بل ورسمت لوحة جميلة في المشاركة والبناء وساهمت في مناحي الحياة وارتقت مناصب عليا وتبوأت سلم الشهرة والعلم ووضعت أقدامها في أعالي الفضاء رائدة ومبدعة وقائدة. ونحن اليوم في هذا الشهر«مارس» الذي اقترن بالمرأة عيداً وتمجيداً وتخليداً وتأكيداً على مكانتها في تطور المجتمعات وازدهار ذلك التطور الذي ما كان له أن ينبري لولا الاسلام الذي أنهى عهداً من العبودية ووأد البنات والظلم والنظرة القاصرة للمرأة، حيث كرمها وجعل النساء شقائق الرجال في الجهاد والتضحية.. كيف لا؟ وخديجة بنت خويلد أم المؤمنين أول من آزرت الرسول «صلى الله عليه وسلم» ودعمته بالقول والفعل والمال وأرست دعائم الاسلام وافتدته بكل غالٍ ونفيس، وكذلك أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين تقف مؤازرة للاسلام وعائشة وخولة بنت الأزور وغيرهن كثيرات ممن حملن لواء التغيير في أرجاء الصحراء العربية وأنجبن أعظم الرجال، كيف لا! وهي.. اي الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق، وضربن أروع الأمثلة في التربية، والإقدام والشجاعة ورسمن خطوطاً عريضة لكل الأجيال القادمة من جنسهن حتى تتواصل عطاءات المرأة وهذا ما أكدته الأزمنة اللاحقة حتى عصرنا الراهن لتزدهر وتسمو المكانة الرفيعة. والمتأمل اليوم لشعار التعليم تتجلى أمامه تلك المقولة المشهورة «إن علّمت رجلاً فأنت قد علّمت فرداً واحداً وإن علّمت امرأة فأنت قد علمت مجتمعاً» ليرى أن المرأة هي أساس التربية والتنشئة السليمة للأجيال.. فالطفل صفحة بيضاء تستطيع أن تنقش عليه ماتريد، فكيف بمن حملته وهناً على وهن وأرضعته أكسيد الحياة وعلّمته فنون الحرية وأنطقته كلمات بريئة ليخرج إلى المجتمع حاملاً حب الوطن والفداء مدافعاً عن كل القيم والاتجاهات الايجابية وهذا يعد انجازاً رائعاً للمرأة واضافة إلى أدوارها الأخرى. لنقف في مارس إجلالاً وإكراماً وتبجيلاً.. حباً وتقديساً لكل الأدوار المشرفة للمرأة ولنجعل من هذا الاحتفاء مناسبة لتعزيز دور المرأة وإعلاء شأنها في كل المجالات بما يخدم المجتمع وتطوره. إن عيدك اليوم عيد يحيي القلوب بماء النقاء وكبرياء العشق وأفق الحب والانسجام..، ففي عيدك ألف تحية وقبلة لكل الأمهات وأمهات الشهداء في غزة وفلسطين اللواتي لم ينطوين في ثياب الحزن.. ولكل أم اليوم باقة من الورد مكتوب عليها:إلى أجمل الأمهات أجمل الأغنيات وأعذب القبلات على الجبين والخد يا صانعة الأمس واليوم والغد.