أكبر من حجم المتهمِ هذا الإعدامُ.. وأوسع من جراحنا هذا الصمتُ.. للبكاءِ قدم واحدةْ.. عكازة الرجاء لم تعد تقوى على تسنيد عبرات العزاء الجماعي.. ماذا يحدث لو ألبستُ الحزنَ جينزاً مضغوطاً وبلوزةً لاصقةً...!؟ هل يصبح حزناً حداثياً بدوره ويثير شفقة ‘الأباتشي' ورأفة النيران المتساقطة..!؟ ماذا يحدث لو ألغيتُ البكاء من شفة طفلٍ مذعور وأطلقت التبسم عارياً في شوارع بلهاء..!؟ هل يعود الأطفال لممارسة ألعابهم بهدوء..!؟ كم من التهم ستذوب في صحافتنا وكم من الأزمنة سنتبعد عن.. فخ الإرهاب.. لو دخلنا في جحر ضبٍ يهودي. قبل أن يتسسل الليل من النافذة أكون قد أفرغت الغرفة من الأفكار الملوثةْ.. سيجارة واحدة احتفظ بها لمنادمة ليلٍ وحيد.. النوافذ المقابلة لنافذتي مغمضة ستائرها.. لعل أحلاماً مثيرةً تدور خلفها.. نافذتي وحدها لا تغمض خوفاً من أحلامٍ ثقيلة لا تهزُّ الستائر. الليل المحيط بي مددٌ من الحبر يصلح لإرواء قصائد متصحرة غير أن الصباحات العصرية لا تشرب إلا بقايا الوحل المتجلط داخل جروح الإسفلت.. لذا يتركني الليل أشعر بأني أفكرْ. حين أملاً عينيَّ بالظلمة.. أكتشفُ كم هو مضيء هذا السواد أستطيع أن أبصر أشياء لا تقبل الكيف كأن أرى خيطاً من الشوق يصل قلبين عاشقين وقتاً عارياً يضع أوزاراً على الأرصفة ويهرب.. أفكاراً موبوءةً تخلع جسدها كل يوم وتتناسل في مآتم.. معلنة... الدهشة المطفأة تتمرد على محاولات الإعلام إشعالها.. أشياء لا تتحمل سقوطً أضواء باردة عليها تتكشف كامرأة منحلة لمجرد أن يسكنني ليلٌ دافئ لبرهة عميقة.. غير أن ليلاً بارداً لا يجد نديماً.. غير القنابل الوقفة بصمت على الأرصفة.. وثرثرات نجومٍ حملةٍ لا تحزن للمشاهد التائهة في دوامة العالمْ.