التعامل الإجتماعي جزء رئيسي لا يتجزأ من طبيعة وخصائص البشرية ، وبناءً على ذلك يميز علماء الإجتماع الإنسان عن غيره من الكائنات على ظهر البسيطة ، فالإنسان بفضل هذه السمة هو كائن إجتماعي ، يستطيع التفاعل مع من يحيطون به ، يؤثر ويتأثر فيهم وبهم . إلا أن هذه الصفة الأساسية تتفاوت من شخص لآخر ، وعلى أساس هذا التفاوت تتباين أنواع الشخصيات وفقاً لتعاملها مع الآخرين ، فيمكننا أن ننعت شخصاً ما بأنه إجتماعي ، أو نصف آخر بأنه منطو وغير متفاعل مع محيطه والآخرين . ومن هنا يمكننا القول أن التفريط أو الإفراط في تلك العلاقات يمكن أن يسبب العديد من المشاكل ، فالمجتمع ليس بحاجة لمن لا يعقد علاقات ولا يتفاعل مع بيئته أو ما نطلق عليه بالمنعزل ، وفي ذات الوقت لا يستسيغ المجتمع ذاك الشخص المتمادي في علاقات وتعاملات تصل حد الفضول والتدخل اللامحبوب ، وكلا لأمرين يرفضهما المجتمع وينادي بأن يكون الجميع ذو شخصية متوازنة تحقق الهدف السامي الذي جبل عليه بني البشر في تعاملهم الإجتماعي . ونتيجة لما مضى يمكننا استغلال تلك الامكانيات المجتمعية في جانب التفوق الدراسي ، الذي لا يمكننا فصله عن العملية الأجتماعية التي يتميز بها بني البشر عن بقية الكائنات لما فيها من زيادة الخبرات المتبادلة ، والتثقيف وتلاقح الأفكار التي لا يمكن أن تتحقق دون التواصل المجتمعي والانسجام الاجتماعي الذي يحتاج إلى ذكاء. ولا غرابة إن تحدثنا عن الذكاء الذي قد يظنه البعض غير مفيد اجتماعياً أو في بناء العلاقات وكسب الآخرين إلا أن من يدرك أن للذكاء الانساني أنواعاً تصل إلى الثمانية يستطيع أن يستوعب الأمر . ويبدو ان المهتمين في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة تعز لديهم هذا البعد في علاقة الذكاء الاجتماعي بالتفوق الدراسي والتحصيل العلمي ، حيث نظم طلبة القسم برنامجاً تدريبياً استهدف سبعين طالباً وطالبة من طلاب الكلية قدمت لهم المدربة المعتمدة الأستاذة عفاف الصلاحي معرف ومهارات حول تعريف الذكاء ، والفرق بين الذكاءالاجتماعي وبقية أنواع الذكاءات الثمانية ، بالإضافة إلى أبعاد الذكاء الاجتماعي وأهميته . كما تناول البرنامج التأهيلي مكونات الذكاء الاجتماعي ومكانته بين مفردات الحياة ، ومخاطر ضعف الذكاء الاجتماعي بين أفراد المجتمع . وقدمت المدربة للطلاب المستفيدين مختصراً للبرنامج احتوى على استبيان يوضح مدى توفر مقومات الذكاء الاجتماعي لدى الأشخاص المستهدفين ، بالاضافة إلى احتوائها على طرق وأساليب لزيادة مهارة الذكاء الاجتماعي عند الأفراد وطرق للاسترخاء وتهدئة الأعصاب .