تعقد عصر اليوم الثلاثاء بالعاصمة صنعاء فعاليات الاحتفال باليوم العربي للأسرة بمشاركة عدد من الدول العربية، حيث يأتي هذا الاحتفاء تنفيذاً لتوصيات لجنة الأسرة العربية بجامعة الدول العربية وأيضاً تنفيذاً للقرار الصادر عن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي نص في ختام دورته الخامسة عشرة في العام 1995م على اعتبار أحد أيام شهر ديسمبر من كل عام يوماً عربياً للأسرة العربية. وقالت الدكتورة نفيسة الجائفي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ل«الجمهورية» بان ذلك الاحتفاء يأتي من أجل العمل على احاطة الأسرة بالرعاية ودعم وظائفها وأدوارها وتغريد قراراتها وكذلك توطيد التماسك المتين بين مختلف أفرادها لتعزيز دورها في ترسيخ المفاهيم القيمة والأخلاقية ولمواجهة تحديات التنمية. وقالت بان اليمن مهتمة برفع مستوى الأسرة اليمنية من خلال سعيها الدائم لتنفيذ الخطط والاستراتيجيات الوطنية والعربية في إطار التنسيق والتكامل بين مختلف المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ومن أهم تلك الاستراتيجيات الاستراتيجية العربية للأسرة، والتي تأتي للوقوف أمام التحديات وتترجم المنطلقات والمبادئ إلى آليات عمل قابلة للتنفيذ لضمان إدراجها في الخطط السنوية للهيئات والمؤسسات المعنية، وهو الأمر الذي يتطلب تفعيل العلاقات بين مختلف الشركاء على كافة الأطراف والمستويات، وأضافت الدكتورة نفيسة قائلة بأن الاحتفائية التي سوف تستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري سيتخللها العديد من الفعاليات أهمها تكريم الأسرة المثالية في كل دولة عربية من قبل دولة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء والدكتورة منى كامل مدير الأسرة والطفل بجامعة الدول العربية ممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، كما ستعقد ندوة علمية حول الزواج المبكر والمسؤوليات التشاركية الناجمة عنه، حيث ستثرى هذه الندوات بالأبحاث والدراسات العلمية من العديد من المختصين والأكاديمين في عدد من الدول العربية، بهدف مناقشتها والخروج بالنتائج والتوصيات التي ستساهم في دور المخططين ومتخذي القرار في المشروعات الاجتماعية في الدول العربية.. منوهة بأن هذه الأبحاث والدراسات ستكون مجالاً خصباً للاسترشاد بها في وضع رؤى مشتركة لرسم السياسات والاستراتيجيات العربية لمعالجة قضايا الأسرة العربية ومتطلباتها للوصول إلى صيغ ومفاهيم جديدة تواجه بها الأسرة العربية التحديات التي تواجه العالم العربي اليوم وذلك لتحقيق الاستقرار الأسري وتوفير أكبر قدر ممكن من الدعم والحماية للأسرة لتمكينها من أداء وظائفها الأساسية في المجتمع وفي تنشئة جيل سليم خال من كافة اشكال الغلو والتطرف، جيل قادر على مواكبة البناء والتطور الذي يشهده العالم. هذا وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الندوة سوف يناقش فيها150 مشاركاً من الدول العربية موضوع الزواج شروطه والمسؤوليات التشاركية الناجمة عنه في الندوة العلمية التي ستقام ضمن فعاليات الأحتفال باليوم العربي للأسرة الذي سيبدأ يوم غد الثلاثاء بصنعاء. وتتضمن الندوة اوراق عمل مقدمة من اليمن و بعض الدول العربية المشاركة في الفعالية تقدم اليمن ورقتي عمل تشملان دراسة بحثية عن الزواج المبكر في اليمن صادرة عن جامعة صنعاء الى جانب دراسة حول سلطة اتخاذ القرار في الأسر اليمنية صادرة عن مركزالمرأة للبحوث و التدريب جامعة عدن. تستعرض ورقة العمل الاولى دراسة حول ظاهرة الزواج المبكر في اليمن وانتشاره بشكل واسع وخاصة في المناطق الريفية التي يتراوح متوسط سن الزواج فيها 15- 16 عاماً للفتيات و18 - 19 سنة للأولاد. وتعتبر الدراسة الفقر والاتجاهات والمعتقدات والموروثات الاجتماعية (الطهر و العفاف للفتاة، تجنب العنوسة ) من أهم أسباب الزواج المبكر للفتيات مبينة آثار الزواج المبكر على النمو الجسدي والعاطفي والمعرفي للفتيات. . كما تتناول تأثيرات وعلاقة الزواج المبكر بحقوق الإنسان وانتهاك حقوق الفتاة في التعليم وكذا العنف ضد المرأة المتمثل بالتفضيل بين الأولاد والبنات ، الطلاق التعسفي ، حرمان المرأة من حقها في المشاركة في اتخاد القرار داخل الأسرة ، ضرب الزوجات وغيرها مبينة كيفية ادماج قضايا النوع الاجتماعي في التنمية للحد من انتشار الزواج المبكر والتخفيف من آثاره.. وتخلص الدراسة الى أليات تأخير سن الزواج بتوعية الفئات المستهدفة مثل أولياء الأمور-رجال الدين- القادة التقليديون- العاملين في المجال الصحي -العاملين في التعليم - الأطفال والمراهقين الملتحقين بالتعليم الأساسي والثانوي الى جانب تصحيح المفاهيم الدينية والثقافية والاجتماعية وكذا التخفيف من الفقر والاهتمام بالقوانين التشريعية المحددة لسن الزواج. فيما تناقش ورقة العمل الثانية دراسة مسألة مشاركة المرأة اليمنية في صنع القرار على صعيد الأسرة والمجتمع ككل ،مبينة دور المرأة الهام داخل الأسرة محتسبة الهجرة الداخلية او الخارجية وتغيير نمط الحياة وزيادة اعباء العمل على المرأة في المنزل خارجه من أهم التغييرات الاجتماعية والاقتصادية في مشاركتها في صنع القرار. وتعتبر الدراسة الثقافة الأبوية والسلطة الذكورية و تبعية المرأة للرجل وسيطرة الرجل على المواقع القيادية اه معوقات مشاركة المرأة في صنع القرار الى جانب انخفاض فرص التأهيل والتدريب للمرأة وازدواجية دورها في البيت وخارجه على مستوى المجتمع بالإضافة الى قلة الوعي المجتمعي وقصور وعي المرأة نفسها بدورها في صنع القرار من المعوقات. وتؤكد الدراسة على ان الفجوة ما تزال كبيرة بين ا تقره القوانين والتشريعات الوطنية من حقوق متساوية للجنسين في مختلف المجالات وما يطبق على ارض الواقع الذي تسيطر عليه افكار اجتماعية وسلوكيات و عوامل تاريخية وثقافية و اقتصادية تحول دون تمكين المرأة من ممارسة دورها في صنع القرار. من جانبها تستعرض ورقة البحث المقدمة من الأردن التعريف بمفهوم الزواج في الإسلام ، التعريف بفوائد و شروط صحة عقد الزواج.. كما تتناول مسألة التشاركية الناجمة عن الزواج اضافة الى الحقوق المختصة و الآداب اللازمة والمشتركة بين الزوجين لإقامة علاقات زوجية مبنية على المودة والرحمة والتعامل الإنساني النبيل. تساعد نتائج و توصيات الدراسات والبحوث المقدمة من الدول المشاركة المخططين ومتخذي القرار في العمل بالمشروعات الاجتماعية التنموية. كما تساعد أيضا في رسم سياسات واستراتيجيات علمية عربية محددة لتحقيق مستويات متقدمة من الدعم والحماية للأسرة العربية لتتمكن من اداء وظائفها الأساسية في المجتمع للحفاظ على النوع الإنساني و تعزيز حياة أسرية كريمة و آمنة منفتحة على العصر تحقق تنمية مستديمة وشاملة. وأوضحت المسؤولة الإعلامية بالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أفراح حماد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الاحتفال باليوم العربي للأسرة يأتي تنفيذا للقرار رقم (248) الصادر عن مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته الخامسة عشرة في ديسمبر 1995م الذي ينص على اعتبار أحد أيام شهر ديسمبر من كل عام يوما عربيا للأسرة. وخلصت حماد الى ان جلسات العمل و تبادل وجهات النظر بين المشاركين العرب ضمن فعاليات الاحتفال تمثل آليات تشبيك بين كافة الشركاء من اجل العمل على إحاطة الأسرة بالرعاية ودعم وظائفها وأدوارها وتعزيز قراراتها وحمايتها لتواجه تحديات التنمية تنفيذا للخطط والاستراتيجيات الوطنية والعربية.