كرمت جامعة عدن أمس المناضلة الفلسطينية ليلى خالد - عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - تقديراً لأداورها النضالية ضد الاحتلال الصهيوني، وفي خدمة القضية الفلسطينية.. جرى ذلك في حفل التكريم الذي نظمه مركز المراة للتدريب والبحوث بجامعة عدن للمناضلة الفلسطنية و54 مبرزة من كوادر الجامعة النسوية، بمناسبة يوم المرأة وعيد الأم. وفي الحفل حيّا رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، نضال وتضحيات وصمود المرأة والأم الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. وقال: المرأة الفلسطينية تحملت القدر الأكبر في عملية النضال وتحدت تعسف وطغيان الاحتلال واستهدافه لها بالقتل والتشريد والاعتقال بمزيد من الصمود والتضحية. واعتبر المناضلة الفلسطينية ليلى خالد أنموذجاً للمرأة المناضلة في الأمة والصوت الرافض للقهر والاحتلال.. مشيراً إلى أن تكريم هذه المناضلة هو تكريم للمرأة الفلسطينية التي ضربت أروع صور التضحية والفداء من أجل الوطن. ولفت بن حبتور إلى أهمية الاحتفاء بيوم المرأة وعيد الأم التي أنتجت الحياة وربت الأجيال وضحت وتعبت من أجل ضمان حياة سعيدة لأفرد الأسرة.. مشيراً إلى أنه عند تكرم المرأة فإننا نكرم أنفسنا لأننا ندين بكل شيء لهذه الأم العزيزة الغالية. ونوه رئيس جامعة عدن بالدور المهم الذي تضطلع به المرأة في جامعة عدن والأسماء الكبيرة التي مازالت عالقة في الذاكرة عن الأستاذات الفاضلات في الجامعة اللاتي تتلمذ على أيديهن جيل كامل من الكادرات في كل المجالات العلمية. من جانبها أوضحت مديرة مركز المرأة للتدريب والتأهيل بالجامعة الدكتورة رخصانة إسماعيل أن الاحتفال بهاتين المناسبتين العالميتين يعبر عن العرفان والتقدير للمرأة والأم في اليمن التي حققت الكثير من النجاحات بدعم وتشجيع القيادة السياسية.. مشيرة إلى أن مركز المرأة للتدريب والبحوث الذي تأسس عام 1998م يعد أحد النتائج التي تحققت بفضل ذلك الدعم وتمكن من فتح برامج للدبلوم العالي والماجستير لدراسة قضايا المرأة والنوع الاجتماعي والتنمية، الذي من المقرر أن يعقد المركز مؤتمره الثاني بمناسبة مرور عقد على إنشائه في ديسمبر المقبل. واعتبرت رخصانة التعديل القانوني الذي وافق مجلس النواب عليه لتحديد سن الزواج الأمن بأنه يدل على الرعاية التي بلغتها المرأة لدى المشرع اليمني.. معربة عن تطلعها وكل النساء لتعزيز دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في الحياة العامة للمجتمع. وجددت مديرة المركز تضامن المرأة اليمنية مع المرأة الفلسطينية في نضالها اليومي المستمر وتضحياتها المتواصلة ضد الاحتلال الإسرائيلي.. مجددة وقوف المرأة اليمنية مع المرأة العراقية في مواجهة الأوضاع الصعبة التي تعيشها وتضامنها مع كل النساء في العالم. وتحدثت في الحفل المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، شكرت في مستهلها قيادة جامعة عدن على لفتتها الكريمة لتكريمها في هاتين المناسبتين يوم المرأة وعيد الأم. وقالت: إن الاحتفال هذا العام بعيد المرأة والأم جاء ممزوجاً برائحة اللحم المحترق للأطفال والأمهات الفلسطينيات جراء القصف على غزة بقنابل الفسفور الحارق التي مازالت رائحته تملأ سماء غزة.. وأشارت إلى أنه بعد أن قتلت قوات الإحتلال الإسرائيي أكثر من 1500 إنسان في غزة في عدوانها الأخير، منّ الله تعالى على فلسطين في غزة بأكثر من 3200 مولود. وقالت المناضلة الفلسطينية: نحن ننتمي لحضارة هذه الأمة العربية التي تعلمنا منها أن لا نقبل بواقع الظلم، وظلم الاحتلال هو أبشع أنواع الظلم، وعندما يكون الظلم هو القانون فالمقاومة واجبة.. وأضافت: أعتز وأفتخر بأننا كجزء من شعب لا يرضى أبداً بالذل والاضطهاد. وأوضحت المناضلة ليلى خالد أنها عندما تأتي إلى محافظة عدن، التي تعلمت منها كيف تقاوم المستعمر وتواجهه، تتذكر أسماء المناضلين الكبار الذين واجهوا الاستعمار في ستينيات القرن الماضي وكانوا نبراساً لكل المناضلين. وأكدت أنها لم تعرف وطنها ولكنها مارست حق العودة للوطن من خلال خطف إحدى الطائرات التابعة للاحتلال الاسرائيلي في آب/أغسطس 1969م.. مضيفة بأنه ليس لديها إمكانية أخرى لتعود إلى فلسطين في حين العودة للوطن هو حق مشروع وقانوني إنساني طبيعي ولايحق لأحد أن يتخلى عنه. وأشادت المناضلة الفلسطينية بالموقف اليمني الداعم للقضية الفلسطينية، فضلاً عن الدعم الإنساني، والذي كان آخره دعم منكوبي غزة وتواجد الأطباء اليمنيين في القطاع واستمرارهم في عملهم الإنساني تحت القصف الوحشي لقوات الاحتلال. وأعربت عن اعتزاز الشعب الفلسطيني بموقف الشعب اليمني الذي غصت الشوارع به في مسيراته المليونية ومظاهراته الحاشدة المنددة بالعدوان على غزة.. داعية العرب إلى مقاطعة البضائع والمنتجات التابعة للدول التي تدعم إسرائيل كشكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال مما سيكبد الاحتلال وداعميه من الدول الكبرى خسائر مادية بمليارات الدولارات. وألقيت في الحفل كلمات من قبل كل من: رئيس نقابة هيئة التدريس بالجامعة الدكتور فضل مكوع، وعن نقابة الموظفين ألقتها أحلام محمد علي، والناشطة رضية شمشير، أكدت جميعها الدور الأساسي والفاعل للمرأة في الحياة، باعتبارها الأم المربية، والأستاذة، والأخت، والابنة، والزوجة الفاضلة. وتطرقت الكلمات إلى الأدوار التاريخية للأمهات والمرأة اليمنية والعربية اللاتي شاركن في الحكم وإدارة الدول والمعارك الأولى لنصرة الإسلام ومواجهة الاحتلال والظلم والطغيان وقدمن التضحيات الجسام في كل المنعطفات التاريخية في حياة البشرية.. وعبَّرت الكلمات عن الشكر والتقدير لجامعة عدن للدعم الذي توليه للمرأة من خلال الاحتفاء بها . تخلل الحفل محاضرة عن أوضاع المرأة اليمنية في ظل الإدارة البريطانية لعدن للفترة 1937م - 1962م، ألقتها الأستاذة بكلية الآداب جامعة عدن الدكتور أسمهان العلس. عقب ذلك جرى تكريم المناضلة الفلسطينية ليلى خالد بترس الجامعة. كما تم تكريم عدد من منتسبات جامعة عدن والحاصلات على لقب الأستاذية ودرجات الدكتوراة للعام 2008م بالشهادات التقديرية والهدايا الرمزية.. وشمل التكريم الحاصلات على لقب الأستاذية للعام 2008م، وهن: الدكتورة سعاد عثمان عبدالرحيم يافعي، الدكتورة رخصانة محمد إسماعيل، والدكتورة نجية حسن عمر.. والمكرمات الحاصلات على شهادة الدكتوراة من الخارج للعام 2008م وهن: عبير جميل ثابت، سناء محمد حيدرة، وهنيدا عائض باسنيد.. فضلاً عن المكرمات الحاصلات على الدكتوراة من جامعة عدن للعام 2008م، وهن: رضية عبدالله الزيديد، ذكرى عبدالملك مطهر. كما شمل تكريم الحاصلات على شهادات الماجستير للعام 2009م، البالغ عددهن 21 مكرمة، إلى جانب تكريم 25 موظفة من ديوان وإدارات وكليات جامعة عدن. حضر الفعالية نواب رئيس جامعة عدن وعدد من مسئولي الجامعة، وحشد من عضوات هيئات التدريس والموظفات بالجامعة.