أشجان تتحول إلى أسامة ليست هذه الحالة الأولى في محافظة الحديدة فقد سبقتها ست حالات وهناك احتمالات لحالات أخرى مشابهة.. فلماذا وكيف وماهي الأسباب التي جعلت أشجان تتحول إلى أسامة ؟! وكيف سيعيش أسامة حياته الجديدة ؟! هذا ما سنتعرف عليه من خلال التحقيق التالي : { أن تعيش (14) عاماً من عمرها على أساس أنها فتاة ثم فجأة يقال لها بأنها ولد وأن ماعاشته من عمرها السابق على أساس أنها فتاة هو غلطة لم يتم تداركها وتصحيحها في الوقت المناسب ، فهذا ليس بالشيء السهل ويحتاج إلى قوة إرادة وقدرة بالغة على المواجهة والتكيف. أشجان عاشت حياتها كفتاة بشكل طبيعي وعندما وصلت إلى سن 14 عاماً بدأت تدرك أن هناك بعض الظواهر الانثوية لم تظهر عليها كالصدر «الثديين» إضافة إلى عدم حصول الطمث (الحيض) وتساءلت .. لماذا؟ وحتى تحصل أشجان وأسرتها على إجابة هذا التساؤل اتجهت إلى أحد المستوصفات الطبية للبحث عن إجابة لتكتشف بعد إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية أنها ولد وليست فتاة وهنا كانت المفاجأة ، اندهشت أشجان واندهش أهلها إذ لم يكن أحد يتصور حدوث مثل هكذا أمر فأشجان طيلة (14) عاماً كانت تتعامل وتعامل كفتاة. وطرأت على أشجان وأسرتها فكرة اجراء عملية للتحول وتمت المرحلة الأولى من العملية بنجاح وستنتظر أشجان أو أسامة العملية التكميلية التي ستجرى لها بعد ستة أشهر. التفكير في الزواج هل سيفكر أسامة مستقبلاً في الزواج ؟ وإذا فكر وقرر أسامة أن يقوم بهذه الخطوة الهامة ترى هل سيجد فتاة تقبل به زوجاً لها ؟! وبغض النظر عن موضوع أسامة بالتحديد طرحنا هذا السؤال على عدد من الفتيات مفاده هل تقبلين بالزواج من شاب كان فتاة ورصدنا الإجابات التالية : فاطمة طالبة جامعية: من المستحيل أن أوافق على الزواج بشاب كان فتاة لأن المجتمع سيظل ينظر له على أساس أنه كان فتاة ثم تحول إلى شاب وسيكون بكل تأكيد مشكوكاً في رجولته أو قدرته على الانجاب وبسبب نظرة البعض له فإنه قد يعاني مشاكل نفسية وأنا في غنى عن كل هذا. الطبيب من يقرر أسماء موظفة: بالنسبة لي فهو أمر من الصعوبة بمكان وأعتقد أن موضوع قرار الزواج يجب الا يتخذه هذا الشاب وإنما الطبيب ، فهو الذي يستطيع أن يحدد إذا ما كان هذا الشخص يستطيع الزواج والانجاب أم لا وإذا قال الطبيب بأنه يستطيع الزواج والانجاب فقد يجد هذا الشاب من تقبل به وإن كنت أشك في حدوث مثل هذا بسبب عقلية المجتمع. قد أوافق مريم موظفة في قطاع التربية والتعليم قالت: قد أوافق إذا علمت أن حالته تسمح بذلك من خلال الطبيب لكن أسرتي بالتأكيد لن توافق. لن أزوجه إبنتي وقال الحاج محمد سالم : لو تقدم لابنتي شاب عاش فترة على أساس أنه بنت ثم عمل عملية وأصبح شاباً فأنا لن أزوجه مهما كان ومهما قدم حتى لو قال ألف دكتور إنه سليم وإنه رجل (100%). العملية تصحيح وليست تحويلاً وكان لنا لقاء مع الدكتور عبدالله نعمان الحكيمي اختصاصي الجراحة العامة والمسالك البولية بمستشفى الثورة العام والطبيب الذي قام باجراء العملية الجراحية لأشجان وكان أول سؤال طرحناه عليه هو مانوع هذه العملية ؟ فقال: تخطئ الصحافة عند نشرها خبر اجراء مثل هذه العملية فتحول أشجان إلى أسامة أو سعيدة تتحول الى سعيد يعتقد البعض أن العملية هي تحويل جنس بينما هي عملية تصحيح للجنس فأشجان كانت أسامة لكن بسبب تشوه بسيط في ظاهر الاعضاء التناسلية وانحرافها ظن الجميع أنه بنت بينما هو ولد . وعندما جاءت الحالة وبعد الفحوصات الخاصة وجد أن هناك خصية ولايوجد مهبل أو مبايض ونصحنا باجراء عملية تصحيح وليس تحويل كما قد يظن البعض. الانتباه المتأخر وعن اجراء مثل هذه العمليات في عمر متقدم نوعاً ما أجاب الدكتور عبدالله: لأن الأهل عادة لا يتنبهون للحالة إلا عندما تصل الفتاة إلى سن البلوغ ويبدأ التساؤل لماذا لم تظهر على الفتاة أعراض البلوغ الانثوية ولماذا صوت الفتاة خشن هكذا وهنا يبدأ اتخاذ القرار في الذهاب إلى الطبيب وهو قرار متأخر فمثل هذا القرار يجب أن يتخذ في الشهور الأولى من العمر أو في السنتين الأوليين من العمر لأن التأخر إلى ما بعد هذا العمر يؤدي إلى ظهور الخصيتين الهاربتين كما نسميها أو كما نطلق نحن الأطباء عليها. وعن امكانية الزواج ينبه الدكتور عبدالله نعمان الحكيمي إلى خطورة مثل هذه الحالات اجتماعياً إذا لم يتم اكتشافها مبكراً ومعالجتها فتصحيح الجنس لا يعني القدرة على الزواج والانجاب وذلك بسبب ضمور الخصيتين. واجب الأهل وعن أسباب عدم اكتشاف الأهل للحالة مبكراً قال الدكتور عادل قطط: هناك بعض التأويلات التي تقال عادة عند وجود أي مشكلة «تشوه» في شكل الاعضاء التناسلية للطفل بعد الولادة ومنها «أن الطفل مختون» وهذا موجود في المناطق الريفية أيضاً وعدم القيام بفحص الطفل عند طبيب مختص عند وجود ما قد يسمى تشوه الاعضاء التناسلية فيتساهل الأهل في الأمر ويظنون انحراف القضيب والتواءه إلى الداخل أنه بظر فيعتبرونه أنثى وذلك لمجرد أنه لا توجد خصيتان في الظاهر في حين أن هناك خصيتين مهاجرتين ولو قاموا باخضاع الطفل للفحص لدى طبيب مختص لكان بالامكان انهاء المشكلة في حينها لكن تدخل الأهل في مثل هذه الحالات واخضاع عملية تحديد الجنس للمزاج أو الرغبة أو للعشوائية وعدم اللجوء للطبيب هو الذي يؤدي إلى اكتشاف الحالة في وقت متأخر. كلمة أخيرة نتمنى أن يكون هناك وعي لدى الأهل وأن يتعلموا من هكذا حالات، الا يتهاونوا مع أي مشكلة أو تشوه يظهر على أعضاء أطفالهم التناسلية مهما كان صغيراً لأن الصغير يكبر ويتفاقم وقد يصبح له تداعيات على نفسيته وحياته ومستقبله عند وصوله إلى مرحلة عمرية حرجة جداً ثم يكتشفون بأنهم ليسوا كما كانوا يتعاملون ويعملون .. أتمنى من الجهات المعنية التعاون مع أمثال هؤلاء فيما يتعلق بوثائقهم الثبوتية الجديدة التي تتناسب مع وضعهم وجنسهم الاجتماعي الجديد