بدأ المستشفى الميداني الإماراتي أمس بمفرق مديريات سيئون وتريم وساه استقبال المرضى المتضررين جراء كارثة تدفق السيول في عدد من مديريات المحافظة وتهدم مئات المنازل، متزامناً مع تجهيزات لإقامة مخيمين طبيين الأول بمستشفى سيئون المركزي والثاني بمديرية السوم في الوقت الذي يواصل الجانب الإماراتي تقديم وسائل الإغاثة والإنقاذ للمتضررين في وداي وصحراء حضرموت. وكان نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو راس قد التقى وفد مؤسسة خليفة بن زايد للخدمات الإنسانية برئاسة خالد الملا، واستعرض معه الإجراءات التي نفذت لتأمين وإيواء النازحين من منازلهم التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي في محافظتي حضرموت والمهرة. واستعرض الإجراءات التي قامت بها السلطة المحلية واللجنة المكلفة بإنفاذ مهمتي الإغاثة والإنقاذ المكلفة من رئيس الجمهورية للحفاظ على سلامة الأرواح وتأمين حماية المتضررين عبر تجهيز المخيمات الإيوائية وتوزيع المواد الغذائية ومستلزمات الراحة من فرش وبطانيات والاحتياجات الإنسانية. ورحب نائب رئيس الوزراء بالمساعدات التي تقدمها الدول والمؤسسات الصديقة بدافع إنساني لتعويض وإنقاذ المتضررين جراء الكوارث التي خلفها تدفق السيول على محافظتي حضرموت والمهرة ومن أبرزها المساعدات المستمرة والمتواصلة التي قدمتها دولة الإمارات العربية والمتحدة. وسخرت اللجنة المكلفة بإنفاذ جهود الإغاثة الفرق الطبية والإمكانيات اللازمة لعملية الرش ومكافحة ومنع انتشار أمراض الملاريا والإسهالات وغيرها من الأوبئة التي قد تتحول إلى أوبئة نتيجة لاستمرار احتضان المياه الراكدة للحيوانات الميتة التي جرفتها السيول من حضائرها وأشجار السيسبان قرب المناطق المأهولة بالسكان. واطلع نائب رئيس الوزراء عند زيارته المستشفى الإماراتي على طبيعة الأمراض التي يستقبلها المستشفى وكيفية الإجراءات المنظمة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للقادمين من مختلف المديريات.. مشيداً بالمساعدات والدور المعول على المخيم في تأمين وسائل الحماية والسلامة الإنسانية للمتضررين. وستعلن وزارة الصحة العامة والسكان عن فتح مخيمها الطبي والجراحي المقام في مستشفى سيئون المركزي لاستقبال الحالات المرضية خلال اليومين القادمين بعد استكمال التجهيزات اللازمة لخلق ظروف ملائمة لإنجاح المخيم. وبدأت أمس الفرق المتخصصة التابعة لوزارتي الزراعة والصحة في مديريات الوادي والصحراء عملية رش لمكافحة البعوض ومنع توالده في التجمعات المائية في المناطق المتضررة وإجراء المسح الشامل لكافة المناطق المتضررة وتحديد السياسات اللازمة التنفيذ مستقبلاً لمنع انتشار كارثة جديدة بسبب الأوبئة في الوادي والصحراء. وفي هذا الإطار سيبدأ المخيم الطبي التابع للحرس الجمهوري بعد أن قدم من محافظ لحج إلى سيئون أمس استقبال الحالات المرضية منذ صباح اليوم السبت في منطقة تفصل بين مديرتي السوم وتريم وتقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لتأمين الصحة والسلامة للمتضررين.. من جهة أخرى قال وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء أحمد الجنيد : إن هناك ترتيبات لتقييم الأضرار التي تعرضت لها المحافظة جراء السيول تمهيداً لوضع خطة شاملة لإصلاح الدمار وتعويض المتضررين. واستعرض خلال لقائه أمس بسيئون، السيدة برتيبا مهتا المنسق المقيم للأمم المتحدة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والدكتور غلام رباني بوبال ممثل منظمة الصحة العالمية في بلادنا، الأضرار البشرية والمادية التي خلفتها العاصفة المدارية، وما خلفته من فيضانات وسيول جارفة في وادي حضرموت، والجهود الرسمية والشعبية والعربية والدولية الهادفة إلى التخفيف من تلك الأضرار التي طالت أيضاً البنى التحتية لعدد من الخدمات الأساسية.. وأشار إلى أن جهود الإغاثة والإنقاذ والإيواء قطعت أشواطاً جيدة. من جانبهما عبر ممثلا البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في بلادنا عن تعازيهما لأسر الضحايا الذين قضوا في تلك الكارثة وأكدا دعمهما للمتضررين والمناطق المنكوبة . وتقوم السيدة مهتا والدكتور بوبال بزيارة ميدانية إلى المناطق المتضررة في وادي حضرموت للاطلاع على حجم الكارثة ودراسة احتياجات تلك المناطق وسكانها لتقديم الدعم والمساعدة وبخاصة في القطاع الصحي.