حذر الدكتور عبدالرحمن الزبيري - عميد كلية العلوم بجامعة تعز - من المخاطر المتفاقمة من استخدام مياه المجاري في ري المزروعات باليمن . وأضاف في محاضرة له في منتدى السعيد بتعز حول مخاطر مياه الصرف الصحي في الزراعة : إن المزارعين لجأوا إلى استخدام مياه المجاري نتيجة لشحة المياه التي تعاني منها اليمن، والتي يصنف مناخها ضمن المناخ الجاف وشبه الجاف وتتساقط عليها الأمطار لفترتين فقط ولا تلبي احتياجات السكان. وأكد خطورة ري مزارع الخضروات في إب وتعز وعدن وبني الحارث وذمار ومنطقة الشعب بعدن من مياه المجاري ، منوهاً إلى أن عملية الترسيب والتجفيف التي تستخدم عند بعض المصانع لا تكون بالشكل الكامل وتبقى المخلفات السائلة المليئة بالميكروبات مثل البكتريا والفطريات متواجدة في المياه العادمة، مشدداً على أن استخدام هذه المياه بصفة عامة في ري الخضروات هو أمر خطير جداً باعتبار أنه يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض البكتيرية والديدان والتيفود؛ لأن الخضروات تروى وتغسل بالمياه المليئة بالميكروبات، وأن المزارعين يتعاملون مع المخلفات السائلة والطينية دونما وقاية في الأيدي أو حتمية تقيهم من انتشار الديدان التي توجد في هذه المخلفات ، وكذلك مياه المحطات التي تذهب مباشرة إلى الآبار الارتوازية وهي مليئة بمخلفات إنسانية وحيوانية تؤدي إلى انتشار الأوبئة والبلهارسيا والإسكارس والشريطية ضارباً المثل بما يشكو منه أبناء منطقتي وادي ميتم وبني الحارث من انتشار الطفح الجلدي والمغص المعوي لدى الأبقار والحيوانات وذلك لأن النيترات سريعة الحركة في الطبقة وتتجه مع مياه المجاري بسرعة إلى قاع التربة، حيث تروى الأعشاب والمراعي بمياه المجاري العادمة بعد التنقية. وختم الزبيري محاضرته بضرورة أن تطلع الهيئة العامة للمياه وهيئة الموارد المائية والمجالس المحلية والإعلام بأدوارهم لتوعية المواطنين وكل من له علاقة باستخدام هذه المياه من أجل حمايتهم والمجتمع من الأمراض وأن تستغل مياه المجاري لري الأحزمة الخضراء كما هو حاصل في عدن.