صنعاء - سبأ شيع صباح أمس جثمان فقيد الوطن المناضل اللواء حسين محسن الغفاري إلى مقبرة المشهد بعد الصلاة عليه في جامع البكيرية، وحضر التشييع جمع غفير من المناضلين وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وعدد من قادة القوات المسلحة والأمن والمسؤولين وبرحيله فقدت القوات المسلحة والوطن مناضلاً كبيراً ومخلصاً كرس حياته في النضال ومقارعة الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد؛ حيث كان المرحوم أحد أبطال الثورة اليمنية 26 سبتمبر، وسجل في مسيرة حياته النضالية أنصع صفحات النضال والثورية، مجسداً روح الإخلاص والوفاء خلال مسيرته النضالية والتاريخية ..والمرحوم من مواليد مديرية بني حشيش عزلة سعوان قرية العشة سنة 1925م وينحدر من أسرة عريقة اشتهرت بالفلاحة والزراعة والعلم، ونشأ وتربى في كنف والده، وتعلم في كتاتيب مدينة صنعاء، والتحق بصفوف القوات المسلحة عام 1940م في الدفعة الثانية مدرسة حربية عام 1943م وتعلم وتدرب على أيدي البعثة العراقية التي وصلت إلى اليمن عام 1940م برئاسة العقيد الركن إسماعيل صفوت سعيد، وأستاذ المدفعية الشهيد النقيب جمال جميل العراقي، والذي شكل بوجوده دافعاً للطلبة لمقاومة الظلم والاستبداد في اليمن وتخرج المرحوم عام 1943م ..وانضم الفقيد إلى زملائه الضباط ليقودوا واجبهم في ظل حكم ظالم غاشم وسط جيل نشأ في ظل ظروف صعبة ومعاناة كبيرة جراء حكم بيت حميد الدين حتى انفجار ثورة 1948م بقيادة الشهيد عبدالله الوزير وجمال جميل ومحيي الدين العنسي، والتي قضت على أعتى حاكم دكتاتوري في الجزيرة . وبفشل ثورة 48 نكل الحكم الإمامي المستبد بالثوار والأحرار أشد تنكيل وكان من أشد المواقف وأصعبها في حياة الفقيد اللواء الغفاري إلزامهم بحضور تنفيذ حكم الإعدام على الشهيد البطل جمال جميل حتى يكون عبرة لهم فكانت هذه الحادثة بمثابة محطة هامة في شحذ همم الثوار وتقوية عزيمتهم حتى جاءت حركة 1955م بقيادة البطل الشهيد المقدم أحمد الثلايا في تعز، وكان المرحوم اللواء الغفاري أحد أبرز القادة الذين كان لهم الدور الكبير في هذا الانقلاب وتحقيق أهدافه، وبفشل هذا الانقلاب كان المرحوم أحد الذين حكم عليهم الإمام أحمد بالإعدام بالسيف؛ حيث تم مناداة الملازم أول حسين الغفاري لتنفيذ حكم الإعدام وأثناء خروجه إلى ساحة الإعدام تم تأجيل التنفيذ في آخر لحظة وكتبت له الحياة من جديد ولم ينفذ فيه حكم الإعدام وعاش هذا البطل حتى تحقق حلمه بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار عام 1960م وكان أحد مؤسسي هذا التنظيم بكل بطولة وشجاعة حتى جاءت محاولة اغتيال الإمام أحمد في الحديدة، ونجحت المحاولة من البطلين اللقية والعلفي، ولم يمت حينها الطاغية أحمد ولكنه مات متأثراً بجروحه بعد سنة وثمانية أشهر، وكانت البداية الحقيقية للثورة الخالدة 26 سبتمبر 1962م وتحققت الأهداف السامية أهداف الثورة السبتمبرية، والتي ستبقى دائماً وأبداً الدليل النظري لأي توجه سياسي واقتصادي واجتماعي، والتي في ضوئها تسير قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكداً بأنه في إطار أهداف الثورة وعلى درب سبتمبر وأكتوبر المجيدتين سوف نتغلب على كل الصعاب . وقد بذل الفقيد الغفاري حياته بكل سخاء وعطاء في سبيل ثورة سبتمبر وأكتوبر، وكان أحد الأبطال الذين تشهد لهم الجبال والوديان والسهول فقد شارك في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في حرض وعبس وحرف سفيان .والشوط النضالي الذي قطعه خلال معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية بكل اقتدار وعزم جسد الصورة المشرفة والناصعة للتحول الحضاري الكبير الذي صنعه الأبطال في ظل مسيرة الثورة حتى أصبحت المنجزات والمكاسب التي تحققت هي لغتنا اليومية التي يعكسها العمل وتجسدها الممارسة بعيداً عن الزيف والدجل والمزايدات.. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون