استكملت وزارة الصحة العامة والسكان الاستعدادات والترتيبات اللازمة لتنفيذ المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتخلص من البلهارسيا، في 32 مديرية موزعة على ست محافظات هي صنعاء ولحج والحديدة وشبوة وإب وصعدة. وأوضح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم راصع لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن تنفيذ الحملة التي ستبدأ اليوم الأحد وتستمر أربعة أيام، تأتي ضمن الاستراتيجية الوطنية وخطة الوزارة للتنمية الصحية الثالثة 2005-2010م والتي تسعى الوزارة من خلالها للتخلص والتخفيف من نسبة الإصابة من مرضي البلهارسيا والحصبة.. مشيراً إلى أن الوزارة تسعى من خلال البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا إلى القضاء على البلهارسيا في اليمن بحلول عام 2015م. وأكد راصع على الدور الذي تلعبه الحملات المتعددة في تعزيز وتحسين الصحة العامة والمستوى العلمي لدى شريحة الطلاب.. لافتاً إلى أن حملات مكافحة البلهارسيا تنفذ بالتعاون والتنسيق مع الكوادر التربوية ،حيث تم الاستعانة ب2516 مدرساً إلى جانب 968 عاملاً صحياً. وتستهدف الحملة التي ينفذها 3484 مدرساً وعاملاً صحياً متواجدين في 1445 مدرسة، إعطاء عقار "برازيكونتيل" ل680 ألفاً و504 أطفال في الفئة العمرية مابين 6 إلى 18 سنة من الملتحقين بالتعليم وغير الملتحقين. حيث يدشن اليوم في 6 محافظات خلال الفترة من 9حتى 12نوفمبر 2008م تنفيذ المرحلة الثالثة للحملة الوطنية للتخلص من البلهارسيا في 32 مديرية في 6 محافظات، وحددت المدارس في المديريات المستهدفة كمواقع لها لتقديم الخدمة العلاجية بالجرعة المضادة للبلهارسيا لجميع من تتراوح أعمارهم من 6حتى 18عاماً من طلاب وطالبات المدارس وغير الملتحقين بالمدارس ممن ينتمون إلى هذه الفئة العمرية دون استثناء. استعدادات لتنفيذ المرحلة الثالثة في محافظة صنعاء تشكلت لجان الحملة الوطنية والاستعدادات وبدأت بدعوة الفئة المستهدفة من طلاب وطالبات المدارس، وكذلك الفئة غير الملتحقة بالمدارس كونها الفئة الأكثر أهمية وذلك في مديريات الحيمة الداخلية والخارجية وأرحب وخولان والأعروش وصعفان ومناخه ونهم وجحافة وحثهم على الحضور في المدارس في موعد تنفيذ الحملة للتخلص من البلهارسيا. صعدة وفي محافظة صعدة أيضاً تشكلت لجان الحملة الوطنية في عملية النزول الميداني إلى المديريات المستهدفة وتشمل مديرية شداء ورازح والظاهر للبدء في عملية الاستعدادات ودعوة أولياء الأمور والمواطنين أن يحرصوا على إطعام أبنائهم قبل تناول جرعة علاج البلهارسيا لحمايتهم من خطر الإصابة بهذا المرض الوخيم. شبوة وفي محافظة شبوة قامت الجهات المسئولة في مكتب الصحة والسكان بتشكيل لجان خاصة للنزول الميداني إلى مديريات الروضة وجردان والطلح وميفعة والاستعداد لاستقبال طلاب وطالبات المدارس، وكذا غيرالملتحقين في المدارس ممن ينتمون إلى هذه الفئة العمرية ونشر الملصقات الخاصة بالإرشادات الوقائية في الجدران لدعوة المواطنين بالالتزام بموعد الحضور وإحضار أبنائهم وأن لا يفوتوا الفرصة لتلقي العلاج بالمدارس إب وفي محافظة إب قامت الجهات المسئولة في المحافظة ومكتب الصحة والسكان بتشكيل لجان الحملة الوطنية للنزول الميداني إلى المدارس في المديريات المستهدفة وتشمل ذي السفال والسبرة والقفر وحبيش وفرع العدين وحزم العدين والسدة والنادرة والبدء في عملية الاستعدادات لاستقبال الطلاب والطالبات وغير الدارسين من عمر 6إلى 18عاماً ودعوتهم المجيء في الموعد المحدد لأخذ علاج البلهارسيا خلال أيام المعالجة. لحج وفي محافظة لحج قام مكتب الصحة والسكان بتشكيل لجان الحملة الوطنية والنزول الميداني إلى المديريات المستهدفة وتشمل مديريات المسيمير والملاح والمضاربة والقبيطة وحبيل جبر وحالمين للبدء بعملية الاستعدادات لتنفيذ المرحلة الثالثة للحملة الوطنية للتخلص من مرض البلهارسيا التي تؤدي إلى الوفاة. مضاعفات البلهارسيا كارثة حقيقية تلحق بالمصابين من الأطفال جراء الإصابة بالبلهارسيا إذا أهملوا العلاج، كارثة لا تقف عند حد التأثير عليهم من خلال الأعراض المعروفة، بل إن لإصابتهم بهذا الداء خصوصية أخرى، أبرزها التعرض لسوء التغذية وتأخر النمو وتردي النشاط والتحصيل التعليمي وضعف المناعة بشكلٍ يُبقي الجسم عرضة لأمراض كثيرة، ذلك لأنهم في حالة نمو بدني وعقلي متسارع وحساس. ويزيد من الطين بلة أن هذه الفئة، وبالتحديد من تتراوح أعمارهم بين «6-18عاماً» يشكلون نسبة «80%» من إجمالي الإصابات بهذا الداء المريع في البلاد بحسب التقديرات من أصل نحو ثلاثة ملايين حالة إصابة بالبلهارسيا بنوعيها البولي والمعوي. وأساس هذه المشكلة غياب الوعي بالمشكلة ووقوع الكثيرين لاسيما في الأرياف في أخطاء وممارسات سلبية لدى تعاملهم واستعمالهم للمياه الراكدة والبطيئة الجريان التي تمثل لأغلب المناطق الريفية عصب الحياة، في ظل غياب أو ضعف مشاريع المياه النقية الصالحة للشرب، وتضافر عوامل وعراقيل كثيرة تقف حجر عثرة أمام هذه المشاريع أهمها صعوبة التضاريس الجبلية وتناثر القرى على قمم ومنحدرات وسفوح الجبال وبطون الأودية، ما مهد لانتشار البلهارسيا في هذه المناطق. أضف إلى شيوع الجهل الكبير بالمرض الذي تلوح آثاره في جنوح البعض إلى اللا مبالاة والإبطاء على طلب المعالجة، فقد يتطور مع الوقت ليصير مزمناً صعب العلاج، مفضياً إلى مضاعفات بالغة الخطورة، حيث تغزو البلهارسيا مع الوقت الكبد فتحدث فيه التهابات وتليفات تقود إلى تلفه ودماره، وبالتالي فشله تماماً في أداء وظائفه الحيوية. وللمضاعفات الأخرى للبلهارسيا المعوية إلى جانب تأثيرها المدمر للكبد طابعها الخاص، مثل «التقيؤ الدموي دوالي المريء البواسير تضخم الطحال سرطان القولون والمستقيم». أما مضاعفات البلهارسيا البولية فتشمل «قرحة المثانة حصوات المثانة تضيق الحالب الفشل الكلوي العقم عند الرجال والنساء سرطان المثانة» وأي من هذه المضاعفات تشكل خطراً على الإنسان قد تحتاج إلى تدخلات جراحية كبيرة يصعب كثيراً التنبؤ بنجاحها، كذلك حال العلاج بالأودية في ظروف مرضية متردية كهذه. سلوكيات غير صحية إنها لكارثة تلك العادات والسلوكيات غير الصحية السائدة في أغلب الأرياف مثل «الاستحمام الوضوء السباحة الشرب غسل الأواني والملابس في برك الأمطار المكشوفة والحواجز المائية والسدود والغيول الجارية»، وأسوأها وأفظعها اقتراف أعمال قبيحة أنكرها الدين، كالتبول والتبرز في مصادر المياه أو بالقرب منها، كون هذه القاذورات لا تفسد المياه وتلوثها بمختلف الأمراض الخطيرة وحسب، بل هي السبب الوحيد للعدوى بالبلهارسيا وانتشارها واستكمالها لدورة الحياة علاوة على ذلك إهمال النظافة الشخصية وعدم اتخاذ المراحيض لقضاء الحاجة. وبالتالي لابد أن يعي الناس جيداً أهمية ترك هذه العادات والسلوكيات السلبية من أجل صحتهم وصحة من حولهم، وإلا ما جدوى معالجة البلهارسيا بمعزلٍ عن الالتزام بقواعد الوقاية لحسم المشكلة بالقضاء على مرض البلهارسيا في بلادنا واجتثاثه من الجذور. إن تنفيذ حملات وطنية للتخلص من البلهارسيا لن تكفي بمعزلٍ عن ترسيخ القيم والسلوكيات الوقائية، فمقياس النجاح لبلوغ هدف التخلص من البلهارسيا والقضاء عليه مرهون بالوقاية والالتزام بتدابيرها وإجراءاتها إلى جانب المعالجة. بتنا نقترب كثيراً من موعد تنفيذ المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتخلص من البلهارسيا التي تتخذ المدارس موقعاً، مستهدفة من تتراوح أعمارهم بين «618عاماً» بلا استثناء من طلاب وطالبات المدارس وغير الملتحقين بالمدارس، أيضاً لتكون شفاءً للمصابين وواقية للمعرضين لخطر الاصابة في «32مديرية» بمحافظات «صنعاء لحج الحديدة إب شبوة صعدة» ومدة تنفيذها أربعة أيام في الفترة من «912نوفمبر2008م».. ولكل من له صلة بقريب أو صديق لا يدرس وينتمي إلى الفئة العمرية المستهدفة من «618عاماً» ألا يتركه دون معالجة وحق وواجب عليه حثه وإقناعه للحضور إلى المدرسة لتلقي العلاج. علاج مجاني علماً بأن علاج البلهارسيا في الحملة مجاني لجميع المستهدفين من طلاب وطالبات المدارس وغير الملتحقين بالدراسة ممن تتراوح أعمارهم بين «618»عاماً. كما أن إعطاء الجرعة المضادة للبلهارسيا يعتمد على قياس طول الجسم، ولابد لهم من التوجه إلى المدارس خلال فترة المعالجة لتلقي جرعة العلاج، على أن يتناول الجميع طعامهم قبل قدومهم إلى المدرسة لأخذ العلاج. نحن نعول على الجميع التجاوب ومساندة إنجاح حملة البلهارسيا، وبالذات الآباء والأمهات فدورهم كبير لا غنى عنه، بالدفع بأبنائهم وبناتهم الملتحقين بالمدارس وكذلك غير الدارسين في الفئة العمرية من «618عاماً» لتلقي العلاج في مدارس المديريات المستهدفة.
