يُعنى الفهم الجديد للسكان والتنمية في المقام الأول بالآثار على الناس ولا سيما النساء والأسر الفقيرة والمجتمعات المحلية الفقيرة ويؤدي الفقر وسوء الصحة وارتفاع الخصوبة وانعدام المساواة وافتقار المرأة إلى فرص التنمية إلى زيادة حدة أنواع عديدة من المشاكل البيئية والعكس بالعكس إن للفقر كما للثراء تكلفة بيئية ويؤدي النمو السكاني بين الفقراء إلى زيادة أعداد الذين يسعون للحصول على الأراضي من أجل الزراعة والسكن وفي جميع أنحاء العالم النامي تفرض الحاجة أن تستغل للزراعة أرض غير ملائمة تقع على منحدرات شديدة الانحدار في مناطق شبه قاحلة أو في الأحراج وفي المدن حيث ترتفع الإيجارات فإن المساكن الوحيدة التي تتاح للفقراء يمكن أن تقع على سفوح تلال خطيرة قرب المستنقعات الضارة بالصحة أو في احياء فقيرة مكتظة بالسكان والتي تفتقر إلى شبكات المجاري والمياه النظيفة. ويمكن أن يؤدي الثراء في واقع الحال إلى زيادة أثر الفقر على البيئة وينتج عن الطلب من جانب البلدان والشعوب الغنية زيادة في الضغط على الموارد الشحيحة ويمكن أن تستأثر المحاصيل النقدية أو المستعملة لأغراض الترف بأفضل الأراضي وأن يحل العمل المأجور محل الزراعة الكفافية لكن صغار المزارعين مع هذا يجنون معيشتهم بشق الأنفس على الأراضي الهشة بيئىاً وبينهم أعداد كبيرة من النساء اللواتي يزرعن المحاصيل للأسرة.. والمرأة بين الفقراء هي التي يتعين عليها التصدي لآثار التدهور البيئي ويجب عليها أن تمشي لمسافات متزايده للحصول على الخشب والماء عندما تستغل الأراضي الهشة للزراعة وتقطع الأشجار والشجيرات ويصبح الحطب نادراً وتشرب مياه الأمطار بدلاً عن تغذية الآبار ويجب على المرأة أن تصلح الاضرار التي يلحقها بالأسرة المعيشية الزحام والاكتظاظ وتكاثر الحشرات والآفات ويجب على المرأة أن ترعى المرضى أو أن تأخذهم إلى عيادات نائية عندما يؤدي تلوث الهواء والماء والغذاء إلى نشوء مشاكل صحية ولكن عندما تقع المرأة نفسها ضحية المرض، لا يتاح لها الوقت في معظم الأحيان لالتماس العلاج..ومع هذا ففي كثير من الأحيان ليس للمرأة تأثير في استعمال الأراضي ويمكن أن لايسمح لها حتى بأن تحوز الأراضي وترثها أو في توزيع الموارد الطبيعية كالأخشاب أو الماء فلابد من الاعتراف بمصلحة المرأة في التنمية من أجلها ومن أجل تعزيز فعالية التنمية.