1 على مضض كنت تقضم أغنية من فتاتِ الطريق، ووجهك محتبس في زجاج عيوني كلانا تهتك في الظلام المضيب ستره كنت عاصفة نثرت كل الذي كات يدفئني وماكان يدفئني غير حزن عقيم وغربة ووحدي بقيت: فراشاً تجمد من وحشةٍ، وكأساً من الشاي: قطعة حلوى وسيكارة أحرقت خلفها كل المراكب، جذعاً من النخل خوى سوى من حنيني 2 زاويتي برد موحش، تلم رائحة الزعتر التي نثرها جسدك وزاويتك ملأى بكل الدفء والزهور، لم تترك لي شيئاً أخذت كل شيء معك: يدي التي أزهرت، تفاحة خبأتها منذ غادرت جنة الله قلباً هصرت دمه، حتى تفصد، خاصرتي خطواتي النحيلة، ضوء عيوني ورائحة السوسن البري، تلك التي خبأتها لك منذ طفولة كل شيء كل شيء، حتى براءتي أحببتني بكل مالا أريد، وتركتني بكل مالا أريد وداعك زاد عطشي، وخطواتك بعيداً عني ألقتني في أحضان البرد من يسترني ومن يلف حولي ذراعاً، ويحمل عني كل دموعي؟ من يقضم شفتي ويأكل كل التوت البري الذي فيها؟ ومن سيعيد إلي حلماً آمناً ودثاراً، انتظرته عمراً بأكمله؟