تفاضل منظمة أوبك بين خياري الالتزام الأكبر بخفض الإنتاج الذي قررته في الأشهر الماضية لدعم أسعار النفط والاتفاق على خفض جديد في ظل ارتفاع المخزونات التجارية في العالم وانخفاض الطلب بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وذلك في اجتماع المنظمة أمس الأحد في فيينا.. ويقول بعض الوزراء: إن الموضوع الرئيس الذي يتصدر جدول أعمالهم هو التأكيد على تنفيذ التخفيضات التي أقرتها أوبك منذ سبتمبر/أيلول الماضي وبلغت في مجموعها 4.2 ملايين برميل يوميا. لكن الوزراء لم ينفوا إمكانية اللجوء إلى خفض جديد لمنع تدهور الأسعار ووقف الزيادة في المخزونات التجارية في وقت ينخفض فيه الطلب في العالم.. وقال الأمين العام لأوبك عبد الله البدري: إن الخيارين مطروحان أمام الاجتماع الذي بدأ أمس الأحد.. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي: إن نسبة الالتزام بالتخفيضات تصل حاليا إلى 80 % وإنه يرغب في أن يرى هذه النسبة ترتفع.. وأشار إلى أن تخفيضات «أوبك» أدت إلى هبوط فائض الإمدادات لكن يتوقع أن يبقى الطلب ضعيفا بسبب ركود الاقتصاد الدولي حاليا.. أما وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل فقد أشار إلى أن هناك حاجة حاليا لخفض آخر من «أوبك» يصل إلى خمسمائة ألف برميل يوميا وإلا فإن هناك احتمالا بانخفاض أكبر في الأسعار.. وتعتبر تخفيضات «أوبك» الأكبر والأسرع في تاريخها. وقد ساعدت في رفع الأسعار من 32.40 دولارا في ديسمبر/كانون الأول إلى 46 دولارا في إغلاق يوم الجمعة الماضي.. لكن تحسن الأسعار يعتبر رمزيا إذا قيس بالتدهور الذي حدث منذ منتصف يوليو/تموز الماضي عندما وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 147.27 دولارا للبرميل.. كما أن انخفاض الطلب على النفط في العالم يضع ضغوطا ثقيلة على الأسعار. ويتوقع انخفاض الطلب في العالم هذا العام بمقدار مليون برميل يوميا بالمقارنة مع 2008 بسبب ضعف الاقتصاد العالمي.