اختتم مجلس الشورى مناقشاته لموضوع «الثقافة اليمنية.. الواقع وآفاق المستقبل» في الجلسة التي عقدها أمس الاثنين برئاسة رئيس مجلس الشورى الأخ عبد العزيز عبد الغني.. وفي مستهل الجلسة رفع مجلس الشورى تهانيه الحارة إلى فخامة الأخ علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني الكريم بمناسبة السابع والعشرين من إبريل يوم الديمقراطية. ووصف المجلس هذا اليوم بأنه من أيامِ الوطن الخالدة، ومحطةٌ زمنيةٌ هامةٌ في زمن التحولات الكبيرة، التي قادها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية.. وقال المجلس في بيان له بالمناسبة: كان هذا اليوم وسيظل رمزاً للتحول الديمقراطي الذي شهده اليمن، وبرهاناً قوياً على إيمان شعبنا وقيادته السياسية بالديمقراطية سبيلاً وحيداً للتغيير.. مضيفاً: إن الرسالة الهامة التي يحملها هذا اليوم، أن الوحدة والديمقراطية والتنمية هي عنوان هذه المرحلة، وأنه من غير الممكن لعجلة التاريخ أن تعود إلى الوراء.. معتبراً أن النظر إلى المستقبل،إذا لم يستند إلى إيمان عميق بالوحدة والديمقراطية والتنمية، فإنه شكل من أشكال العودة إلى الوراء، وتناقض واضح مع إرادة الشعب الذي آمن بالوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري. هذا وقد أجرى أعضاء مجلس الشورى في جلسة أمس مناقشات مستفيضة، حول الثقافة اليمنية على ضوء التقرير المقدم من اللجنة المختصة، حيث نوهت المناقشات بالمضمون الجيد للتقرير، وبالإنجازات الهامة التي حظيت بها الثقافة اليمنية، والتي تنعكس في مشاريع البنية التحتية الداعمة لمختلف الأنشطة الثقافية والإبداعية.. وأكدت المناقشات أهمية الحفاظ على إرث اليمن الثقافي من المخطوطات والآثار وحماية هذا الإرث وصونه بما يحقق استدامته، وتوجيه الاهتمام نحو إحداث التغيير في بنية الوعي الاجتماعي بما يكفل الارتقاء بهذا الوعي تجاه إرث اليمن المادي والشفهي، وبما يحد من الاعتداءات التي تطال هذا الكنز الثقافي المادي الهام.. وطالبت المناقشات ببناء الخبرات الوطنية والاستفادة من المتاح منها في مواصلة أعمال التنقيب عن الآثار وترميمها وصونها وحفظها، والاهتمام بالمدن التاريخية، ومنع الاستحداثات فيها والقيام بكل ما يُبقي ملامحها التاريخية الأصيلة باعتبارها أحد أهم عناصر التراث الثقافي المادي لليمن.. وشددت المناقشات على أهمية إعادة الاعتبار للأنشطة الإبداعية باعتبارها فعلاً إنسانياً راقياً، مما يقتضي غرس المفاهيم الإيجابية تجاه الثقافة والإبداع لدى النشء في إطار من الشراكة والتكامل بين الأسرة ومؤسسات التعليم العام.. ويقتضي كذلك الاهتمام بالموهوبين في كافة المناشط الثقافية والإبداعية، ورعايتهم وتحفيزهم وتنمية مواهبهم الخلاقة، وكذا تعزيز البنية التحتية اللازمة بالمزيد من المشاريع، وبما يتيح استيعاب النشاطات الثقافية وتأهيل المراكز الثقافية وإنشاء معاهد للفنون وغيرها من المؤسسات التي تُعنى بالإبداع والمبدعين وتثري الثقافة اليمنية المتميزة. ودعت المناقشات إلى أهمية التوجه نحو تأهيل عناصر الثقافة الوطنية، والالتفات إلى حقيقة أن الثقافة تُكتسب، وبأنه كلما ازدهرت الثقافة ازدهرت الحضارة في أي مجتمع من المجتمعات.. ولفتت المناقشات إلى أهمية دور الإعلام في النهوض بدور توعوي، مما يقتضي تحقيق التوازن بين المواضيع التي تتناولها وسائل الإعلام والصحافة، وبالأخص ما يتعلق التوعية بدور المسرح والسينما باعتبارهما من المظاهر الثقافية الهامة.. إلى ذلك تحدث أمام مجلس الشورى رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات، الدكتور عبد الله محمد باوزير، وأمين عام مؤسسة اليمن للثقافة والتراث مطهر أحمد تقي، ومستشار رئاسة الوزراء جمال الحضرمي. وتحدث من جانب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الأديب والكاتب والقاص محمد الغربي عمران، وأمين عام الاتحاد الشاعرة هدى أبلان.. كما تحدث أمام مجلس الشورى وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات هشام علي بن علي.. وقد أبدى المتحدثون جملة من الملاحظات عما تضمنه تقرير اللجنة الخاصة المعروض للنقاش. مؤكدين أهمية التقرير، ولافتين إلى جملة أخرى من القضايا التي يمثل الاهتمام بها استيعاباً لمجمل القضايا والهموم التي يعيشها المشهد الثقافي بكل تفاعلاته، ويأتي في طليعتها الوعي بالثوابت والقيم الوطنية المعززة والمرسخة للوحدة الوطنية.. كما ضمن المتحدثون كلماتهم توضيحات بشأن ما ورد في التقرير وفي مناقشات أعضاء المجلس وعلى الأخص ما يتعلق منها بالآثار والمتاحف والمخطوطات، وبالحرف اليدوية، وبالتعليم من حيث هو اهتمام بالإنسان، وبدور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، والمؤسسات الثقافية الخاصة، وأهمية الالتفات إلى الأوضاع التي يعيشها المبدعون وأثرها على العملية الإبداعية،والعناية بالملكية الفكرية وحمايتها.. كما دعت الكلمات إلى ضرورة إيلاء الاهتمام بقضية اللغة العربية، لتكون جزءاً أصيلاً من السياسة الثقافية، وهو ما يعني استيعاب متطلبات الحاضر المستقبل وبالأخص تحديات العولمة الثقافية. . وقرر مجلس الشورى في ختام اجتماعه تشكيل لجنة من لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة بالمجلس وممثلين عن وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة لصياغة التوصيات الخاصة بالموضوع.. وكان المجلس قد استعرض محضر جلسته السابق وأقره.. حضر جلسة أمس ، مدير المركز الثقافي بالأمانة سعيد الشدادي وعدد من المسئولين والمهتمين بالشأن الثقافي.