علي بن زايد. شاعر , حكيم القرن الذي عاش فيه 11ه / 17م أشهر حكماء اليمن الشعبيين، وتدور حكَمه وأقواله على ألسنة الناس، لا سيما في القرى، والبوادي، ويعرف ب(الحكيم). لم نقف على مكان وتاريخ ولادته ووفاته. يقول الأستاذ (عبدالله البردوني) في كتابه: (فنون الأدب الشعبي في اليمن): أما عصره فلا يمكن تحديده، إلا بأنه عاش بعد ظهور الإسلام. يرى كثير من المؤرخين أنه من أهل قرية (مَنكَث) في حقل (كتاب)، أو (قتاب) ما بين مدينة (يريم)، ومدينة (ظفار)، العاصمة الحميرية القديمة، وذلك لورود اسم هذه القرية في كثير من قصائده، مما يدل على أنه من سكانها، ومن ذلك قوله: بالله يا بيض (منكث) كُثر الكلام بطِّلينه حلفت يا رأس (بدرهْ) لابد ما تبصرينه قالوا تغدت ب(ميتم) وغسّلت في (عُدينهْ) وخلاصتها: أن ابنته (بدرة)؛ عشقت شابًّا، وهربا معًا من (منكث)؛ فأقسم كما في أبياته السابقة، أنْ يغسل عاره بقتلها، وقطع رأسها، ويوضح النص أنها هربت إلى عزلة (ميتم)، من بلاد (بعدان)، في محافظة إبّ، واغتسلت في (عُدينة) الاسم القديم لمدينة تعز، ويطلق الناس على مقولاته الشعرية القصيرة؛ اسم: (الأحكام)، أو (أحكام علي ولد زايد)، وتتناول الحياة الزراعية، وبعض القواعد والأعراف الاجتماعية، وأحوال الحياة وتصاريفها. ومن أحكامه ومقولاته الشهيرة؛ بألفاظ عامية يمنية قوله: الدهر كله متالم غير المتالم لها اوقات المتالم: المواسم الزراعية. وقوله: يقول علي ولد زايدْ قدَّمت مالي تُوَخَّر وَخَّرت مالي تقدم وسابق النجم الاحمر وقوله: ذي ما يِغارِم وِيِغرم لِه المنايا تِشِلِّه وقوله: ما في المدن غير صنعا وفي البوادي (رصابهْ) وقوله: قال ابن خولان حقي صاحبي ذي ما معه حق ما حد صاحبه ويُعد الأستاذ الشاعر (عبدالله البردوني)، من أكثر المهتمين، والدارسين لأدب وحكم ومقولات (علي ولد زايد)، أفرد له في كتابه: (فنون الأدب الشعبي في اليمن)، فصلاً كاملاً، أورد فيه كثيرًا من أقواله، ودراسة تاريخية ونقدية، أبرزت كثيرًا من أعماله ومقولاته الشعبية الشهيرة، وأصدر ديوانًا شعريًّا استوحى عنوانه من سيرة صاحب الترجمة فسمّاه (رجعة الحكيم ابن زايد). ولا تزال كثيراً من أقوال هذا الشاعر، تحتاج إلى غربلة وتدقيق؛ لمعرفة نسبتها إليه، كما ذكر الأستاذ (البردوني). وإن كنا نرى أن الزمن الذي عاشه صاحب الترجمة لا يتجاوز القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)، وذلك لمفردات قصائده، ولهجته القريبة مما هو معروف وسائد اليوم. ونستشفُّ ذلك من بعض أقواله؛ مثل: السَّرق يا مِهرَةَ الويل إذا خِفي كيف لا بان أو كقوله: مَن هُوْ مَرَة مَرَتِه يضر مَرَة جارِه أو كقوله: المال ما يأكله ذِيبْ ولا زَنِينَهّ تُضُره