أنا لا أنظم شعراً ؛ فلقد أنسيتُ أوزان القصيدْ . إنما أنثر أشواقاً ودمعا ؛ شوق قلب مغرم وفؤاد مؤلم ودموعاً عصرتها لهفة الروح الحزين عندما تلتثمُ الشمسُ . . بأكفان المغيب وتضمّ الكون أستار الظلام ويغنّي الليّل لحن الموت في سمع الوجود . . . أذكر الماضي وأنسى حاضري معرضاً عما أراه من صراع . بين أشلاء الضياء . وجنود الظلمات وأناجي حُلماً طاف قديماً في جفوني ثم غاب تاركاً أشباحهُ حولي تحوم وتغنّيني أناشيد الوصال وتناجيني بآمال اللّقاء وتبث الحزن في قلبي وروحي . آه أين النّور ؟ هل ولّى ؟ ترى هل ستعودْ ؟ ومتى أصقل روحي بسناه ؟ عندما تنتحب السحبُ وتشكو وتنوح، يفزع البرقُ جناني وأراه قادحاً عن كبدي ! نارها . . يحطم الرعد كياني وأراه موقظاً في مهجتي ثارَها ثم أنسى كل شيء ؛ لا سحابٌ ؛ لا بروق ؛ لا رعودْ ليس إلاّ ذلك الماضي الجميل ينضح النفس بدمع الذكرياتْ آه أين الدّار ؟ بل .. أين الحبيب ؟ أين من كان بقلبي أملا ؟ وبجفني حلما .. ؟ أمضى الدهر به ؟ أم تراه سيعود ؟ ومتى سوف أراه ؟ عندما ينفلق الفجر ويزهو بسناه أرشف النّور بروح موجع جثم الليّل عليه ظلمات مطبقات طالما صارع أهوال الظلام دون جدوى والسنى خلف الدياجي موثق الخطو أسيرْ آه أين الفجر ؟ هل مات النهار ؟ أم تراه بعد أن ضلّ الدليلْ ضل عن نهج السبيل ؟ أم بأوهام العذاب . وتباريح الشبابْ صهر الروح وذاب يا لروحي .. يا لقلبي .. يا لأحلامي العذابْ !