شارف النهار ان ينتهي وأرسلت السماء غيوماً توشك ان تمطر وداعب الشمس الكرى معلنة عن غيابها إلى نهار آخر أكثر اشراقاً.. فكانت نظرتي حادة أنظر إلى كل شيء حولي وكأنني أبحث في ثنايا نظراتي عن شيء ما لم أجده.. ممعنة في النظر إلى كل شيء وسارت السيارة بسرعة جعلت من الطريق والاشجار عجلة تدور بسرعة مذهلة. وبدأت السماء بالمطر وكأنه حبات لؤلؤ قد تناثرت من عيون غانية تبكي حبيباً غائباً.. وأطبق الظلام على المكان وتوقفت السيارة.. حتى يسكن ذلك البكاء الهادر.. في ليل صنعاء يصعب على المرء التفكير كثيراً ليس لان البرد قارس فحسب.. لكن المشار تبرد في ليلها كبرودة جوها.. كنت أود الخروج من السيارة علني التقط حبات البرد. لكن شيئاًً ماكان يسكن كل حركاتي.. ذلك الرجل الذي يجلس بجواري انه اسطورة لم أستطع فك طلاسمها.. يقتلني بنظراته ولا أدري ان كانت نظرات اعجاب أم نظرات استغراب.. لعلها نظرات حائرة متسائلة ماذا يدور بداخلي.. عندما نظرت في عيونه وكأنني أرى صنعاء بغرابتها.. فكل مافي صنعاء يشبهه بعضه بعض البيوت.. الطرقات.. حتى البشر متشابهون.. كل شيء فيها رائع جميل غريب.. بادرني بسؤال لم استطع الاجابة عليه هل أنني خائفة.. أجبت بقلق وخوف طاهر.. لا وممَ أخاف كأن يربطني به.. الاحساس بالأمان.. لكن الخوف مما تدافق من قلبي من المشاعر.. انه الاحساس بالحياة.. لكن الخوف الذي يكمن في قلبي كان يبحث في داخلي عن عنواني وأبحث في داخل أوتار روحي الهائمة عن مجرد شيء يربطني بهذه المدينة الرائعة مدينة الاحلام الضائعة.. والسراب.. لكن الحسناء توقفت عن البكاء فجأة.. لترسل إلى داخل شعور الأمان بالعودة إلى داخل اكناف المدينة الساحرة.. وقفلت السيارة عائدة من طريق آخر.. لتظهر أضواء المدينة ساطعة مشرقة بالانارة وكأنها عروس في كامل زينتها.. نظرت إلى ذلك الرجل وفي عيونه سعادة وكأنه يريد ان يحضن صنعاء بكل قواه.. صنعاء.. وكأن في خاطري سؤال.. فسألته هل تحبسها..؟ أجاب بصدق لا أدري لكن عشقاً يجمعني بها.. عمره أنا.. وسألني نفس سؤال.. فأجبت ولم لا أحبها.. وهي تمنحني الاحساس بالامان.. وسارت السيارة في طرقها.. مسرعة وكأنها ترحل إلى حصن دافئ رغم برودة جوها.. إلا أنها دافئة مثل قلبي.