* «الصحافة بوق السلام، وصوت الامة وسيف الحق القاطع.. وملاذ المظلوم ولجام الظالم، تهز عروش القياصرة.. وتدك معالم المستبدين» الكاتب الروسي الكبير تولستوي. - حينما نشيد اليوم بحرية الصحافة في وطننا اليمني .. والتي برزت بهذه الصورة التي نشاهدها بعد إعادة وحدة الوطن اليمني الواحد، فإن الحقيقة تقتضي القول بأن لا جديد بهذه الاشادة!. - لكن حرية التعبيرهذه بقدرما اصبحت مثار إعجاب وافتخار لدى البعض ومجرد مهدئات ومسكنات وقتية لدى البعض الآخر!.. فإنها باتت مثار تخوف وترقب وحذر لدى مجموعة من كليهما!. - لقد اعطى رجال الصحافة والإعلام مفاهيم عديدة للصحافة.. فهي تعني نقل المعلومات بدقة وتبصر وسرعة وعبر طرق ووسائل مشروعة تخدم الحقيقة وحدها، كما تعني الصحافة الوسائل التي توصل الى القارئ كل ما يهمه من اخبار وآراء وافكار.. كما ان مفهوم الصحافة لدى الصحفي الجدير والمسؤول والواثق بمهنته .. بكونها مسؤولية وميزة إيجابية تسمو وتتألق في عينيه وسلوكه وقيمه واخلاقه.. بينما مفهومها لدى الصحفي غير المسؤول بكونها مجرد تجارة طارئة.. وقضاء حاجة زائلة وتحقيق بعض الاهداف الخاصة حتى ولو كان ذلك يؤدي الى حدوث ضرر يعم ولا يخص.. وهو ما يحصل على ارض الواقع اليوم. ولابد من القول هنا.. بأن ازدهار الصحافة وتطورها.. ومدى قدرتها على خدمة مجتمعها..انما يقفان على مدى مساحة الحرية المتاحة والتي هي بذاتها يجب ان تكون متحررة من الضغوط الرسمية وغير الرسمية!. لكن الحرية المقصودة هنا..هي الحرية المسؤولة والتي لا تقر التشهير او ا لبذاءة اوالخروج عن الثوابت الوطنية والمعتقدات والقيم السائدة!. بل ان من اهم واجبات الصحافة والمهنية الصحفية بالدرجة الاولى ان يكونا جديرين بحرية الصحافة وضماناتها.. مع الالتزام بهذا الجانب التزاماً كلياً..عرضاً وجوهراً.وهناك واجبات اخرى عديدة للصحافة حسب ماذكره رجال الصحافة والاعلام والتي منها بعد الحرية الملتزمة.. الاستقلالية ونشرالمعلومات الموضوعية والمجردة.. والانصاف باعتبار ذلك بمثابة فضيلة من الفضائل.. واعتماد الدقة والتحري بما ينشر.. وكذلك الامانة لأن علاقة الصحافة مع القارئ تقوم بالدرجة الاولى على الامانة حيال ما تنشرمن اخبار اوتطرح من آراء.. والمسؤولية ..حتى يكون هدف الصحفي بالدرجة الاولى خدمة القارئ وليس الحرص للحصول على اهدافه الخاصة!. إضافة الى التهذيب.. فلابد وان تكون الطرق والوسائل التي تعتمد عليها الصحيفة للحصول على الاخبار والآراء.. سليمة وجلية ولأن الذوق السليم يجب ان يكون هو الرقيب الاول على الصحفي!. وفي نفس الوقت.. فإن للصحافة اغراض واهداف عديدة..والتي منها . . الاعلام الذي يعني اخبار القارئ وإعلامه بكل مايتطلع اليه عبر الكلمة المقروءة.. وتفسير ذلك بلغة يفهمها كل القراء بمختلف مستوياتهم العلمية والفكرية والثقافية.. اضافة الى الارشاد والتسلية ونشر الاعلانات وغير ذلك من الاهداف التي لا يسع هذا الحيز لذكرها!. كما ان استطلاعات الرأي العام.. لابد وان تكون هي الموجه الأول للعمل الصحفي. باعتبارها -بجانب كونها- تعكس فكرة القارئ على بعض ما تنشره الصحيفة من آراء وافكار وتصورات.. فإنها ايضاً قد تفرض على ذاتها تلك الآراء التي يقرؤها.. مما يؤدي الى ردود افعال عديدة على ضوئها!. هذه بعض اهم المعلومات الموجزة عن اهم واجبات واهداف ومفاهيم الصحافة.. حسب الدراسة الاكاديمية لها مع التصرف في الصياغة والاجتهاد عما هي في الكتب الاكاديمية!. ان مناسبة تقديم مثل هذه المعلومات الموجزة هنا.. تأتي بسبب واقع الصحافة اليمنية اليوم.. خاصة من بعد إعادة الوحدة اليمنية. لقد ركز رجال الصحافة والاعلام المعتبرين على الموضوعية والانصاف والاحتراف والاخلاق.. باعتبارها عوامل أساسية للصحافة والصحفي.. فأين الصحافة اليمنية منها؟! والاجابة تكمن في واقع هذه الصحافة التي اتيحت لها فرصة حرية التعبير بصورة اكبر من العديد من الصحف العربية ، لكنها أعني الصحافة اليمنية بدلاً من استغلال جانب الحرية في تعميق روح المواطنة الحقة.. وكشف الحقائق المجردة والحرص على الثوابت والمعتقدات والقيم الاساسية .. والانتقاد من اجل الحقيقة ومن اجل خدمة القراء.. بدلاً من هذا الجانب الذي كان يجب ان يكون هو السائد .. تحولت معظم الصحف اليمنية الى نشر الاخبار المجافية للحقيقة او المبالغ فيها. مع نشر الاخبار والمعلومات التشهيرية والقذف الذي يعني في المفهوم الصحفي :(التشويه للشخصية) لغرض النيل من سمعتها.. فاقتحام الحياة الخاصة لبعض الشخصيات الاجتماعية البارزة بوجه خاص وكل ما عداها بوجه عام ليست سهلة يمكن تجاوزها.. خاصة وان ذلك يعتبر انتهاكاً سافراً للقانون بوجه عام.. اضافة الى التلاعب ببعض المعلومات والاخبار العامة .. لخدمة اغراض خاصة لاعلاقة لها بالقارئ ولابحرية الصحافة.. مع الاقتصار على نشر الاخبار والمعلومات السطحية ودون البحث او التحري او الدقة في ذلك والتي هي مجرد تكرار لأخبار واشاعات.. يستقى بعضها من مقاييل القات ومن الشارع بجانب الافتقار الى ابجدية العمل الصحفي والاخراج .. مع افتقار معظم القائمين على معظم الصحف المحلية الى معرفة ابسط قواعد ممارسة هذه المهنة والجهل بواجبات الصحافة واهدافها ومفاهيمها!. بل ان الصحافة اليمنية بما فيها الرسمية - شبه غائبة خارجياً .. حتى مع مضمونها او محتواها القاصر قياساً لصحف عربية سودانية - صومالية - جيبوتية - والتي تتواجد خارج حدود اوطانها مع رداءة معظمها!. ان دراسة الصحافة الاكاديمية اوالعملية تقوم بالدرجة الاولى على اسس ومبادئ واخلاقيات مهنة العمل الصحفي بالدرجة الاولى. وحينمايكتب الصحفي مقالاً او تحليلاً.. لابد وان يتجرد من النزعات والاهداف والاغراض الشخصية .. ولأن ما تسطره الصحافة بوجه عام.. تمس حياة الناس كل الناس.. فإن بعض ماتنشره قد يدمر بعض هؤلاء.. في الوقت الذي كان ينتظر منها نشر ما ينصف المقهورين والمظلومين باعتبار ذلك من اهم اهداف واغراض الصحافة الحقة!. وعلى سبيل المثال وليس الحصر. فإن ما قامت بنشره مؤخراً إحدى اهم الصحف الحزبية اليمنية ضد احدى اهم الشخصيات الاجتماعية البارزة بقدر ما يعتبر ذلك خروجاً عن اخلاقيات المهنية الصحفية وعن المفهوم الحقيقي للعمل الصحفي وواجباته.. بقدرما يعد خروجاً جلياً عن توجهات واهداف الحزب الصادر لهذه الصحيفة ايضاً!. فمن الاستحالة بمكان اعتبار ما نشر يعبر عن رأي رئيس هذا الحزب او يعبر عن رأي امينه العام او عن رأي أي من قادته واعضائه المعتبرين ..وانما يعبر عن سلوك مستفحل بنفس الكاتب الذي يتطلع بمعظم ما يكتب الى إحياء النعرات والتوجهات والآراء والافكار التي عفى عليها الزمن لغرض إحداث المزيد من الفتن والانشقاق بين افراد الاسرة اليمنية الواحدة.. ناهيك عن خرق ابسط مبادئ العمل الصحفي وحرية التعبير المسؤولة !. فهل سأل هذا الكاتب وهو يسطر تلك الافكار البعيدة عن القيم والثوابت اليمنية.. هل سأل نفسه او وضع بفكره ردود افعال الرأي العام تجاه ما نشر من تشهير كصحفي. وتجاه صحيفة ناطقة بلسان اهم واكبر الأحزاب اليمنية؟!! ان هذا هو واقع الصحافة اليمنية اليوم بكل ايجاز.. ولابد من تدارك الامر قبل ان يصعب الحل ان لم يستحيل.. وهو ما اشارت اليه اللجنة الدائمة في اجتماعها الأخير.. وهذا هو ما قصدته بهذه العجالة!. وبعد.. الى الزملاء الاعزاء في (ست الكل) يتساءل بعض قراء مقالاتي مع ندرتهم.. عن سبب تحولها من صفحة الى اخرى ومن جانب الى آخر.. ودون وجود عنصر جذب لمن يحتل أمكنتها الا ما ندر - حسب قولهم!.. فهل تتكرمون بالرد على مثل هذا التساؤل؟!. [email protected]