المالكي :22 مايو عام 90م كان خطوة قومية جادَّة على طريق الوحدة العربية الشاملة ثمن رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجوَّر باسم اليمن قيادة وحكومة وشعباً الموقف المبدئي الثابت لاتحاد الحقوقيين العرب تجاه بلدهم اليمن مهد العروبة ومنبعها الصافي الفياض بالحب والوفاء والاخلاص لأمتنا العربية العظيمة . وقال في الجلسة الافتتاحية للدورة ال32 للمكتب التنفيذي لاتحاد الحقوقيين العرب التي بدأت أعمالها بصنعاء أمس: إنها لسعادة بالغة أن تنعقد هذه الدورة تحت شعار يجسد التضامن الثابت لهذه النخبة المتميزة من أبناء الأمة مع اليمن ووحدته وحاضره ومستقبله" وأضاف الدكتور مجوَّر :إن انعقاد هذا المؤتمر في عاصمة اليمن التاريخية صنعاء إحدى اقدم المدن على كوكبنا يشكل التفاتة هامة وتقديراً يعبر بجلاء عن روح الرسالة التي ينهض بها اتحاد الحقوقيين العرب وخلاصة ايمانه العميق بالأمة العربية ووحدتها وتعبيراً عن موقف لا يقبل التأويل بالانحياز الى اليمن والايمان بإنجازه الوحدوي الخالد وتقديراً لما حققه على الصعيد الديمقراطي. وأشار إلى أهمية هذه الدورة التي تنعقد بحضور نخبة متميزة من الحقوقيين العرب ووقوفها أمام قضايا تشكل جزءاً من اهتمام الاتحاد وغاية ما يود تحقيقه عبر هذا التكوين المهني العربي المتميز وما يشكله من صلة وثيقة بالتطورات التي شهدها اليمن. وأكد الدكتور مجوَّر التزام اليمن الراسخ والأصيل تجاه الديمقراطية باعتبارها المبدأ الأهم في نظامنا الديمقراطي التعددي الذي تتأسس عليه منظومة القيم الأخرى قيم الحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة المباشرة الرئاسية والبرلمانية والمحلية واحترام حقوق الإنسان والشراكة مع المجتمع المدني وتمكين المرأة. ولفت إلى أن منظومة القيم تلك تتأسس اليوم كمبادئ ثابتة في مُتن دستور الجمهورية اليمنية الفتية منذ قٌدر لليمنيين ان يستعيدوا وحدتهم الأزلية منذ تسعة عشر عاماً مضت بل وتشكل جوهر الصورة المشرقة لهذا البلد.. مشيراً إلى أن الديمقراطية بهذا المضمون القيمي الشامل هي البعد الآخر للإنجاز الوحدوي العظيم في الثاني والعشرين من مايو 1990م. وتابع رئيس الوزراء قائلاً :إن اليمن مكون هام من المجتمع الدولي وأصبح من حقه اليوم أن يفخر بأنه مكون شديد الحيوية بمحيطه الاقليمي والدولي مؤثراً ومتأثراً وهو لذلك يؤمن بأن الديمقراطية بمحمولاتها القيمية الأخرى بما فيها الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان هي القاسم المشترك الذي ينبغي ان تٌبنى عليه رؤية العالم إلى الحاضرِ والمستقبل". وأضاف: لقد عبر اليمن عن إيمانه بالالتزام الذي أبداه تجاه المواثيق الدولية والمنظومة الحقوقية بما فيها العهد الدولي لحقوق الإنسان وحقوق الطفل والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويُعنى عناية كبيرة بمبادئ الألفية وعمل خلال الفترة الماضية على تضمين ما اشتملت عليه تلك المنظومة في قوانينه وأنظمته النافذة وفي خططه التنموية الشاملة والمستدامة وفي سياساته ومواقفه الداخلية والخارجية". وبين أن ذلك برز بشكل جلي فيما حققه اليمن على المستوى المؤسسي وعلى مستوى القوانين والنٌظم وفي مقدمتها تجسيد مبدأ الفصل بين سلطات الدولة وصلاحياتها وفي تعزيز استقلالية القضاء واعتماد مبدأ الشفافية وترسيخ مبدأ المساءلة. وخاطب الدكتور مجوَّر المؤتمرين قائلاً :إن اليمن ووحدته بخير وإن أولوياته هي اقتصادية وتنموية في المقام الأول وكلنا ثقة بأنكم بقدر حرصكم على بلدكم اليمن وعلى إنجازه الوحدوي الخالد فإنكم أيضاً تحسنون قراءة الأحداث ومفاعيلها.. مؤكداً أن المدلولات المتشائمة للأخبار التي تنقل بين الحين والآخر عن التطورات الجارية في اليمن لا يمكن ان تمثل بأي حال من الأحوال أساساً للحكمِ على حقيقةِ الوضع كما نراه في بلادنا. وأشار إلى أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - تتعاطى بمسؤولية عالية مع ما يجري وتنطلق على الدوام من تقديرها لذلك بأنه يشكل إحدى افرازات نظامنا الديمقراطي كأي نظام ديمقراطي في العالم والذي يوفر المناخ للتعبير عن الرأي ويدرك في الوقت نفسه ان البعض قد يغريه هذا المناخ ليعبر بأشكالٍ خاطئةٍ ومسيئة ومنافية لروح الدستور والقانون. وأكد ان اليمنيين هم اكثر تمسكا بوحدتهم ولا يمكن للقلة - التي تحاول قدر جهدها ان ترفع من نبرة صوتها وتنفلت من عِقالها لترتكب أعمالاً مُجّرمة وتتناقض مع ما يُؤمن به شعبنا أن تؤثر على مسيرة اليمن الوحدوية والديمقراطية. وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن أمله أن تكلل أعمال هذه الدورة بالنجاح والخروج بنتائج تعزز العمل العربي في مجال الحقوق والحريات العامة وتسهم في ترسيخ القيم والمفاهيم والمبادئ الانسانية والحقوقية في العقول والوجدان وصولاً إلى جعل الحقوق والديمقراطية والحماية القانونية سلوكا إنسانياً ثابتاً لدى الحكومات والشعوب العربية ومؤسسات المجتمع المدني..ناقلاً إليهم تحيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية وتمنياته لأعمال المؤتمر بالتوفيق والسداد بما يخدم الأمة ويعلي من شأنها ويعزز مكانتها بين الأمم. من جانبه قال الأمين العام لاتحاد الحقوقيين العرب شبيب المالكي: إن تأسيس اتحاد الحقوقيين العرب جاء استجابة لحاجة ملحة لحشد طاقات الحقوقيين العرب على امتداد الوطن العربي وتوظيف امكاناتهم دفاعاً عن القضايا القومية المصيرية وعن حقوق الإنسان والحريات الاساسية. موضحاً ان الاتحاد اكتسب عام 1976م الصفة الاستشارية لدى الأممالمتحدة وهيئاتها المتخصصة. واستعرض المالكي دور الاتحاد في الدفاع عن قضايا الأمة وحقوقها المغتصبة وفي المقدمة منها قضية العرب المركزية فلسطين، وتصديه للمنظمات غير الحكومية المعادية للأمة العربية وفضح دعواتها المريبة وأهدافها المغرضة. ولفت إلى أن الاتحاد أقر اتفاقية حقوق الإنسان في الوطن العربي التي اعتمدتها جامعة الدول العربية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف كوثيقة من وثائقهما، إلى جانب إقراره ميثاق الشرف للحقوقيين العرب في المؤتمر الثالث للاتحاد الذي عقد في الاردن عام 1985م. وأكد الأمين العام الارتباط الوثيق بين نضال الأمة العربية لتحرير أراضيها المحتلة وبين النضال في سبيل الحرية.. لافتاً الى ان وثيقة عام 76م تضمنت أهم المبادئ التي استرشد بها مجلس وزراء العدل العرب. وبين المالكي أن الاتحاد أسهم على الصعيد العربي في العديد من الندوات واللقاءات وعضوية اللجان التي شكلتها الأممالمتحدة لتقصي الحقائق في افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وقال:" إن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد ينعقد في اليمن الذي يتصدى بجدارة لكل المؤامرات والفتن وأعمال التخريب التي تحاول يائسة وبائسة المساس بوحدته الوطنية". وأضاف: إن ال 22 مايو عام 90م لم يكن ثمرة من ثمار النضال الوطني للشعب اليمني فحسب انما كان خطوة قومية جادة على طريق الوحدة العربية الأمل الذي تتطلع اليه الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي". وعبر عن تضامن اتحاد الحقوقيين العرب مع الشعب اليمني ودعمه لوحدته وأمنه واستقراره. وبخصوص الأوضاع في الوطن العربي أشار شبيب المالكي الى التحديات التي تواجه الأمة العربية، ففي الوقت الذي يواصل العدو الصهيوني احتلال الاراضي العربية تتواصل فيه عمليات الإبادة الجماعية ضد شعبنا العربي في غزة في محاولة للقضاء على انتفاضته الباسلة. ويواصل الكيان الاسرائيلي احتلاله للجولان السورية ولمزارع شبعا اللبنانية، ويستمر احتلال سبتة ومليلة المغربيتين، وأيضاً الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق. وبين الأمين العام لاتحاد الحقوقيين أن الأمة العربية جماهيراً وأنظمة رسمية مطالبة بتحمل مسؤولياتها القومية لدعم نضال الشعب العراقي من أجل طرد الغزاة المحتلين وتحرير أراضيه. وعبر عن تضامن الاتحاد مع النضال الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله وإقامة دولته، وتأييده للقطر العربي السوري في مساعيه من أجل تحرير الجولان المحتل وحق الشعب اللبناني في استعادة مزارع شبعا اللبنانية،والحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً، وكذا تضامنه مع الشعب اليمني ضد كل أشكال التدخل في شئونه الداخلية والتي تستهدف تخريب وحدته الوطنية. ودعا إلى نبذ حالة الفرقة والخلاف الدائم وتغليب المصلحة العربية العليا على المصالح الشخصية الضيقة والاتفاق على موقف موحد ليكون كفيلاً بإيقاف حالة التداعي والحفاظ على كرامة الأمة العربية وسيادتها وردع أعدائها . فيما عبر رئيس اللجنة التحضيرية للدورة اسماعيل الوزير باسم اتحاد الحقوقيين اليمنيين عن سعادته لاستضافة الدورة ال32 للمكتب الدائم للاتحاد، وتضامن الاتحاد مع وحدة وأمن واستقرار اليمن . مستعرضاً الدور القومي والحقوقي الذي يضطلع به اتحاد الحقوقيين العرب في الدفاع عن حقوق الانسان والحريات واستقلال القضاء ونشر مبادئ القانون الدولي الانساني . ويناقش المكتب الدائم للاتحاد على مدى ثلاثة أيام عدداً من المواضيع المدرجة في جدول أعماله، اضافة الى تنظيمه ندوة عن العلاقة بين القضاء الوطني والقضاء الدولي في ضوء أحكام القانون الدولي الانساني. حضر الافتتاح المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني ونائب رئيس المحكمة العليا محمد البدري ووزراء كل من العدل الدكتور شائف غازي الأغبري، وحقوق الإنسان الدكتورة هدى البان والشئون القانونية الدكتور رشاد الرصاص، والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة، والثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي وعدد من أعضاء مجلس الشورى .