أجرى البروفسور الألماني روبرت كينالكسي- أحد الأطباء الذين استضافهم مستشفى الراهدة وتأخر بقاؤه لمدة أسبوع بعد انتهاء عمل الفريق الطبي الألماني- عملية معقدة حولت امرأة سامعية في السابعة والعشرين من عمرها كانت تدعى افتهام إلى رجل سامعي سمى نفسه فهيم عبد القادر عبده سيف السامعي بسبب ازدواج في الأعضاء التناسلية الذكورية والأنثوية حسب التشخيصات والفحوصات الطبية وتأكيدات الأطباء. وقد أجرت صحيفة "الأيام " حوار مع فهيم السامعي في مستشفى الراهدة الريفي حول تفاصيل العملية وتطوراتها الغريبة وأشياء أخرى.. فإلى التفاصيل: كانت البداية من التشخيص الذي أجري (له/ لها) قبل العملية، وتحدث إلينا بصوت رقيق واستحياء شديد، فالكلمات مختلطة بين التذكير والثأنيت وحركات ينتابها السكوت والتفكير ثم يعاود الإجابة عن الأسئلة بعد إلحاح وتكرار فقال: - كان اسمي افتهام عبد القادر عبده سيف من مديرية سامع محافظة تعز وعمري 27 سنة من أسرة فقيرة، منذ أن ولدت وعرفت نفسي وأنا أنثى، تربيت وعشت بين الفتيات في كل شيء تعلمت الابتدائي والثانوي في مدرسة البنات ثم واصلت تعليمي في معهد معلمي الهجر قبيطة قسم الطالبات تخصص قرآن وعلومه، كانت كل حركاتي وأعمالي المنزلية في الطبخ ونقل الماء من الآبار، كذلك اللبس منذ طفولتي نسائي وبناتي، وفي عام 2005م قام أحد الأهل المقربين ويعمل في وزارة الداخلية بتسجيلي في الشرطة النسائية بالعاصمة صنعاء وعملت في الشرطة النسائية ما يقارب العامين. ماذا حدث بعد ذلك؟ - يسكت قليلا: بعد ذلك ظهرت على جسمي ملامح الذكورة (شعر على الذقن والشارب) وحدثت لي تغيرات كثيرة أخبرت بها قيادة الشرطة النسائية وعملوا لي فحوصات كثيرة أثبتت ارتفاع نسبة الهرمونات الذكورية، وتم على ذلك التغيير في العمل والسكن حيث نقلوني إلى غرفة انفرادية ومن ثم جرى تحويلي إلى مديرية سامع وتسلمت عملي مديراً للأحوال المدنية والسجل المدني قسم النساء. هل تقدم لك أحد طالبا الزواج وهل تنوين الزواج الآن؟ - نعم هناك من تقدم طالبا الزواج مني قبل ثلاثة أعوام ولكن الله لم يقدر ذلك، وأنا الآن أنوي البحث عن شريكة العمر وأقنعت الأهل بعد نجاح العملية إن شاء الله بفترة بأن أتزوج وأنجب أطفالا. ماذا عن الدوافع الجنسية لديك قبل العملية وبعدها ؟ - أقول لك بعد أن ظهرت علامات الذكورة وتغير صوتي شعرت بالرغبة الجنسية لكن العضو الذكري مختفٍ، ومن سابق لم تكن توجد أية دوافع جنسية، ولكن أثناء الفحوصات استطعت إخراج هرمونات تم فحصها وتشخيصها على أنها هرمونات ذكورية، وبالنسبة لما بعد العملية فأنا حتى الآن في حالة نقاهة. ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك؟ - الإحراجات والشجن والناس والنساء الذين تتجه أنظارهم نحوي مستغربين وكثرة الزائرين حتى أن بعضهم يشتي (يتفرج) وهذا يسبب لي إحراجا كبيرا، وأتمنى أن يتفهم الجميع الأمر، كذلك أطلب من إدارة المستشفى إعطائي تقريرا مفصلا عن العملية لتغيير المعاملات الوظيفية في وزارة الداخلية. ماذا سميت نفسك الآن؟ - حسب رأي مدير المستشفى والأطباء سيكون اسمي فهيم عبد القادر السامعي. تم اللقاء أيضا مع والدة فهيم السامعي بجانب سرير ولدها، ورمزت لاسمها ب (ص.س.س) ومن دون مقدمات ابتسمت قائلة: ولدي أمسى امرأة وأصبح رجل، ونحن تعاملنا معه منذ فترة على أنه بنت.. مش عارفين ماذا تخبئ لنا الأقدار، وهذه مشيئة الله. البروفسور الألماني روبرت كينالكسي أحد الجراحين المتخصصين في عمليات التشوهات في المجاري البولية والأعضاء التناسلية الذي أجرى عملية السامعية افتهام قال:«العملية كانت شبه معقدة من الناحية الاجتماعية لكنها سهلة في الجانب العلمي واستمر إجراؤها قرابة ساعتين وهي من الحالات النادرة، والحقيقة لم نجد أعضاء تناسلية أنثوية لكن الغطاء الخارجي والزوائد اللحمية كانت شبيهة بالأعضاء التناسلية الأنثوية ووجدنا فتحتين للبول وهو ما يسمى (الإحليل التحتي) ويمكن أن تسمى هذه العملية حالة ازدواج الأعضاء التناسلية الذكورية والأنثوية لوجود التشابه الخارجي، كذلك الخصيتان مغطاتان تماما في البطن وسوف تجرى له عملية أخرى بعد ستة أشهر لإخراج الخصيتين. الدكتور محمد سالم القباطي المنسق العام لعمليات التشوهات في مستشفى الراهدة أفاد بأن أسرة فهيم تعاملت على أساس أن ولدهم أنثى لعدم وجود القضيب والخصيتين، والعملية التي تمت هي تصحيح وإخراج الأعضاء التناسلية من جوف البطن، وتحولت المرأة افتهام سابقا إلى فهيم، وهو رجل كامل الرجولة الآن . أسماء سعيد ناجي مساعدة صحية في غرفة العمليات قالت: «كنا في غرفة العمليات في حالة استغراب واندهاش، فهي أول عملية تحدث في مستشفى الراهدة بهذه الكيفية، والدكتور الألماني أشار إلى أن ميلان الذكورة كان كثيرا في الفحص السريري والتشخيص الهرموني ومن خلال متابعة العملية لا توجد حتى الآن أي مضاعفات». الدكتور فيصل سالم علي غالب قال: «لقد أجرى البروفسور الألماني أكثر من 25 عملية في التشوهات الخلقية في الأعضاء التناسلية وكان لهذه العمليات أثر عظيم وجميعها تكللت بالنجاح، وهذا يعد أيضا نتاجا واضحا لوزارة الصحة التي وسعت خدماتها إلى مناطق الريف».