قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يدعو مجلس الأمن الدولي إلى تدخل فوري لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة
في القمة السادسة لدول تجمع صنعاء بالخرطوم
نشر في الجمهورية يوم 31 - 12 - 2008

السودان هو المعني بمعالجة أوضاعه بنفسه وتجمع صنعاء مفتوح أمام كل الدول الراغبة في الانضمام
عقدت أمس في العاصمة السودانية الخرطوم، أعمال القمة السادسة لتجمع صنعاء للتعاون، برئاسة فخامة الرئيس عمر حسن البشير - رئيس جمهورية السودان، رئيس الدورة الحالية للتجمع.. وقد تحدث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - بكلمة في افتتاح القمة، عبر فيها عن سعادته للمشاركة في أعمال الدورة السادسة لقمة تجمع صنعاء للتعاون الاقتصادي والأمني والسياسي والثقافي، وبما تحقق من إنجازات للتجمع خلال الفترة الماضية.. وأثنى فخامته على جهود فخامة الرئيس عمر حسن البشير في الإعداد والتحضير الجيدين لأعمال هذه القمة.
وجدد فخامة الأخ الرئيس التأكيد على أن تجمع صنعاء هو تجمع مفتوح أمام كل الدول الراغبة في الانضمام إلى التجمع لما فيه خدمة أعمال التنمية والسلام في المنطقة.. وأشار فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى أن انعقاد هذه القمة يأتي في ظل تطورات ومتغيرات هامة ومتسارعة في المنطقة وفي العالم، وهو ما يستوجب الوقوف أمامها والتنسيق إزاءها، وفي مقدمة ذلك ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان همجي وبربري ووحشي وحصار جائر من قبل الكيان الصهيوني.
ودعا فخامته مجلس الأمن الدولي إلى التدخل الفوري لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.. مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية هي وحدها دون غيرها من تستطيع وقف هذا العدوان البربري الوحشي وإجبار إسرائيل وإقناع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار فوري بإيقاف إطلاق النار.
الصومال.. انعكاسات خطيرة
وتناول فخامة الأخ الرئيس ما يجرى في الصومال الشقيق من تطورات في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية والآثار السلبية لتلك التطورات على دول المنطقة.. وقال: لقد دعونا مراراً وتكراراً ومازلنا ندعو المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الصومال الشقيق من أجل إعادة بناء مؤسساته ومن أجل الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي وجنوبي البحر الأحمر.
وأضاف: إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن انعكاسات ذلك ستكون خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.. مبيناً بأن الانفلات الأمني والقرصنة التي تهدد الملاحة الدولية في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن قبالة السواحل الصومالية لأكبر دليل على ذلك ونتاج طبيعي لهذا الانفلات، وهو ما نبَّهت إليه اليمن منذ وقت مبكر الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول الجوار، وسعت للعمل معاً من أجل عادة بناء هذه المؤسسات.
وأكد فخامة الأخ رئيس الجمهورية ضرورة الوقوف إلى جانب الصومال الشقيق من أجل إعادة بناء مؤسسات دولته وإحلال الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد الشقيق.. معلناً تأييد اليمن ودعمه لجهود المصالحة الصومالية التي عقدت في جيبوتي مؤخراً من أجل التوصل إلى إيجاد حكومة انتقالية تقوم على قاعدة الوفاق الوطني بين الصوماليين أنفسهم.
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى النجاحات التي حققها تجمع صنعاء للتعاون.. مؤكداً أهمية مواصلة الجهود للتعجيل وتطوير آفاق التعاون بين دول التجمع في مجالات التبادل التجاري والاستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية.. وأعرب عن تطلعه في أن تتوج هذه القمة بنتائج من شأنها استكمال ما تبقى من هيئات التجمع التنظمية، وتفعيل دور الهيئات القيادية في متابعة تنفيذ قرراته.
سوق مشتركة
ودعا فخامة الأخ رئيس الجمهورية المستثمرين ورجال الأعمال في بلدان التجمع إلى العمل المشترك والتوجه نحو الاستثمار في إطار سوق مشتركة لدول التجمع.
السودان معنيٌّ بمعالجة أوضاعه
وفيما جدد دعم الجمهورية اليمنية للسودان الشقيق من أجل إحلال السلام في دارفور، أكد فخامته إدانته وبشدة للتدخل في الشأن السوداني من قبل محكمة الجنايات الدولية.. معتبراً ذلك تدخلاً سافراً في شؤون السودان.. وقال: إن السودان هو المعني بمعالجة أوضاعه بنفسه، ونحن على استعداد لدعم الأشقاء في السودان.
كلمة الرئيس السوداني
وكان فخامة الرئيس السوداني عمر البشير تحدث بكلمة عبر فيها عن تطلع دول وشعوب تجمع صنعاء لأن يكون هذا التجمع ركيزة قوية للتعاون المثمر لبناء دوله في كافة المجالات.
ولفت الرئيس السوداني إلى أن مشاركة جمهورية جيبوتي في اجتماعات هذه الدورة، تمثل مشاركة إضافة حقيقية لأعمال هذه الدورة لارتباطها الوثيق بقضايا الإقليم ولجهود الرئيس إسماعيل عمر جيلة، وعمله الدؤوب لتحقيق السلام والاستقرار فيه.
وأوضح أن الموقع الاستراتيجي الفريد الذي يتميز به إقليم دول التجمع، يجعل التطورات والأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية في الإقليم محط اهتمام كافة القوى الدولية.. وقال: الواجب يقتضي منا التحليل الدقيق والسليم للأوضاع الراهنة في الإقليم ثم العمل على وضع استراتيجية موحدة تجعل لنا السيادة والكلمة العليا في تقرير مصير الإقليم بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوبنا ويبعد عنها مخاطر تدخلات القوى الدولية.
وبيَّن فخامة الرئيس السوداني أن ما آلت إليه الأوضاع في الصومال الشقيق رغم الجهود والبرنامج الذي تم التوقيع عليه في جيبوتي والسعي الجاد لإلحاق الآخرين بالاتفاق، إنما جاء لتحقيق مصالح وطنية شاملة ومُرضية للجميع.. مهيباً في ذات الصدد بالمجتمع الدولي لدعم كافة الجهود التي تبذل في إطار منظمة على صعيد الاتحاد الافريقي والجامعة العربية لإحلال السلام في الصومال، ومد يد العون للشعب الصومالي للخروج من محنته.
واعتبر ظاهرة القرصنة التي تشهدها السواحل الصومالية نتاجاً طبيعياً للوضع المتردي في الصومال.. مؤكداً أن زوال هذه الظاهرة رهن بالدرجة الأولى بإيجاد حل لمشكلة الصومال.. وقال: إن حشد الأساطيل والسفن الحربية الأجنبية في مياه بعض دول التجمع وشواطئها من شأنه تعقيد الأوضاع في الصومال ودول الإقليم الأخرى، كما أنه يوفر ذريعة لوجود دائم لهذه الأساطيل ويحول الإقليم إلى بؤرة صراع دولي يهدد سيادة واستقلال واستقرار المنطقة.
وثمن فخامة الرئيس عمر البشير الجهود المخلصة التي تبذلها دول التجمع، وفي مقدمتها اليمن وجيبوتي للتصدي لظاهرة القرصنة، ما يتطلب دعم هذه الجهود من خلال تبني استراتيجية محكمة وفعالة لمكافحة ظاهرة القرصنة والقضاء عليها بشكل نهائي.
وتطرق إلى حقائق ما يجري في السودان.. مؤكداً التزام بلاده بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل مع الإخوة في جنوب السودان والمضي بها نحو غاياتها المنشودة في ظل تشاور وتفاهم وتعاون مستمر مع الإخوة في الحركة الشعبية، الأمر الذي جعل السلام في السودان أمراً واقعاً وطمأنينة وتنمية واستقراراً.
وأكد الرئيس البشير التزام بلاده التام بإيجاد حل عاجل ودائم لقضية دارفور في إطار اتفاقية سلام دارفور والمبادرات السابقة ومقررات ملتقى السودان الذي انعقد مؤخراً، والتي تمثل إطاراً واقعياً لحل القضية إذا أُخلصت النوايا واستقام القصد.
ودعماً للمبادرة الإفريقية - العربية - الأممية التي ترعاها دولة قطر الشقيقة، عبر الرئيس البشير عن يقينه بأن تجمع صنعاء سيدعم هذه الجهود لتحقيق حل سلمي وعاجل لقضية دارفور، ويرسل رسالة قوية لحركات دارفور لتحكيم صوت العقل وتغلب الحكمة والانضمام إلى ركب السلام.. مؤكداً أن تنفيذ اتفاق سلام شرق السودان يسير على الخطة المرسومة له.
وتطلع الرئيس السواداني إلى الأمل في أن ينعكس ذلك على استقرار وتنمية سكان شرق السودان.. مشيداً بمساهمة إثيوبيا في قوات (اليولبيت)، وهي مساهمة تؤكد وتعزز قدرة وكفاءة القوات الإفريقية في القيام بدورها في عمليات حفظ السلام.. مؤكداً وفاء السودان بكافة التزاماته لتحقيق انتشار قوات (اليولبيت) في دارفور.. وقال: إن المشكلة تكمن في فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في الإيفاء بالتزاماته تجاه نشر هذه القوات.
وتناول البشير الجهود التي تبذلها بلاده لإرساء دعائم السلام والاستقرار في السودان وتحقيق التنمية الاقتصادية لشعبها.. لافتاً إلى التأهب لمرحلة التحول الديمقراطي لإجراء الانتخابات على كافة المستويات العام القادم بعد استيفاء جميع متطلباتها، والتي كان آخرها إيجاز قانون الانتخابات وتشكيل لجنة الانتخابات.
واستهجن أنه في ظل هذه الأجواء الإيجابية يأتي تحرك قوى دولية معادية عبر آليات المحكمة الجنائية الدولية لتطالب بتوقيف رئيس البلاد بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب في دارفور.. وأكد أن الذين يقفون وراء هذا المخطط يريدون القضاء على سيادة واستقلال السودان وتمزيق وحدته وتحويله إلى بؤرة صراعات وحروب أهلية مدمرة.. مشدداً في ذات السياق أن الشعب السوداني بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية يقف بحزم ضد هذا المخطط.
وأشاد الرئيس السوداني بتأييد ودعم أشقائه في إفريقيا والعالم العربي ومجموعة دول عدم الانحياز ومجموعة الدول الإفريقية والكاريبية والباسيفيك في مواجهة هذه الادعاءات الباطلة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة في فلسطين المحتلة، عبر الرئيس السوداني عن القلق البالغ لجرائم الحرب والإبادة الوحشية الصهيونية ضد غزة.. وقال: ما يؤسف له أن هذه الجرائم ترتكب أمام بصر ونظر العالم دون أن يحرك ساكناً من جسد المجتمع الدولي، نتيجة للتواطؤ المفضوح من قبل الدولة العظمى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغت بها الجرأة والصلف لتبرير هذا العدوان، وإجهاض أي تحرك في مجلس الأمن لإدانته والعمل على وقفه.
ولفت إلى أن ذلك يعطي إشارة الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في حملة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة مستعملاً كل أنواع الأسلحة الفتاكة جواً وبحراً وبراً.. مشيراً إلى أن عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ إجراء إدانة ونبذ االعدوان الإسرائيلي على غزة، يؤكد بما لايدع مجال للشك أن الأمم المتحدة أصبحت ظهيرة لطغيان هذه القوة الغاشمة، يسيرها حسب أهوائه ومصالحه، وهي ذات الحاجة التي سادت قبل الحرب العالمية الثانية وأدت إلى موت عصبة الأمم.
كلمة الرئيس الجيبوتي
كما ألقى فخامة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة كلمة اعتبر فيها أن حضوره هذه القمة لتجمع صنعاء يؤكد الأهمية التي توليها بلده للعمل الجماعي والتعاون الإقليمي، فضلاً عن كونه برهاناً آخر على أن جمهورية جيبوتي تسعى دائماً إلى تطوير التعاون بين دول المنطقة في كل المجالات لما فيه الخير لأبناء المنطقة وشعوبها.
وقال الرئيس جيلة: الجميع يعلم أن في عالمنا اليوم لايمكن أن تتقدم أي دولة مهما عظمت إمكاناتها إلا باندماجها في محيطها الإقليمي.. وأضاف: وانطلاقاً من هذه القناعة فإن جمهورية جيبوتي سعت وعملت منذ استقلالها على اتساق الأمن في منطقة القرن الإفريقي، الذي هو محيطنا الحيوى، ونادت بأن تُحل كل المشكلات والخلافات مهما عظمت بالطرق السلمية.. مؤكداً أن بلاده لن تحيد عن هذه القناعة وإن دُفعت دفعاً إلى طرق أخرى لحل مشاكلها مع الآخرين أو مشاكل المنطقة بشكل عام.
وتابع قائلاً: وعلى هذا الأساس استضافت جمهورية جيبوتي المفاوضات الصومالية منذ بداية الألفية الثالثة، وكُلِّلت أخيراً بالتوقيع على اتفاقية سلام بين الحكومة الفدرالية الانتقالية وجبهة إعادة تحرير الصومال.. وأكد أن دعم وتأييد دول الإيجاد وتجمع صنعاء والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والمؤتمر الإسلامي ودول العالم أجمع لهذه الاتفاقية سياسياً ومادياً هو النواة الأولى لحل مشكلة الصومال وإعادة إيجاد مؤسسات الدولة الصومالية القادرة على حل مشكلات الصوماليين فيما بينهم.
وقال الرئيس جيلة: نحن في جمهورية جيبوتي على قناعة تامة بأن التفكير في الحلول العسكرية بحل مشكلة القرصنة في مياه الصومال والمناطق المجاورة لايمكن أن يقضي على هذه الظاهرة التي هي نتاج الوضع في الصومال على اليابسة.. وتابع: وعليه نحن ندعو إلى تقديم دعم مادي وعيني فوري إلى القوات الصومالية التي يجب أن تتكفل بالحفاظ على الأمن في الصومال في إطار اتفاقية جيبوتي.
وتطرق الرئيس الجيبوتي إلى الاعتداء الذي تعرضت له بلاده من قبل دولة ارتيريا، وقال: نحن سعينا منذ البداية لحل هذه القضية بالطرق الودية الثنائية، ولكن لم نجد آذاناً صاغية من الطرف الآخر، وعليه لجأنا إلى الهئيات الإقليمية والدولية لتقوم بما يجب عليها القيام به.. مؤكداً أن بلاده على استعداد تام، رغم كل ما تعرضت له، سلك كل الطرق السلمية التي يمكن أن تؤدي لحل هذه المشكلة.
وجدد الرئيس الجيبوتي تأييد وودعم بلاده لمساعي حكومة الوحدة الوطنية في السودان لجلب السلام في كل ربوع السودان الشقيق وخاصة في منطقة دارفور.. وقال: نحن على يقين بأن الحل لكل المشكلات السودانية يجب أن يكون سودانياً، وأن الشعب السوداني أثبت للجميع أنه قادر على حل مشكلاته إذا ما أُعطيت له الفرصة.. معتبراً ما حدث في كل من جنوب وشرق السودان خير دليل على وعيها السياسي وواقعية حلوله.
وشدد على ضرورة أن يتوقف عبث الأيادي الخارجية في شأن السودان السوداني.. مؤكداً أن الغير ليس أرحم وأحرص على السودانيين من بعضهم البعض.. وقال: إن جمهورية جيبوتي تستنكر وتندد بمطالب مدعي المحكمة الجنائية الدولية، كون هذه المطالب ما هي إلا تقويض لكل المساعي الوطنية والإقليمية والدولية لحل مشكلة دارفو،ر كما أنها غير مبررة.
وأضاف: وعليه ندعو بأن يعطى السودان الفرصة لحل مشكلاته بعون الأشقاء والأصدقاء.. مؤكداً أن استتباب الأمن ودعم العون الإنساني لسكان المناطق المتأثرة يسبق كل الخطوات الاخرى.
كلمة رئيس الوزراء الأثيوبي
كما ألقى رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا التجمع باعتباره آلية فعالة للأمن والسلم في الإقليم، وعضداً للتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.. وقال: إن تجمع صنعاء للتعاون ليس مؤسسة قديمة بل إنه لا يزال في بداية عمره، حيث أنشئ في عام 2002م.. مؤكداً أن على التجمع القيام بإنجازات وأعمال كبيرة تضمن استدامته.
ولفت رئيس الوزراء الأثيوبي إلى ضرورة إقامة سكرتارية للتجمع بناءً على القرارات التي تم اتخاذها من قبل دول التجمع، وكذا باعتباره أحد الواجبات الهامة التي ينبغي العمل عليها.. وقال: أنا على يقين بان انضمام جيبوتي إلى التجمع كمراقب سيعزز من مجالات التعاون بين بلداننا.
وأكد أن تجمع دول صنعاء لم ينشأ ليستبعد أية دولة، وأنه ليس له أهداف خاصة، وهو مفتوح لكل الدول، على اعتبار أن من أهدافه حماية السواحل في جنوبي البحر الأحمر وقبالة القرن الافريقي، وهو ما يفرض على دول المنطقة التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية حتى تبني الثقة فيما بينها وبين شعوبها، فضلاً عن تعزيز الوضع القانوني الدولي والعلاقة بين دول المنطقة بصورة بناءة.
وتطرق إلى الجهود الأثيوبية على الصعيدين السياسي والأمني، والتي بذلت منذ قمة 2007م في الإقليم الصومالي عبر التواصل مع الجهات الصومالية المختلفة ليسيروا قدماً في عملية السلام، وكذا جهود دول أعضاء ال(إيجاد)، وما تقوم به من تنسيق في الجهود على مختلف الأصعدة، وهو ما كان جلياً في مجلس وزراء دول الإيجاد الذي عقد في أديس أبابا.. وقال: لدينا فرصة للعمل مع اليمن بصورة لصيقة فيما يتعلق بقضية الصومال، وبما يمكن من تهيئة الظروف للتفاوض وتبادل وجهات النظر بين الصوماليين والآخرين الذين يعملون من أجل السلام في الصومال.. وثمن رئيس الوزراء الأثيوبي جهود جيبوتي في عملية تحقيق السلام في الصومال.. مؤكداً الالتزام بمساعدة الصومال من أجل المصالحة الوطنية وإنهاء حرب استمرت فترة طويلة.
لافتاً إلى أن بلاده قررت سحب قواتها من الصومال.. وقال: وهذا الأمر لا يجب أن يفسر على أننا قررنا أن نغسل أيدينا ونخرج من الصومال، لأنه ليس أثيوبيا ولا أي أعضاء من التجمع، ولا التجمع كله يمكن أن يغسل يديه من الصومال، وأن على دول التجمع العمل على تشجيع الصوماليين لاتخاذ زمام المبادرة من أجل المصالحة الوطنية في بلادهم وهذه مسألة نؤكدها وفي نهاية المطاف فإن الصوماليين أنفسهم هم الذين يمكن أن يأتوا بالسلام إلى بلادهم.
وأكد زيناوي أن القضية الصومالية لم تعامل معاملة عادلة من قبل المجتمع الدولي وهذا الأمر يمكن أن يتغير لأن استقرار الصومال يصب في مصلحة كل دول العالم.. لافتاً إلى تحديات القرصنة في الساحل الصومالي.
وتطرق رئيس الوزراء الأثيوبي إلى ما تشكله التدخلات السلبية لبعض الدول من تهديد للمنطقة.. وأكد أن التوتر الذي تخلقه تدخلات تلك الدول لا يمكن التقليل من شأنه.
ونوه إلى أهمية الإسراع في تنفيذ البروتكول المتعلق بتنفيذ مذكرة التفاهم لإنشاء المجالس المالية والتجارية المشتركة لتجمع صنعاء، ومتابعة تنفيذ الاتفاق الإطاري في مجال الثقافة والشباب.
وندد رئيس الوزراء الأثيوبي بالعمليات الوحشية التي ترتكب في حق المدنيين في قطاع غزة من قبل إسرائيل.. معتبراً ذلك الأمر بأنه غير مقبول، وأن التصعيد بين إسرائيل وحماس يجب احتواؤه، وأن لا تكون الآلة العسكرية هي الحل لأي مشكلة.. داعياً إلى وضع حد لذلك العدوان ووقف الحرب فوراً.
كلمة الصومال
وألقى رئيس الوزراء الصومالي الدكتور نور حسن حسين كلمة استعرض فيها تطورات الأوضاع في الصومال.. مبيناً أن الرئيس عبدالله يوسف أحمد قدم استقالته أمس للبرلمان، ووفقاً للميثاق الانتقالي في الصومال فإن رئيس البرلمان سيمارس وظائف ومهام الرئيس حتى يجتمع البرلمان لينتخب رئيساً جديداً خلال فترة 30 يوماً.
ولفت إلى أن اتفاق جيبوتي ينص على توسيع البرلمان بإضافة 275 عضواً من قوى المعارضة والمجتمع المدني، وانتخاب القيادة والرئيس ورئيس البرلمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتمديد الفترة الانتقالية إلى سنتين.
مؤكداً أن البرلمان أقر هذه الأحكام من حيث المبدأ، وأن مجموعات العمل تعمل حالياً على استكمال الإجراءات التنفيذية.
وأوضح رئيس الوزراء الصومالي أن الوضع الأمني في البلاد لايزال غير مستقر وذلك في ضوء قرار حكومة أثيوبيا بسحب قواتها بنهاية هذه العام.. منوهاً إلى أن هذا الانسحاب سيحدث فراغاً أمنياً، في حين أن اتفاقية جيبوتي تقضي بأن يتم الانسحاب بعد وجود قوات حفظ سلام وذلك لتجنب أي فراغ أمني في البلاد.. وقال: نحن نحترم قرار الحكومة الأثيوبية لسحب قواتها، ومع ذلك فإن الوضع الحالي يؤكد الحاجة الماسة لتوسيع وتسريع نشر قوات حفظ السلام وقوات حفظ الأمن في الصومال.
وأعرب عن أمله في أن تتجنب الحكومة الأثيوبية إحداث أي فراغ أمني قد يؤدي إلى التأثير سلباً على النشاطات الأمنية وعلى الوضع الأمني..
متمنياً أن يبادر الاتحاد الأفريقي والبلدان الأخرى إلى زيادة قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميسون) لملء بعض الفراغات الأمنية الموجودة.. وقال: ستتولى الحكومة الصومالية توفير من 5 - 6 آلاف من القوات المحلية لحفظ الأمن، والتي يمكن أن تملأ الفراغ الأمني بمساعدة قوات حفظ السلام.
وعبر عن أسفه لمقترح مجلس الأمن بعدم إرسال قوات حفظ سلام للمنطقة.. مشيراً إلى أنه تم الاتصال بالكثير من البلدان الأفريقية لتوفير قوات لحفظ السلام.
وطالب رئيس الوزراء الصومالي دول تجمع صنعاء بزيادة عدد قواتها المشاركة في حفظ السلام، وكذا مساعدة الصومال ودعمها، والسعي نحو إقناع الدول التي تتدخل في الشأن الصومالي وتغذي الاختلالات الأمنية فيه بتغيير سياستها ضد الصومال.
ووجه الاتهامات للحكومة الأرتيرية بأنها وراء عدم الاستقرار في الصومال من خلال قيامها بتوفير السلاح للمجموعات المتقاتلة، ونشر دعايات سيئة حول مجريات اتفاقات السلام.
وقال: ما نتوقعه من هذا التجمع هو دعم مادي ملموس، فنحن لدينا مشكلة القرصنة ومشكلات انعدام الأمن.. ونكرر طلبنا لدول التجمع لمساعدة الصومال حتى تخرج من الوضع المزري الحالي.
وأضاف: ما نحتاج إليه هو الدعم المادي واللوجستي للحفاظ على الأمن، وتوفير الآليات للأجهزة الأمنية والقوات لتتمكن من حماية الصومال من الدمار والانهيار الكامل، وبذلك سنكون قادرين على حماية الوفاق وعملية السلام.
وعقب الجلسة الافتتاحية للقمة عقد زعماء وقادة التجمع جلسة مباحثات مغلقة.. وعلمت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه جرى خلال الجلسة بحث علاقات التعاون بين دول تجمع صنعاء وآفاق تنميتها وتوسيعها في المجالات كافة، بالإضافة إلى بحث سبل تفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي سبق وأن توصلت إليها دول التجمع منذ قمة صنعاء عام 2002 والتي بلغت 18 وثيقة، فضلاً عن مناقشة عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم الجديدة المقترحة من دول التجمع، ومنها اقتراح اليمن بإنشاء منطقة تجارة حرة، وبحث مشروع إقامة مركز إقليمي للتعاون في مجال الثروة الحيوانية.
وبحث زعماء وقادة دول التجمع سبل الدفع بمسيرة عمل التجمع طبقاً لميثاق هو مشروع خطة عمله المستقبلية للأعوام 2009 - 2013 والتي تستهدف ترجمة أهدافه، بحيث تكون بمثابة استراتيجية موحدة تعزز دوره خاصة في المجال الإنمائي، وخلق مناخات الثقة السياسية والاقتصادية، ووضع آليات لعمل التجمع تستوعب التطورات الراهنة والمستقبلية، والتأسيس لتعاون يلبي طموحات حكومات وشعوب دول التجمع، وبما يحقق الاستمرارية والثبات لتأكيد دوره الفاعل في محيطه، وعلى نحو يعزز الأمن والسلام بين دول التجمع ودول الإقليم.
كما بحثوا عدداً من الملفات السياسية والأمنية، وسبل تعزيز التعاون وتنسيق مواقف دول التجمع وجيبوتي إزاءها، وفي مقدمتها مكافحة القرصنة البحرية والسطو المسلح على السفن، وكذا سبل مواجهة تحديات ظاهرة الإرهاب والأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة في الصومال، والسبل الكفيلة بإحلال الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد، إلى جانب مناقشة سبل دعم جهود الحكومة السودانية على صعيد إحلال الأمن والاستقرار فى إقليم دارفور.
وكان زعماء وقادة دول التجمع قد عقدوا جلسة مشاورات قبيل الجلسة الافتتاحية للقمة، جرى خلالها التشاور حول الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، وأكدوا أهمية الدفع بمسيرة التعاون بين دول التجمع على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والعلمية والأمنية، والارتقاء بها نحو آفاق جديدة تلبي التطلعات المشتركة لشعوبهم ويخدم الأمن والسلام لدولهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.