عندما تنحصر اهتمامات البعض من الكتاب الصحفيين ممن يجيدون فن التعامل مع هواجس المكسب المادي السهل من خلال الكتابات الصحفية الشطحة في أطروحاتهم العكسية التي تولد الأحقاد والكراهية بين أفراد المجتمع وممن يعمدون أيضاً إلى تضليل الآخرين بالأفكار المغلوطة خصوصاً حينما تسيطر عليها معتقدات أفكار خيالية وبعيدة عن أرض الواقع .. فإن ذلك يدعو إلى القلق والخوف من عملية الانهيار التدريجي لمبادئ الرسالة الصحفية السامية وينذر ذلك كله بوجود حالة تراجع في عملية الممارسة الصحفية عند البعض ممن يسخرون صحفهم وكتاباتهم معولاً لهدم القيم الجميلة والتقليل من النجاحات في مجال الانجازات المشهودة التي تحققت في وطننا الغالي. ويدعونا ذلك إلى اعتماد التفكير قليلاً قبيل الاقدام على ذلك والتعمق بالاتجاهات والتصرفات العشوائية التي من حولنا .. فهناك البعض من الممارسات المزيفة من حيث جوهرها الحقيقي باتت تشكل وضعاً خطيراً في قمة العمل الصحفي نفسه وما يشكل من ضياع لأهمية قيمة المشاركة في تنوير أفراد المجتمع من حيث المعطيات الصائبة التي تمثل الواقعية الحقيقية بكل ما تقدم عليه من خلال توجهاتها بالكتابات الصحفية الهادفة في حياتنا. كما أن هذه المشكلة التي صارت تمر بها صحافتنا في بلادنا ابتداء من مسميات أنواع من الممارسات الاستغلالية والمبنية من السلوكيات المقنعة من صحف بسيطة ومن عدد من الكتابات الصحفية التي لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة والتي بحاجة إلى التقييم والمعالجة بصورة عاجلة وجادة من قبل هؤلاء الصحفيين أنفسهم أولاً وأخيراً .. وعلى الجميع أيضاً تقع المسئولية بأن يجدوا الحلول المناسبة لهذا التراجع الصحفي الذي يستمر فيه هؤلاء المبالغون بكل شيء مما ينظرون إليه بطريقة اختلافية وخيالية .. وأن لا ينزلقوا نحو ما يسوقون من الترهات الصحفية التي باتت تبيح كل المحظورات وممن نجدها تتشدق بالمهاترات التي تسيء إلى الثوابت الوطنية للوحدة اليمنية التي تمثل آمال اليمنيين جميعاً وستضل أيضاً راسخة كالجبال الشامخة في قلوب العامة .. ياترى متى يتراجع هؤلاء ويعودون إلى رشدهم ينتجون الكتابات الصحفية المتزنة بالعقلانية والداعية إلى التكافل الاجتماعي والمحافظة على الوحدة اليمنية. لذا فإني أعلنها صراحة لست مقتنعاً بجدوى ما تقوم به بعض الصحف والأقلام من نشرها وتناولها كتابات غير واقعية لا تخدم الوطن أو الموطن وفي الغالب قد تسعى إلى إثارة الأزمات والأوجاع بين فئة الشعب اليمني الواحد بما أصبحوا يكتبونه من مقالات وموضوعات صحفية أصبحت مجرد أداة تستهدف كل شيء جميل في الوطن الغالي وهي في الأساس كتابات ناقصة من المحتويات والمفاهيم والمعايير الموضوعية ولا ترتقي على الإطلاق إلى مستوى الصحافة الحقيقية النابعة من القيم النبيلة. وهناك عدد من الكتاب المثقفين ممن نكن لهم في قلوبنا كل الاحترام والتقدير تأتي مواضيع كتاباتهم في الصميم وتعالج الواقع وتكشف مكامن الاختلالات وتبرز النواقص في ممارستنا العملية ومن هذا المنطلق فإنه يجب على الآخرين الاستفادة من مقالات هؤلاء الكتاب المحترمين ، ويجب ايضاً على الجهات المعنية أن تتقبل وبكل صدر رحب ما تتضمنه مقالات هؤلاء الكتاب من انتقادات تلامس الواقع والعمل على تصحيح الأخطاء التي تطرقت إليها.