تكشف العديد من الدراسات والأبحاث والتقارير الصادرة عن منظمات مهنية دولية أو اقليمية أو وطنية مؤشرات تدني وتباين عملية التنمية الانسانية والارتقاء بالمجتمعات المحلية في البلدان العربية ومنها اليمن.. وعلى سبيل المثال لا الحصر هنا نذكر بعض هذه المؤشرات : - تدني معدل القراءة والمطالعة والبحث حيث بلغ معدل قراءة الفرد العربي خلال العام صفحة واحدة وفي مجتمعات أخرى متقدمة يزيد معدل قراءة الفرد فيها عن خمسة كتب في العام. - تدني حجم وعدد الكتب الصادرة في الساحة العربية حيث بلغ نصيب الفرد فيها كتاباً واحداً لكل اثني عشر الف نسمة. -تدني حجم وعدد المستخدمين للانترنت ولمصادر المعرفة الحديثة. - ضعف فعالية أداء المواطنين وخصوصاً المرأة والمؤسسات والمنظمات الاهلية والمهنية والعلمية... إلخ. -ضعف الوعي الثقافي العام بالتراث والنتاج الفكري والمعرفة. - ضعف وغياب الادارة المجتمعية على مستوى القطاع الواحد مثل القطاع الحكومي «المركزي المحلي» أو مجموعة القطاعات. - ضعف البنية المجتمعية المحلية من استيعابها للتطورات التي يفرضها الطور الحالي من تطور البشرية المتمثل بمجتمع المعرفة. ان التنمية الانسانية في المجتمعات المحلية تعتمد على المعرفة بماتخلق لدى الانسان والمجتمع من قدرات تمكنه من القيام بدور فعال خدمة للتنمية والارتقاء بالمجتمع. والمدخل المحلي إلى المعرفة وبوابة المعرفة المكتبات التي كانت نتاج الحضارة العربية الاسلامية ووسيلتها في عصرها الذهبي. ان وجود رؤية وبرنامج وطني يستوعب المكتبات كمدخل أساسي لبنية المعرفة ومنظومتها.. ونموذج معرفي عام مقبول لدى كافة أفراد المجتمع بمختلف توجهاتهم وانتمائهم.. وكذا مقبول في الساحة العربية والاسلامية والعالمية قادر على خلق تفاعل وتكامل بين التطورات والمتغيرات الداخلية والخارجية. وبهذه المناسبة الوطنية المتمثلة في عقد المؤتمرات الفرعية للسلطة المحلية ندعو إلى تبني توصيات داعمة لانشاء وتجهيز وإدارة شبكة مكتبات عامة «مراكز معلومات محلية» على مستوى المحافظات والمديريات وكافة انساق المجتمع.. ومستوياتها.