات داخل الأسواق التي تزدحم كثيراً هذه الأيام. هذا ما يوفر الفرصة للصوص الدراجات النارية ومحترفي اللطش الذين يقصدون ضحاياهم في الأحياء البعيدة عن الأسواق وفي الحارات والشوارع التي يغيب عنها رجال الأمن. حيث تمثل لهم هذه الأيام فرصة سانحة لصيد فرائسهم والتمكن من ضحاياهم في العشر الأواخر من رمضان .. وقبيل العيد المبارك. ويتجاهل البعض خطورة هذه العصابات وينشغلون عنها بتنظيم الأسواق التي لايتواجدون بها .. كونهم ينتظرون ضحاياهم خارجها .. وينقضون عليها بكل ثقة في ظل غياب الرقابة عليهم. رئيس قسم السرقات .. اللصوص ينشطون في المناسبات وضمن هذه التناولة التقيناالمقدم عقيل هاشم المقطري مدير مكافحة السرقات بمباحث المحافظة وتحدث في هذا الجانب بحديث مقتضب أوضح فيه بأن جرائم وممارسات السرقات في الأسواق والتجمعات التجارية وذلك عبر استغلال اللصوص فرصة ازدحام الأسواق العامة من الناس والذين يهدفون إلى شراء احتياجاتهم المختلفة كما تتعرض أيضاً منازل المواطنين لهجمات هؤلاء اللصوص ما بين فترة وأخرى. وأشار ايضاً بأن هناك توقيتاً محدداً لهؤلاء العصابة خاصة في الشهر الكريم وأيام الأعياد والتي يكون دائماً ما بين الساعة السادسة بعد الفجر إلى العاشرة صباحاً وهو الوقت الذي يكون فيه الناس في نوم عميق. وفي الحقيقة تظل هذه الجرائم مؤرقة ومتعبة لأجهزة الأمن ومنها مباحث الحديدة وهناك خطة أمنية نفذت خلال الشهر الكريم من خلال الانتشار الأمني في جميع المواقع والأماكن المستهدفة وخاصة الأسواق المزدحمة وتأتي هذه الخطة من أجل الحد من نشاط اللصوص وضبط أصحابه لتوفير حالة من الاستقرار للمواطنين وهناك العديد من القضايا المضبوطة ويتم إحالتها فوراً للجهات القضائية. مهارات عالية الزميل الإعلامي فواز المقطري .. أحد ضحايا .. ظاهرة «اللطش» يقول في حديثه للجمهورية: لم أتصور يوماً أن أكون ضحية لهذه الظاهرة التي تناولتها في أكثر من وسيلة إعلامية .. ففي أحد الأيام وأنا بالقرب من منزلي في الشارع ولجرأة واحتراف هؤلاء اللصوص .. انتزعوا مني جهاز تلفون سيار من النوع الثمين .. انتزعوه بالقوة من الشنطة الخاصة به في البنطلون ولسرعة الدراجة النارية التي كان اللصان يقودانها لحظة الحادثة كدت أقع على الأرض وسلم الله وكانت الاضرار تلفون «غالي» حرّمت .. أشتري مثله وأكتفي بهذا النوع الذي يضمن لي المكالمات احتياطاً لجولة قادمة !! خطف جوالات أحد الضحايا يتحدث أيضاً بقوله : لم أكن أدري بأن بضع دقائق كنت أنتظر فيها حافلة جماعية للعودة إلى المنزل بأنها ستكون سبباً في خطف جوالي (الهاتف) فقد تعرضت إلى سرقة عيني عينك وأنا في حالة اندهاش لم أقدر حيالها التصرف بأي وسيلة للاستنجاد في الحقيقة يتضح لأي ضحية مثلي بأن هذه العصابة متفننة بشكل كبير وتفاجأنا بصورة لا يمكن أن نحسب حسابها من يصدق أن تمر من جانبك دراجة نارية وعلى متنها شخصان ويُسرق جوالك وهل تقدر على اللحاق بهذه الوسيلة النارية وهي مسرعة؟ في الحقيقة هذه ظاهرة خطيرة ويجب على الأجهزة الأمنية الاهتمام أكثر ومكافحة هذه الظاهرة. نقاط واشارات ومشاهدات عشرات المواطنين دخلوا قائمة هذا الاعتداء الاجرامي وهناك العشرات ينتظرون مكافحة هذه الظاهرة وهناك قلق كبير في صفوف المواطنين وهناك حذر وحيطة يتبعها الكثير وفي الحديدة هذه المدينة الممتعة بجمالها السياحي أصبح المواطن غير قادر على إجراء المكالمات الهاتفية في الشوارع أو على قارعة الطريق خوفاً من هجمات الخفافيش أثناء الليالي المباركة من شهر رمضان أو هيجان شيطانهم أثناء بقية الأيام ما بعد عيد الفطر المبارك. أحد الزائرين إلى مدينة الحديدة بمعية أسرته وهو صحفي بارز في احدى الصحف الرسمية ما أن سمع بشكوى أحد ضحايا اللطش حتى تذكر أن عائلته وأسرته ذهبوا إلى الفسحة (زيارات بعض المتنفسات) حيث بادر مباشرة بإجراء مكالمة هاتفية يحذر أسرته من هذه الخطورة. يخلو مباحث محافظة الحديدة من الوافدين إليه بقصد تدوين البلاغات وتأخذ ظاهرة اللطش وسرقة الهواتف والحقائب النسائية المقدمة من هذا النوع وهناك الكثير من القضايا المنظورة أمام إدارة مكافحة السرقات حسب المقدم عقيل هاشم المقطري . في شهور ماضية سجلت عصابة اللطش أبشع صورة حيث قام شخصان بلطش حقيبة نسائية من احدى الفتيات والتصق لباسها (البالطو) في أجزاء الدراجة النارية وتم سحبها مسافة بعيدة حتى تعرضت إلى أضرار جسدية وكادت تموت.. فهناك الكثير من الصور المشاهدة.