تحتفل بلادنا اليوم الجمعة ال 20 من فبراير من كل عام باليوم الوطني للبيئة وبهذه المناسبة البيئية تقام جملة من الفعاليات والأنشطة ذات الصلة بقضايا البيئة وحمايتها على مستوى مختلف محافظات الجمهورية ومنها محافظة أبين والتي دائماً ما تتفاعل مع هذا الحدث الهام.. كما أن بلادنا من بين بلدان العالم التي تضع حماية البيئة في أولوياتها وخصصت لها يوماً وطنياً يحتفى به سنوياً وإدراكاً منها بأهمية الحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث البيئي وكل ما قد يؤدي إلى الإضرار العام ببيئة الإنسان، ولتسليط الضوء على ذلك وكذا مجمل الأنشطة البيئية «الجمهورية» التقت المهندس ناصر صالح الصاعدي مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة أبين والذي تحدث قائلاً: كثيراً ما تسبب المشكلات البيئية أضراراً جسيمة تحتاج إلى تكاليف وجهود كبيرة لمعالجتها، حيث يرزح واقعنا البيئي اليوم تحت وطأة الظروف الاقتصادية ومحدودية الموارد وتزايد السكان المتسارع المؤدي إلى تدهور المكونات البيئية ولذا كان للإنسان حق في الحياة الكريمة والبيئية السليمة فإنه عليه واجب تجاه بيئته وهو ما يطلق عليه حق البيئة على الإنسان فيقدر إن لكل شخص الحق في العيش في بيئة سليمة ومتوازية بقدر ما يكون على كل شخص واجب الحفاط على البيئة وصيانتها والمقابلة بين الحق والواجب نحو البيئة نجده قد تقرر من خلال تعديل المادة «5» من الدستور اليمني في 20 فبراير 1992م والتي تنص صراحة على «أن حماية البيئة مسؤولية الدولة وهي واجب ديني ووطني على كل مواطن» وقد عرف هذا باليوم الوطني للبيئة الذي نحتفل به هذه الأيام وكتقليد سنوي. أهمية تأسيس الفرع ويتابع المهندس الصاعدي حديثة قائلاً: - نحن في فرع الهيئة بأبين والذي تم تأسيسه حديثاً وتحديداً بداية العام الجاري وحقيقة هذا شرف كبير لأبناء أبين تأسيس هذا الفرع بالمحافظة ومن خلال هذه الصحيفة اسجل شكرنا وتقديرنا الكبير للجهود المبذولة من قبل قيادة الوزارة والهيئة العامة لحماية البيئة على هذه اللفتة الكريمة والاهتمام بأبين ممثلة بقيادة الوزارة الدكتور عبدالرحمن الارياني والهيئة العامة المهندس محمود شديوه والشكر موصول للمهندس أحمد بن أحمد الميسري محافظ محافظة أبين الذي لم يدخر جهداً في سبيل انجاح تأسيس الفرع. أما فيما يتعلق حول سؤالكم بأهمية إنشاء الفرع فإنه من منطلق الاهتمام المتزايد الذي توليه الحكومة اليمنية لترسيخ مبادئ المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية كقاعدة أساسية للتنمية المستدامة كما أن الحفاظ على البيئة يتطلب حشد كافة الإمكانات الحكومية والشعبية للعمل معاً على تحسين حالة البيئة اليمنية، وتأكيداً للدور الفاعل الذي يمكن أن تقوم به الهيئة العامة لحماية البيئة للحفاظ على البيئة وترشيد استخدام مواردها من خلال أدوارها المتعددة، فقد جاء إنشاء وتأسيس فرع الهيئة في المحافظة بالتنسيق والتعاون بين قيادة وزارة المياه والبيئة والسلطة المحلية بالمحافظة كمحصلة للجهود البيئية في المحافظة ولما تمتاز به المحافظة أيضاً من تنوع بيولوجي ومقومات بيئية كبيرة ونظراً للدور الصناعي المتوقع لهذه المحافظة. الأنشطة البيئية وحول الأنشطة البيئية المجمع تنفيذها باليوم الوطني للبيئة هذا العام تحدث عنها المدير العام المهندس الصاعدي قائلاً: نتيجة لحداثة التأسيس ومحدودية الإماكانات فقد قمنا بإعداد خطة متوازنة تستوعب الإمكانات المتاحة والأهداف المتوقعة وقد استوعبت الخطة قيام عدد من الأنشطة والفعاليات البيئية احتفاء بالأيام والأعياد الوطنية والعالمية، فعلى سبيل المثال هناك وفي إطار خطة الفصل الأول من العام الجاري هناك عدد من الفعاليات التي سوف ننفذها احتفاء باليوم الوطني للبيئة وكذلك باليوم العالمي للمياه والشجرة، ففي هذه الأيام التي تتزامن الأنشطة مع احتفاء الوطن باليوم الوطني للبيئة سوف يقوم فرع الهيئة بالتعاون والتنسيق مع المركز الرئيسي للهيئة بصنعاء بتنفيذ فعاليات بيئية مختلفة على مستوى العديد من المدارس والتجمعات السكانية والمدن الرئيسية وبعض المرافق العامة، كما سيتم أيضاً وبدعم من لجنة حوض دلتا أبين إقامة عدد من الفعاليات البيئية بالتعاون والتنسيق مع كلية التربية زنجبار وإدارة التربية والتعليم بالمحافظة وهناك اتفاق مع الأخوة في جمعية أصدقاء البيئة بالمحافظة على المساهمة في إنتاج وتوزيع ألفي شتلة ويأتي ذلك في إطار استنهاض همم وقدرات المجتمع ودفعه للمساهمة في تحمل مسؤلياته البيئية إلى الجانب الرسمي، كما أن جمعية أصدقاء البيئة بالمحافظة اسهمت الى حد كبير خلال السنوات الماضية بحماية البيئة ولها حضور فاعل على المستوى المحلي والوطني والخارجي من خلال كادرها المتميز والحس الوطني والديني لدى منتسبيها. تطلعات مستقبلية وبالنسبة للتطلعات المستقبلية لفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بأبين قال المهندس ناصر الصاعدي: لدينا طموحات كبيرة نود تحقيقها في الواقع البيئي بعيداً عن الروتين والأساليب المعتادة ونتوقع بإذن الله تعالى أن يلمس المواطن تلك النتائج متى ما استمرت الجهات ذات العلاقة بالدعم والرعاية للنشاط ولعل أهم التطلعات هو العمل المستمر للحفاظ على البيئة من التلوث وعلى مواردها الطبيعية بمختلف تكويناتها من التدهور والاستنزاف والعمل على تنميتها واستدامتها بالتعاون والتنسيق مع كل الجهات الرسمية والشعبية وذلك من خلال قيام الأنشطة التربوية والتوعوية وتنفيذ المشاريع الصديقة للبيئة والسياحة المدرة للدخل وتفعيل القرارات والقوانين ومتابعة شروط الحماية البيئية لمختلف المؤسسات الصناعية بما في ذلك الاهتمام بدراسات الأثر البيئي للمشاريع إلى جانب أهمية توفير القاعدة البيانية في المعلومات البيئية والاهتمام بالتشجير وزيادة المساحات الخضراء وتوفير الحدائق وإنشاء المحميات الطبيعية ومراكز للتوعية وتطوير استراتيجية التعليم البيئي وتتشجيع الأساليب المتكاملة لمكافحة الحشرات والآفات ودعم المبادرة الذاتية وتشجيع بحوث وإنشاء شرطة للبيئة وكذا إنشاء صندوق للبيئة المشاركة في الاحتفالات الوطنية والعالمية وتشجيع الاستهلاك المستدام وخفض نسبة التلوث البيئي وغيرها الكثير. الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة وحول دور المجتمع للحفاظ على أبين تحدث عنها المهندس الصاعدي قائلاً: أريد أن يدرك الجميع أن البيئة ليست ملك أو حكر لشخص أو لجهة وإنما هي ملكنا جميعاً «صغير وكبير ذكر أو أنثى فقير وغني» دون تمييز بين دين أو جنس أو لون وعليه أصبح دور كل أفراد المجتمع مهم جداً في الحفاظ على البيئة مهما كان هذا الدور بسيط وعليكم عدم التقليل من ذلك ولو من باب النصيحة واليد الواحدة لا تصفق وأبين محافظة واعدة بيئياً إذا ما تم الاهتمام بما تجود به من مدخرات وتنوعات تراثية وأثرية مختلفة.. كما أدعو من خلال صحيفتكم كل الجهات الرسمية إلى التفكير بإنشاء وتأسيس صندوق للبيئة إسوة بالصناديق الأخرى واعتقد أن ذلك سيساعد في توفير الحلول للكثير من المشاكل المتعلقة بالبيئة وقديماً قالوا أن تشعل شمعة خيراً من أن تلعن الظلام.. وخاصة وأن جملة العوامل المساعدة في زيادة التلوث البيئي على مستوى عاصمة المحافظة أو بعض المدن الرئيسية والمناطق والتي تتمثل في عوادم السيارات والمركبات ولا سيما تلك التي تستخدم مادة الديزل إلي جانب الغازات والأدخنة المنبعثة من أفران الجص والنوره والطوب وأفران المخابز خاصة وأن المحافظة قادمة على تدشين البدء بإنتاج الأسمنت من خلال المصانع المقامة وكذا كسارات الأحجار المزمع إقامتها لتنفيذ بعض مشاريع الطرق والأعمال الإنشائية الأخرى.