أوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود العودي بأن الثقافة هي حاضر الحضارة باعتبارها المجموع الكلي لأفكار وأفعال أفراد المجتمع الراهن مادية كانت أو معنوية، والتي تتمتع كل عناصرها بدور وفاعلية وظيفية مباشرة في تلبية احتياجاته المادية والروحية المباشرة. وقال الدكتور العودي في محاضرة له بمركز «منارات» حول حوار الثقافات لا حوار الحضارات بأن الحداثة هي مستقبل الحضارة ببعديها التاريخي والثقافي معاً باعتبارها مصدر الابداع والتجديد المباشر لعناصر التفكير والفعل في الثقافة. مشيراً بأن ثقافتنا العربية والاسلامية قد أعطت الكثير والإيجاب العظيم مما هو خاص في تكوينها لما هو عام ومشترك في حضارة وثقافة البشرية في الماضي، كما أنها في الحاضر والمستقبل لاتزال أقدر على اعطاء ما هو أكثر وأهم إذا ما أحسن اختيارها. وأضاف بأن القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية قد عجزت عن فرنسة الهوية الثقافية العربية الاسلامية للجزائر ومختلف أقطار المغرب العربي، لكن أغنيات الشاب خالد ورفاقه ورياضة زين الدين زيدان وغيره من الرياضيين الجزائريين والمغاربة استطاعوا بفكرهم ورياضتهم و ثقافتهم اقتحام عقر دار الثقافة الغربية عامة والفرنسية خاصة، رغم أنها من أقوى حلقات الثقافات العالمية تماسكاً وتحدياً للآخر.. مؤكداً في ختام محاضرته أهمية الانتقال بخطابنا الحواري من أولوية الايديولوجيا الذاتية إلى أولوية العلم والثقافة الانسانية باعتبار الايديولوجيا هي الحقيقة المفترضة من منظور ذاتي لفرد أو جماعة وربما شعب أو أمة بكاملها بصرف النظر عن رؤية ومصالح الآخر.