هاهي أنثى تأتي إلى الواقع لتضع نفسها بين أخواتها كاتبات السرد .. امرأة تحت المطر مجموعة جديدة للقاصة الصحفية الشابة فاطمة رشاد كاتبة تخرج غضبا أسفا من واقع السرد لتدخل في عالم ليس له قرار بعيد عن عالم النسيان لتضع نفسها أمام الواقع الذي تعيشه الأنثى. فاطمة رشاد . شابة لها باع في الصحافة ترى الواقع من خلال ما يكتب ويقرأ فهي ترفس الواقع بكل مافيه لاتبالي لما قد يحصل حولها . أنها الرجولة الانثاوية بكل معنى الكلمة . ولقد قالت لها د/ وجدان الصانع : تصغي القاصة اليمنية فاطمة رشاد لصوت موهبتها الحاضرة وتستجيب لنداء كيانها الأنثوي لتعبر عن هموم نسويه حقيقية جعلت من فضائها السردي افقأ مرآويا يعكس مباهج وتشظيات الذات . وتقول: لتكون القصة بين يدي هذه القاصة المتميزة طقسا من طقوس الوجد الذي يعكس عالم الأنثى المرهف... انتهى الكلام . إن فاطمة رشاد تأتي بواقع انثاوي جديد تتلمس الواقع من خلال نظراتها إلى الرجل كصحفية تندس بين الرجال فهي تحس بأنثيتها بان المرأة مكسورة امام الرجل مقهورة امام الزمن المر وان المرأة هي تلك المرأة التي تضل أنثى . قصصها التي وردت في مجموعتها ( امرأة تحت المطر) وهي الباكورة الأولى لها المجموعة تضم 16قصة قصيرة.. الكتاب يحتوي على 79 صفحة المجموعة أصدرتها رابطة جدل. فاطمة رشاد متمردة عن واقعها بكل مافيه من حلو ومر فالواقع لديها إما إن يكون وإما الايكون والرجل لديها ذلك الوحش الكاسر القادم من أعماق أدغال إفريقيا . الأنثى في قصصها تلك المرأة التي لأتعرف طعم الحياة فهي كالفاكهة إما آن تقطف حين نضجها أو ترمى فترمى كما في قصتها الأولى ( صحوة ) تقول فاطمة : صحوت ذات يومي وهم يقولون إني صرت أنثى صرت ناضجة كشجرة الليمون أمام بيتنا ) ثم تقول : كنت مازلت العب كبقية الأطفال غير أنهم اطفوا شموع أحلامي وصرت أنثى رغما عني ) انتهت القصة . الم يكن هذا تمرد رغم الاعتراف با لذات من أنثى فاطمة رشاد تريد تغير الواقع المحسوس والملموس هذه هي الحياة بكل ماتحمله من خير وشر ومن حلو ومر ستضل الأنثى أنثى والرجل رجل . ماقبل السادسة فاطمة رشاد تدافع عن المرأة بكل قوة لاتترك قصة الاتجد الانثى أمام عينها . في قصتها ما قبل السادسة ..ترى أختها بين واقع متخلف فرض عليها زمن طويل حيث كانت وراء القضبان حتى القلم حرم عليها أن تلمسه البسوها المحرم عليها لتصحو على قمر بين أحشائها . وعندما أرادت إن تقتحمها وجدت أملها الصغير بقربها يصرخ ويلعب. قمرها الذي حملته في احشائها الممزقة . كانت صغيرتها تذكرها بأمسها المؤلم وورقة بيضاء خطت عليها عبارة واحدة ( لك حريتك . لقد حل عنك قيد رباطك المقدس ) هنا تذكرت ابنتها .. أنها الحرية المطلقة التي فقدتها أمك قالت لها: اكتبي .. تنفسي..اصرخي .. كوني أنت ) فاطمة رشاد تقول : أن تلك المرأة التي كانت مكبدة ومظلومة في الماضي أصبحت قادرة على العطاء فهي اليوم صحفية وطبيبه ومهندسة وتربوية. تقول في آخر قصتها : قبل ساديتها كانت والدتها أجمل امرأة وبعد أنثتها صارت أجمل وأجمل امرأة لأنها استطاعت أن ترتب حقيبتة أملها فكانت صغيرتها قبل سادستها الأخرى تعد نفسها للوجود على الورق ورسم ملامحها الورقية هكذا أدركت سادستها . فاطمة رشاد .. تتخبط بين الواقع والخيال . فكثيرا عندها الحزن وكثيرا عندها الأمل وأحيانا تفتقد الكل عندما تجد الواقع كما تركته. واقع صلد. في قصتها امرأة تحت المطر: هي التي تصدرت اسم المجموعة. تصور حالة المرأة في واقعها المعاش المبني على الهش. تقول : تحسست أحشاءها المنتفخة كانت تعيش فضيحتها وحدها وتنعي نفسها بالصمت لأنها تؤمن أن النساء فقط من يملكن حق التضحية . هكذا تبدأ قصتها.. ثم تردف قائلة : هل للمطر لون ورائحة .. المطر لألون له ولارائحه لاتبقي رائحته إلاّ على الأرض بعد ذلك نشم رائحته وانتصار عليها ليلة زفاف مليئة بالإمطار .. شهد الجميع زفافها.. وسريرها المعد.) - اذا تأملنا اليوم المرأة في واقعنا المعاصر نجد أننا أحسن من غيرنا فالمرأة كالأرض تعطينا الخير والمحبة ولو تأملنا قليلا لنجد هذا الرجل العنتري جاء من تلك الأرض المعطاة . وبدون المرأة يعيش الرجل بدون ارض يحمل فأسا ليدمر نفسه. فاطمة رشاد: في امرأة تحت المطر تنقلنا إلى أن الفرح آتي وبدون المطر نفتقد الحياة، لكنها تعود إلى الحزن حيث تقول: لكمات.. المطر تمزقها تردد أنشودة المطر لينساب بكل حزن مطر .. مطر.. مطر يتثاوب الماء والغيوم وماتزال تسح ما تسح من دموعها الثقال ذلك المطر المفعم بدمائها . كان يغطي ساحة سريرها، اكتملت فضيحتها ولم يغط جسدها احد من الذين شهدوا زفافها. - للقصة أبعاد كثيرة تجعل الماضي حاضرا والحاضر غائبا عن المستقبل لترى المرأة بكل ابعادها. لتقول في آخر القصة لماذا صرت امرأة تحت المطر ؟ سؤال بدون جواب..هل هي النقاء او التطهر مما علق بها . إنني ناضجة .. قصة أو صورة أو حكاية سميها ماتريد تقول فاطمة رشاد : كنت كالشجرة في أوج النضج .. تساقطت ثمارها بسخاء التقطها الرجل كان ينتظر نضجها.. بشغف وعندما بدأت ثمارها تقل. خلعها من جذورها . لو قالت: انحنى ثم أخذها ورماها جانبا فاطمة رشاد ارادت إن تجعل المرأة ثمرة دون فائدة وتقلع. - ليس كل الأشجار تثمر وليس كل الأشجار تزهر. وتقلع . الماء واحد لكن الشجرة المثمرة لها أمل خاص فهل كل البلس تضرس . فاطمة رشاد تقلب الأمور بكفين مختلفين . تجعل أحيانا من الأنثى لعبة وأحيانا تجعلها قمة السمو والحب ترسم من خلاله مستقيل قادر على العطاء. فاطمة رشاد قادرة على المناورة ولكن مناورة الورد الذي يملؤه الشوك فلا احد يستطيع قطف وردة دون أن يجرح يديه . مابعد الظل : جاءت إلى عالمهم قبل موعدها ,, سبعة أشهر فقط منذ ان بدا التكوين . اخذ الجميع يفتشون جسدها بكل اهتمام يبحثون عنه لعلها تكون هو وليس هي ( أنثى ) هكذا بدأت قصتها. الحنين لايزال يطرق باب الانثى عند فاطمة . يا ترى من الصانع هل هو الله أم الرجل الذي وضع وطره. إن في المجموعة موسيقى توحي إلى الحزن الذي يسيطر على الانثى رغم أنها أصبحت قادرة على تخطي الحواجز والآلام في مجتمعها. هناك قصص في المجموعة مثل رجل صنعته بكلتا يديها . آخر دكان للأمل وقصص أخرى . هذا ما اردت أن اقوله . أتمنى للصحفية القاصة الصاعدة الشابة فاطمة رشاد مزيداً من العطاء والتضحية في سبيل اناثيتها المتطلعة والدفاع عن أختها .. و إلى مستقبل أفضل . عدن 10/5/2009م