تلتهم الطرقات اليمنية على مدار العام أرواح العشرات من المسافرين وتستقبلهم المقابر، بعد وقت قصير من البحث والتحري تقوم الجهات المعنية بمعرفة الأسباب وينتهي كل ذلك بإلقاء اللوم على الأقدار التي توزع الدماء على الإسفلت، بينما تغيب الجهود المفترضة لحماية المسافرين وتقليص نسبة الحوادث وضحاياها في تقارير إدارات المرور التي توزعها بشكل دوري على الجهات المختصة ووسائل الإعلام. حيث ترجع تلك التقارير أسباب الحوادث إلى السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ وعدم التقيد بقواعد السلامة المرورية لتضع السائقين وحدهم في قفص الاتهام، بينما الطرقات المسكونة بالخراب والمنعطفات الضيقة لا علاقة لها بمشاهد الموت التي تتكرر على مدار العام بحسب التقارير.. يؤكد سائقو سيارات «البيجو» العاملون في فرزة تعز - عدن أن غالبيتهم دفع ضريبة المرور في المنعطف الضيق والمسكون بالخراب والقريب من مدينة الراهدة والمنعطف القريب من «كرش» ،وقالوا ل«الجمهورية»: مازال البعض منا يدفع الثمن حتى اليوم.. وأشاروا إلى أن غالبية الحوادث التي وقع فيها زملاؤهم من السائقين حدثت في تلك الأماكن، وقد تم إشعار الجهات المختصة، وطالبوا مراراً بضرورة وضع حلول لكن لا حياة لمن تنادي.. طريق الراهدة غيبت أمس الأول «6» أشخاص من أسرة واحدة في حادث وصفه رجال المرور بالمروع ضمن سلسلة من الحوادث المروعة في نفس الطريق التي تذهب ضحيتها العشرات.. الراهدة ليست البوابة الوحيدة التي يمر من خلالها العشرات إلى المقبرة، فملك الموت يوزع نفسه على الخطوط الطويلة بين تعز وصنعاء وتعز والحديدة حيث معبر ذمار والنجيبة بالمخا. وبحسب سائقي سيارات الأجرة المارين بشكل شبه يومي من تلك الأماكن بأنها أكثر الطرقات التي تعرضهم لما لا يحمد عقباه.. وأشاروا إلى أن ضيق الطريق والخراب الذي يكتنفها سبب رئيسي للحوادث التي تتكرر.. حيث إن غالبية السائقين يحاولون التخلص من المطبات والحفر بالهروب منها، لكن أحياناً يتم الهروب إلى فعل كارثي يذهب ضحيته العديد من المسافرين.. مصادر أمنية في ذمار والمخا صرحت في وقت سابق ل«الجمهورية» في حوادث متفرقة أرجعت الأسباب للحوادث المتكررة إلى ما تحدث به السائقون وطالبوا الجهات المختصة بضرورة إصلاح الطرقات ووضع حلول مناسبة تضمن حياة المسافرين.. عدد من الحقوقيون الذين يقرأون عناوين الحوادث في الصحف طالبوا بضرورة تحمل الجهات المختصة لواجباتها تجاه ما يحدث لأن الأرقام التي تنشرها الصحف مفجعة وتتطلب اهتماماً كبيراً وإعادة نظر والتحقيق في الأسباب وإحالة المتسببين أيّ كانوا إلى القضاء حتى لا تذهب أرواح المواطنين هدراً وبلا حسيب ولا رقيب.