تمر السنون والعقود وتزداد الوحدة اليمنية رونقاً وجمالاً، ويزداد اليمانيون تشبثاً بإنجاز طالما تغنوا به، وأمسى إلهاماً للأشقاء العرب، وتمهيداً لوحدة عربية تكون الوحدة اليمنية بداية تحقيقها. وكلما تقدم العمر بالوحدة ازدادت ترسخاً وعمقاً في نفوس أبنائها ممن شهدوا اللحظات الأولى لولادتها..تلك اللحظات المحفورة في عقول وأذهان تربويي عدن الذين ينثرون انطباعاتهم حول ذلك اليوم الوحدوي، ومارافقه من انجازات وأحداث غيرت الواقع اليمني التشطيري وأعادت لحمة الإخوة. الرقي يعتلي الأستاذ جواد ثابت شيخ أحد تربويي عدن من ذوي الخبرة، ويعمل حالياً في إدارة التعليم الأهلي بإدارة التربية والتعليم بمديرية البريقة يقول عن الوحدة اليمنية: سرت فكرة التوحيد منذ أن سرت في الإنسان عاطفة الألفة والتعاضد، فكانت المجتمعات البشرية ترجمة لتلك العاطفة المتعاضدة، وعندما حطم التوحيد الإلهى أوثان الفرقة، سعى الإنسان هو الآخر لترجمة واحدية الخالق في ذاته وأوطانه فكانت الامبراطورية العربية الإسلامية التي مابلغت أسباب رقيها إلا بالوحدة واستغنى عنها المجد بمجرد أن تشرذمت وتفرقت، وكان اليمن هو أولى الخطوات لإعادة تلك الأمجاد العربية بتوحيد أرضه وإنسانه كركيزة أساسية في المضي نحو التقدم. توسع جامعي انطباع خاص ومركز أدلى به الدكتور عبدالرحمن عبدالوهاب أستاذ جامعي في جامعة عدن ركز فيه على الجانب الأكاديمي وماتحقق فيه من انجازات منذ تحقيق الوحدة اليمنية، حيث قال: الوحدة اليمنية انجاز تاريخي عظيم، ومهما تحدثت عن الوحدة فإني لن أوفيها حقها، فهي أمل الشعب الذي بات حقيقة، وإذا تحدثنا عن انجازاتها فهي لاتحصى، ويكفينا أن نذكر المجال الجامعي كنموذج لخير الوحدة فمنذ العام 1990م تعددت المنجزات فقبل هذا التاريخ لم يكن في اليمن سوى جامعتين حكوميتين، أما الآن فقد بلغ عدد الجامعات ثلاث عشرة جامعة في أصقاع مختلفة من الوطن، وأمسى التعليم الجامعي في متناول فئات الشعب الدنيا بعد أن كان حكراً على فئة معينة من المجتمع اليمني. وأضاف: كما اهتمت دولة الوحدة بتأهيل كوادرها الأكاديمية من خلال دفع المئات لدراسة التخصصات النادرة خارج الوطن، ناهيك عن المراكز العلمية ومؤسسات الأبحاث والدراسات المتخصصة.. وباعتبار أن العلم ونشره هو بداية التغلب على مختلف الأزمات والمشكلات التي يعاني منها الوطن، فقد اهتمت الدولة بالعلم الذي يعد مكافحاً للفقر وللمرض. تعملق الأحلام التربوية القديرة فوزية أحمد علي - مديرة مدرسة 26 سبتمبر وصفت يوم تحقيق الوحدة اليمنية بالعظيم، وقالت:إن هذا اليوم أعاد الفرح إلى قلوب اليمنيين ولم شتاتهم وتعملقت أحلامهم بمجرد التحام أبناء الوطن. وأضافت: الوحدة اليمنية صامدة صمود شمسان وعيبان، وبعد تسعة عشر عاماً من الوحدة لايمكن لأحد أن يهز شموخها أو يفكر في ذلك، لأنها بعد هذا العمر تخطت سن النضوج ولاخوف عليها بعد اليوم. وواصلت حديثها..بأن اليمن اليوم ينطلق بخطى ثابتة نحو مكافحة الفساد وتجذير التجربة الديمقراطية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وإتاحة حرية أكبر لتجربة المرأة ومشاركتها السياسية، وهذا كله لم يكن متاحاً قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة. عيد وطني لليمن الموجه التربوي ورئيس شعبة العلوم في إدارة التوجيه التربوي في محافظة عدن الأستاذ دبوان غالب سالم شكر الإعلام لتناوله انطباعات المواطنين وقال: إن على الإعلام أن يقترب من الناس أكثر فأكثر لأنه هو من عليه نقل الصورة الحقيقية من الميدان عن الوحدة في قلوب الناس. ووصف الأستاذ دبوان بأنه عيد البلد الواحد والإنسان اليمني الواحد الذي ينتمي إلى تاريخ وحضارات وعادات واحدة جمعتهم منذ آلاف السنين..وأضاف: إننا بحاجة لأن نؤكد مدى علاقتنا وترابطنا ببعضنا البعض، والوحدة شيء مقدس وسام لايجب لأي إنسان أن يتعرض لشيء اسمه الوحدة اليمنية وواصل قائلاً: هناك العديد من التصرفات من قبل أشخاص متنفذين، ومسئولين فاسدين يعرفها الجميع، إلا أنها لا علاقة لها بالوحدة. فالوحدة يجب ألا يلقى عليها تقصير الفاسدين فليست هي السبب في ذلك وهي براء ممايفتعله أولئك الذين يجب على الدولة استبعادهم حتى لايغرق الوطن بفعل سلوكياتهم المشبوهة. بناء الأجيال واستطرد الموجه التربوي في حديثه: ونحن نؤكد مسألة التنمية الشاملة، ونؤكد أهمية الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن حتى تتضافر الجهود في سبيل بناء الوطن وبناء الأجيال حتى يكون لنا مكانة بين الأمم والشعوب..فلن يكون اليمن كبيراً دون أن تتحقق التنمية الحقيقية التي تحتاج إلى أمن واستقرار وإرساء العدل ونبذ الظلم ومحاربة الفساد والفاسدين. خيرات الوحدة أكبر مدير مدرسة المسيلة بمديرية البريقة محمد سلطان محمد قال: يحق لكل يمني أن يفخر بما تحقق خلال تسعة عشر عاماً من جهود تنموية في مختلف المجالات وماهذه الشواهد إلا دليل على خير الوحدة التي أخرست الأصوات النشاز التي تظهر بين الحين والآخر لتستهدف السبب الرئيسي في هذه الخيرات ألا وهي الوحدة اليمنية. وأضاف: إن الأصوات الداعية للظلام تلك لم يكن لها أن تنعق دون أن ترى هذا الخير ينتشر في ربوع البلاد اليمنية. الوحدة..مصير وواصل الأستاذ محمد سلطان قائلاً: الوحدة اليمنية تزداد كل يوم رسوخاً وقوة، مهما تآمر عليها المتآمرون ومهما استهدفتها الخطط العدوانية والمؤامرات، فالوحدة ليست مرتبطة بفرد أو حزب أو جماعات بل هي متجذرة في أصول كل اليمنيين ومتواجدة في كل بيت ومنزل يمني، وفي كل قلوب ووجدان كافة أبناء الوطن، فلا خوف على الوحدة لأنها مرتبطة بحياة ومصير ومستقبل كافة أبناء الوطن الواحد الذين جمعتهم آلاف السنين روابط الوحدة والأصل الواحد والانتماء لهذه الأرض المباركة. ستظل الوحدة سيظل يوم الثاني والعشرين من مايو ذكرى عطرة في قلوب وعقول كل اليمنيين وفرحة تجسد أواصر التاريخ والمحبة والانتماء للأرض الطيبة. قد تكون هناك أخطاء وقصور وفساد يستشري خطره ويزداد إن لم يؤخذ على أيدي المفسدين والمقصرين، إلا أن الوحدة يجب أن تكون بمنأى عن ذلك لأنها هي سر قوتنا، وستظل عنوان تكاتفنا أما الفرقة والتشتت فلا خير فيه سوى الاذلال والارتهان لأوامر الأعداء والمتربصين ويكفينا أن ماسبق من معان ودلالات أكدها لنا بناة الأجيال من تربويين وأساتذة يمثلون نخبة المجتمع ومن على عاتقهم تنوير الآخرين..فالخير موجود.