تظاهر آلاف الباكستانيين أمس في العاصمة إسلام آباد ولاهور - ثاني مدن باكستان أهمية - تأييداً لحق تقرير المصير في كشمير، في يوم التضامن الباكستاني مع هذه المنطقة المقسمة إلى شطرين: باكستاني وهندي. ودعت إلى مسيرة إسلام آباد الجماعة الإسلامية، وشارك فيها نحو ألفين شكلوا سلسلة بشرية أمام البرلمان. وقال رئيس الجماعة قاضي حسين أحمد: «لن نقبل أبداً الاحتلال الهندي لكشمير، ونقول للهند إنه لا يمكنها استعباد الناس بالقوة». أما في لاهور، فخرج أكثر من أربعة آلاف في مسيرة دعت إليها الجماعة الإسلامية وأحزاب أخرى وجماعات حقوق الإنسان..ومنذ إعلان الاستقلال عن الهند عام 1947 ظَّلت باكستان تتنازع معها على سيادة كشمير، في صراع نصف قرن خاضت الدولتان بسببه حربين. غير أن التوتر خف مع بدء مسيرة سلام عام 2004، قبل أن يعود مجدداً بسبب تفجيرات في بومباي الهندية قبل نهاية أكتوبر الماضي، اتهمت الهند فيها منظمة لشكر طيبة الباكستانية المحظورة. وعقد مجلس شورى «الجهاد الكشميري» الذي يضم 14 جماعة مسلحة حلَّها الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عام 2002، اجتماعاً في مظفر آباد الكشميرية. ودعا رئيس المجلس سيد صلاح الدين الحكومة الباكستانية إلى التخلي «عن سياسة مشرف الجبانة التي أضرت كثيراً بباكستان ومصالحها القومية»، وإلى انتهاج «سياسة هجومية شجاعة لا دفاعية» ضد الهند. وهاجم مشاركون في اجتماع «الجهاد الكشميري» قرار الأممالمتحدة إعلان منظمة لشكر طيبة حركة إرهابية، في حين يُرفض قرارها الذي يعترف بحق تقرير مصير الكشميريين. وشهد كشمير العام الماضي أكبر مظاهرات من نوعها تطالب بالاستقلال منذ بدء جماعات إسلامية القتال ضد الهند عام 1989م.. وتأتي المظاهرات في وقت زادت فيه حدة المواجهة بين الجيش الباكستاني والمسلحين في منطقة القبائل، وهي منطقة تلقى اهتماماً أمريكياً خاصاً بسبب تأثيرها على الوضع في أفغانستان. وكثرت عمليات خطف الجنود الباكستانيين في هذه المنطقة الواقعة في غرب البلاد، وكان ضحاياها ليلة أمس الأول في منطقة شاموزاي بوادي سوات 30 شرطياً أفرج عنهم أمس. وفجَّر مسلحون جسراً جنوب غربي بيشاور الثلاثاء أوقف الحركة في معبر خيبر، وهو طريق مرور رئيس لإمداد قوات التحالف الدولي في أفغانستان.